م/أحمد فؤاد اليوسفي يرى البعض صعوبة الالتقاء بين السياسة والأخلاق، معتبرين أن السياسة هي ما هو ممكن والأخلاق هي ما يجب أن يكون وبين (الممكن) و(ما يجب أن يكون) تقاطعات قليلة في واقع مليء بالصراعات والتناقضات، ويزداد مادية وابتعادا عن المثالية يوما بعد يوم , والحل الذي اتى لإنتشال اليمن من ازمته "المبادرة خليجية" تم تضمينه باساليب لا أخلاقية بإقصاء الجنوب بتحديد مصيره وتم اعداد فخ خبيث للجنوبين فيه وذلك لإسقاط حقهم بفك الارتباط . وقد يتسأل الجميع كيف حدث هذا ! لو استخدمنا منهج الجدل والتداول القائم عن طريق الحوار، عن طريق مجموعة من الأسئلة للوصول إلى الحقيقة لإدركنا حقيقة الخدعة الممارسة على شعب الجنوب . لماذا لم يتم استخدام النموذج التونسي والمصري بإجراء انتخابات برلمانية ومن ثم رئاسية ؟! لماذا تم تأجيل نقطة الحوار بخصوص القضية الجنوبية الى مابعد انتخاب رئيس توافقي ؟! حين يتم التكلم عن القضية الجنوبية من قبل السلطة والمعارضة يتم ضمها ضمن حوار وطني الا يحق للجنوبيين ان يقرر مصيره ؟! اتفق الاخوة الأعداء بأن الجنوب الدجاجة التي تبيض ذهاباً يجب ان تبقى ضمن نطاق سلطة الشمال ومثل ماقال زميلي عبدالرحمن انيس الجنوب المتفق عليه, لذا كل المشاكل التي كانت تُفتعل مابين الاخوان و المؤتمر في صنعاء وضعت جانباً اثناء صياغة الألية التنفيذية او الشيطانية لضمان بأن الجنوب لن يستقل من احتلاله ويبقى ضمن نطاق مايسمى الوحدة , فلم يناقش الحل التونسي او المصري لما فيه من مخاطر على مطامعهم ,فتم صياغة الخدعة بان تكون مشاركة الجنوبيين في الانتخابات الرئاسية بمثابة استفتاء لإسقاط مطلب حقوقي بفك الارتباط فلو تم أتباع حل الانتخابات البرلمانية والتزم شعب الجنوب بمقاطعة هذه الانتخابات لرأينا استقلال للجنوب سياسياً حيث سينشأ في صنعاء برلمان شمالي إسلامي بنسبة 100% , لذلك تم صياغة الألية مجرده من ابسط حق للجنوبين بتقرير مصيرهم عبر استفتاء شعبي جنوبي تشرف عليه الأممالمتحدة , ألم يدرك الجميع بان حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحدة في الواقع وفي النفوس ، وان الوضع القائم في الجنوب ليس وحده .
وفي الاخير اقول للذين اعدُ المبادرة والالية المجرده من ابسط حقوق للجنوبيين بأن يدركُ بانه لا يضيع حق ورأه مطالب و القضية الجنوبية قضية شعب ,قضية وطن , قضية عادلة بكل المقاييس الدولية والأعراف الانسانية هي قضية وطن أُختطف في غفلة تاريخية هي قضية شعب أصبح أجير على ارضه هي قضية حضارة طمست كل معالمها ،حلها في بالاعتراف بها , بإرجاع الحق الى اهله و التجرد من الأنانية والنظر الى الشعوب قبل النظر الى المصالح و إن التاريخ لا يعيد نفسه، ربما في المرة الأولى يكون دراما مؤثرة، أما في المرة الثانية يصبح مهزلة .