قتل 20 جندياً يمنياً بهجوم مسلح لتنظيم القاعدة استهدف حاجزاً عسكرياً، الإثنين، بمحافظة حضرموتجنوب شرق البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن "هجوماً إرهابياً غادراً استهدف نقطة أمنية بمنطقة المضيء عند مدخل سيحوت في محافظة حضرموت أدى إلى استشهاد 20 فرداً من قوات الأمن الخاصة". واتهمت السلطات اليمنية تنظيم "القاعدة" في اليمن بتنفيذ الهجوم مشيرة إلى أنه تم باستخدام 4 سيارات. وأضافت في بيان، أنها "أمرت بتوقيف مسؤولين أمنيين بالمحافظة والتحقيق معهم على خلفية الحادثة". وكان مصدر عسكري يمني، قال في وقت سابق، إن "14 جندياً قتلوا بهجوم مسلح شنه مسلحون على حاجز عسكري في منطقة المضيء ببلدة الريدة الشرقية بمحافظة حضرموت". ورجح المصدر أن يكون الهجوم نفذه تنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى مقتل عدد لم يحدد من المهاجمين. ويأتي الهجومان بعد توقف طويل نسبياً لعمليات القاعدة في اليمن العسكرية، وهي فترة شهدت ركوداً في أنشطة أذرع القاعدة في المنطقة العربية منذ تولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم. كما يأتيان في ظل انحسار نفوذ تيارات الإسلام السياسي في المنطقة خصوصاً في مصر وتونس، واعتبار السعودية عدداً منها جماعات إرهابية. ويرى مراقبون أن النشاط المفاجئ لقاعدة اليمن جاء بتأثير من الأحداث الجارية في سوريا، وخصوصاً بعد دخول ما يعرف بتنظيم دولة العراق الإسلامية على المشهد السوري وإعلانه دولة العراق والشام الإسلامية "داعش". ورغم الخلافات العنيفة بين "داعش" والفرع الشامي لتنظيم القاعدة في الشام المعروف باسم "جبهة النصرة" والتي وصلت الى الاقتتال والتراشق الإعلامي، إلا أن نفوذ "داعش" كان له في نظر المراقبين تأثير كبير في ضخ الدماء في عروق قاعدة اليمن. ويرى أعضاء التنظيم المتطرف أن إعلان الدولة في العراق والشام هو مؤشر على قرب إقامة الخلافة الإسلامية الموعودة وفقاً لفهمهم لبعض النصوص الإسلامية، وعي الخلافة التي يؤمنون بأن "جند اليمن" سيكون لهم دور مهم في إمشائها وفقاً للنصوص. ولا يخفي قادة تنظيم القاعدة في اليمن انحيازهم ل"داعش" في مواجهة "جبهة النصرة"، رغم أن الأخير أقرب له تنظيمياً. وأعلن الشيخ مأمون حاتم القيادي في قاعدة اليمن تأييده ل"داعش" في غير مناسبة، كما أشار إلى قرب مبايعة أفرع لتنظيم القاعدة لها، ويُعتقد بأن قاعدة اليمن ستكون من ضمن الأفرع المبايعة. وفي حال صحت التوقعات فإن البساط سيسحب تدريجياً من تحت الظواهري لصالح تنظيم أكثر تطرفاً وطائفية في المنطقة، مما قد يجبره على الطلب من جبهة النصرة الانضمام إلى "داعش"، تفادياً لموجة واسعة من الانشقاقات عن التنظيم. ويتوقع المراقبون ان تكون لاندماج التنظيمين له نتائج سلبية على تحركات المعارضة السورية المسلحة على ارض الواقع، مما سيمكن نظام الأسد من التقاط أنفاسه وفرض واقع مغاير على أرض الواقع خصوصاً بعد سلسلة الهزائم التي مني بها على جبهة الساحل.