( 1 ) كثيراً من الأفكار والمفاهيم نتجاوزها في طرحنا حديثاً أو كتابه ، ليس من باب أننا نجهلها أو إلغاء منا لها ، بل اعتقادا منا أن الآخر الجنوبي -الكل- يدركها ويفهمها ، وانه يتحلى بها فهي تعتبر من أساسيات وأبجديات الثورة ، وطرحنا وأن غض عن ذكرها بصوره مباشره فنحن ننطلق منها ، وطرحنا تحت لوائها ، ويجب أن ينضوي الجميع تحت ظلها ... وعند تناولها منا على سبيل الذكر بصوره مباشره نتفاجأ أن الأغلبية يندهش ويُعجب لهذه الفكرة وهذا القول .. إن دل هذا على شيء إنما يدل على أننا بحاجه الى تكثيف طرح مثل هذا المفاهيم وهذه الأفكار وهي كثيره لا يدركها إلا من له وعي ونضوج فكري وثوري ..
( 2 ) الحراكي في أي مكان كان ... يعتبر نفسه مناضلا وبطلا وثائرا مغوارا اذا قال .. "أما أستعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين" .. ورفع علم الجنوب وندد بجرائم الاحتلال اليمن حد قوله ووصفه .. وكفى الله المؤمنين شر القتال ..
اخي يا صاحب الشعارات والخطب الحماسية الرنانة والجمل الطنانة والحنانة ... لا انت ثائر ولا مناضل ولا بطل ..
فهذه الصفات لا يستحقها الا من يناضل في الميادين وفق قاعدة "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" .. ولا اظن ان الشعارات والجمل الحماسية جزء من القوة فلن تخدعونا .. فانتم جزء من مكونات الضعف
قاعدة "وأعدوا ما أستطعتوا لهم من قوه" نفهمها فهم ركيك وانطبعت بأذهاننا بهذه الصورة وهذا الشكل الركيك .. فهي لا تعني ان نقتلهم او نعد لهم السلاح للكفاح والقتل قبل أن نبني أنفسنا ..
إنما تعني كما تقول نظريه عند العسكريين " إن أردت السلم فحارب " يعني عد وأبني نفسك قوه حقيقيه سواء بالسلاح التقليدي سابقاً أو أسلحة العصر الحديث التي اختلفت اختلاف جذري عن السابق فاصبح الإعلام والسياسة والفكر والثقافة والدبلوماسية سلاح .، أجعل من نفسك قوه حقيقيه يعتد بها ، لتوازن وتكافئ القوى ولكي تستطيع أن تملي شروطك ...
( 3 ) قادة الحراك الجنوبي يفرحوا ويستبشروا كلما أزداد عدد شهداء الجنوب ، يعتبروها للأسف من باب إصرار وإقناع الشعب بأننا في الجنوب نعاني احتلال قبلي همجي وكذلك ظناً منهم أن العالم سوف يكون معنا لفظاعة كم الدماء الزكية الطاهرة التي تراق على أرض الجنوب ..
لا أدري أي غباء أكثر من هذا ينخر في عقليتهم المهترئة القديمة ، فكل شعب الجنوب مدرك حقيقة الاحتلال وحقيقة فشلكم في كل شيء .. وما الجدوى منكم أن كنتم ترون أن مزيداً من دماء أبناء الجنوب هي التي تشعل الثورة وتأتي بالمجتمع الدولي إلينا .. تباً لغبائكم السياسي والأخلاقي والفكري والإعلامي ..
( 4 ) مثلما أراد الاحتلال الشمالي للجنوب "إفراغ الشعب من محتواه" بتجهيل الشعب .. تريد هذه العقلية القديمة التي تدير الحراك "إفراغ الثورة الجنوبية -والحراك-من محتواها ". بتعطيل عقلية شباب الثورة وشباب الجنوب .. من خلال دس الكثير والكثير من الأفكار والسلوكيات السلبية الهدامة في عقلية جيل اليوم .. وما حصل للمناضل ناصر الطويل عينه من ذلك ..
( 5 ) مشكلتنا في الجنوب عامه التي يجب أن نبحث لها عن حل هي "أنه لا تجد لدينا ثقه في أنفسنا في أننا قادرون على التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب " يعني باختصار شديد لا أحد يثق بقيام دولة الجنوب فمن الذي يعلن قيامها ونحن فاقدي الثقة في أنفسنا وفي الكل وفي كل شيء؟!! ثقتنا مهزوزة في أنفسنا وفي مقدرة أيّن منا على التحرر والاستقلال ، وفي الكل ومن هذا المنطلق يتم تداول وتعاطي مختلف الأفكار الأمور والأحداث في ثورتنا وخارج ثورتنا ..
ولو وجدنا لهذه المعضلة حلاً ، وزرعنا الثقة في عقول وقلوب ونفوس كل الجنوبيين لرأينا كل العالم يتآمر معنا ومن أجلنا ، ولرأينا كل الأمور تسير معنا ولصالحنا ...
( 6 ) خطاء فادح أن نجزئ العدو ونجزئ الاحتلال .. فثورتنا ليست ضد طاغيه فتزول بزواله ، وليست ضد نظام فترحل برحيله ، وليس ضد أشخاص فتذهب معهم .. ثورتنا ضد منظموه كيان دوله -أحتلت دولتنا ، ونحن نريد التحرر والاستقلال منهم جميعاً ، واستعادة دولتنا دولة الجنوب وعاصمتها عدن .. فكل من في عصابة صنعاء التي تحكم وكل من يسعى الى السلطة هم محتلين لنا ، ولا يجوز التعامل معهم ، ولا يجوز أن نرى في هذا الطرف أهون من طرف آخر .. فالكل هناك في صنعاء وحواليها يريدوا التهام الجنوب ومقدراته ومن المستحيل التفريط بالجنوب ...