ضمن ما يسمى ببرنامج مؤتمر جماعة القاهرة يتوقع ان يُعقد مؤتمر صحفي ُيعلن فيه بعض القيادات الجنوبية السابقة ما يسمونه بتقرير المصير والذي بعد خلافات واخذ ورد بين هذه القيادات وبعض الموالين لها والذين كانوا يتحرجون من طرح قياداتهم لسقف لا يتناسب مع ما يطرحه الشارع الجنوبي ومكونات الثورة الجنوبية وكان إن أشترط بعضهم لحضور مؤتمر القاهرة أن يتبنى المؤتمر في برنامجه السياسي ((حق تقرير المصير)) كمخرج لهم من الحرج وهو مصطلح غير دقيق وفيه تفسيرات مغايره لمطلب شعب الجنوب في تقرير المصير وكنوع من الاستغفال من قبل هذه القيادات وإمعانا في تمرير ما اتفق عليه إقليمياً ضمن الشق الثاني للمبادرة الخليجية لحل ما يسمى بالأزمة اليمنية لاستيعاب ما يسمونه بقضية الجنوب وتمرد الحوثيين في إطار معالجة هذه القضايا في إطار الجمهورية اليمنية . وقد قبلت القيادات القديمة على مضض تطاول هذه العناصر مؤقتاً وإضافة لهم مقترحهم حول تسمية تقرير المصير المبهمة والقابلة لتفسيرات عده قانونياً ودبلوماسياً وحتى لا يفشل مؤتمرهم ويسبب لهم حرجاً أمام الرعاة والممولين مادياً و كنوع من الإرضاء لهذه العناصر ليس إلا فقد قبلت إضافة هذا المصطلح الفضفاض . مع العلم المسبق بأن هذه القيادات لا تتحرج فيما بعد من التنصل من هذا الطرح .. فلها باع طويل في التضليل فقد سبق وان عقدت لقاءات عديدة في مدن أوربيه وعربيه وطرحت مشاريع مختلفة من الأقاليم إلى الفيدرالية وحتى فك الارتباط .. إلا أنها وفور هبوب رياح التغيير في المنطقة العربية وما يسمونه بالربيع العربي.. وظهور طفرة الفيس بوك .. تخلت تماماً عن كل مشاريعها وأطروحاتها السابقة ولهثت نحو شعار إسقاط النظام أملاً في إسقاط نظام علي عبد الله صالح واحتلال موقعه الرئاسي بل وقصره في النهدين ..إلا أن شيء من ذلك لم يتم وجاءت الأجندة الإقليمية أكبر من مقاساتهم المنتظرون للمناصب الرئاسية للدولة والحكومة وتم التوافق على عبدربه منصور رئيساً للفترة الانتقالية وكذلك على باسندوة رئيساً للحكومة . وعندما لم تجد بعض قيادات جماعة القاهرة ما يشفي غليلها في الحصول على ما كانت تحلم به في إطار حكومة اليمن اضطروا للرجوع الى مربع القضية الجنوبية كعامل ضغط ليس إلا بعد أن تخلى عنهم المشترك .و بعد ان تخلوا هم أيضاً فجأةً عن كل مشاريعهم وشعاراتهم الجنوبية التي كانوا يتمسحون ببركاتها ليلاً ونهاراً وعبر القنوات الفضائية والصحافة .
إن هذه الأساليب في التلون والانتقال من موقع إلى آخر ليست جديدة فهم مستعدون لتبني أي شعار حتى وإن لم يكونوا مقتنعين به طالما وذلك يقربهم من كراسي العودة إلى السلطة ولهذا فأنهم بعد أن أفلسوا وفشلوا في إقناع الجنوبيين بإنزال سقف مطلبهم اضطروا لرفع نفس شعارات الشارع الجنوبي طمعاً في تعاطف الشارع معهم ومن ان قلوبهم مع الجنوب وشعبه.
وفي نفس الوقت هناك شخصيات أخرى تتخذ من دول الخليج والجزيرة مقراً لعيشها واغترابها منذ عقودٍ وممارسة التجارة فيها ربما أغراها التعاون مع بعض الأجهزة الإقليمية ووضعت نفسها في خدمة هذه الدول لتمرير أجندتها على أرض الجنوب وهكذا أصبحت القيادات القديمة الجنوبية وهذه الشخصيات الجنوبية تتبارى فيما بينها لا لخدمة قضية الجنوب بل لخدمة أجنده إقليميه بعيده تماماً عن قضية شعب الجنوب , فتحاول ان تلعب أدوارا سياسيه هي ليست مؤهله لها لا سياسياً ولا شعبياً لإيجاد نفوذ لها في داخل مكونات الثورة الجنوبية عبر ضخ المال لبعض قيادات سهلة الانقياد للإغراءات المادية وربما طمع البعض منهم هذه الأيام حتى الذهاب إلى حد الإعلان عن نيته تأسيس حزب ربما سيسمونه ((حزب الاستقلال )) اعتقادا منهم بأن مجرد إعلان كلمة الاستقلال على مكون ربما يكون مقرباً إلى قلوب الجنوبيين مع أن الأجندة ستسير في اتجاه تنفيذ الأجندة الإقليمية وليس الجنوبية . ولكنها سياسة الرعاة الناصحون لهؤلاء بأن يحرصون على تبني شعارات الشارع حتى يستطيعوا كسب ود الشارع وبالتالي السير في الطريق الآخر المخطط له بحسب الأجندة الإقليمية لاحتواء كل مكونات الثورة الجنوبية في الداخل والخارج وحتى تكون جميعها تحت السيطرة وان لا يبق أي فصيل متمرد يرفع شعارات أو يعلن عن برنامج سياسي خارج إطار المحلل به والمصرح به وضمن فقط إطار اللعبة الإقليمية وتحت السيطرة التامة .