ما صدر من بيان لحلف قبائل حضرموت يقطع الشك باليقين بأن دماء أبنائها لن تذهب هدرا وأن الحكم الذي سيصدر خلال عشرة أيام بعد التشاور بين شيوخ قبائل حلف حضرموت لن يخرج عن المطالب التي حددت في البيانات السابقة للحلف من مطالبة السلطات بسحب القوات من على أرض حضرموت والمطالبة بدم بن حبريش ومرافقيه إلى مطالب الحلف الجديدة التي فرضتها الهبة وأحداثها المتتالية كرفع الحصار عن الغيل وإيقاف عبث الطيران الحربي والعمودي ومطالب مهجري عبدالله غريب. ليس هذا بغريب على حضرموت وحلف قبائلها فبالأمس أشرنا إلى أن العثمانيين حين حاولوا غزوها تكبدوا الخسائر حتى سماها بعض المؤرخين بمقبرة الأناضول وهاهم اليوم الأبناء كما ذكر التأريخ لنا الآباء وليس بغريب فحضرموت مقبرة الغزاة والطامعين ألم تكبد الشحر البرتغاليين 17 من عسكرهم ؟ حين حاولوا احتلال الشحر فقاومهم الأهالي بقيادة أحد أبنائها واسمه سعيد إن لم تخني الذاكرة واستبسل المقاومون حتى دحروا فلول البرتغاليون وسقط من أبناء الشحر 11 شهيد دفاعا عن أرضهم .
لا عجب ولا عجل في الأحكام بقية أيام ويطرح رجال الحلف حكمهم الذي لن يفرط في مطالب الحلف التي قام من أجلها ومن الطبيعي أن ترفض الدولة هذا الحكم أو تقبله وفي كلتا الحالتين أهلنا في حضرموت المستفيدون أولا وأخيرا من الرفض أو القبول فإن رفضت فالعدل سيعينهم لاستكمال هبتهم وإن قبلت الدولة به فهو نصر لهبة حضرموت وبسط لسيطرتها على أرضها وبداية لنصر جنوبي عام ودافع لغيرها من المحافظات لفرض سيطرتها على أرضها.
الخير قادم ولا نتسرع في أحكامنا دمتم ودام جنوبنا حرا أبيا مستقلا.