الى ماضي قريب كانت الحوطة عاصمة محافظه لحج تعزف بنشيد السلام وضلت تعيش على إيقاع الأهازيج والأفراح والدّان اللحجي والفن الأصيل الذي يطرب المسامع المشاعر حماساً . حوطة لحج ( المحروسة ) مدينة الفل والكاذي لم تعد كما كانت ويبدو انها تخلت عن اسمها الشهير المستوحى من عبق أصالتها وتاريخها التليد لتضمحل رائحه الفل الذي كانت تتبخر وتنتشر في سمائها لتحل مكانها رائحة الموت والدم الذي ينبعث من شوارعها وأحيائها وأزقتها الضيقة . حوطة لحج أضحت تعيش على وقع اطلاق الرصاص والاغتيالات من على الدراجات واصوات الاشتباكات الذي تدور في إحيائها من دون معرفة أسبابه ليبقى المواطن تحت رحمه دراجات الحوطة التي تتجول في الشوارع لتوزع الموت وتغتال الآمنين وتنفذ مسلسل الاغتيالات بحق كوادر عسكرية وأمنية من جيش الوطن المفقود ونشطاء سياسيين ايضاً دفعوا ثمن تحقيق الوحدة المشؤومة والمطالب العادلة باستعادة الدولة التي اضمحلت منذ عقود . ان تفاصيل الحياة عند المواطن اللحجي في حوطة لحج مؤلمة حقاً وذلك بالنظر الى الأحداث الدامية والانفلات الأمني الذي تشهده الحوطة وما ينتج عنه من اعمال قتل وسفك للدماء وإزهاق للأرواح البريئة ، وهذا يأتي في ضل تواطؤ من سلطتها المحلية وأجهرتها الأمنية التي تتحمل مسؤوليتها عن ما يحدث حتى أنها باتت متهمة بالوقوف وراء القتلة والتستر عنهم طالما وهي لم تحرك ساكنا ولم تسعَ الى ضبط القتلة وسفاكي الدم. رصاص القدر والخيانة في حوطة لحج لم يعد يفرق بين السياسي والعسكري وحتى المواطن البسيط ، اذ ان الخوف والرعب يسكن ثنايا القلوب وبات المواطن يتخوف وهو يمشي حتى في شوارع الحوطة ويضل يتأمل ويلتفت يمين ويسار خشيه من احد يتربص بحياته ويطلق رصاصة غادرة وقاتلة تخترق جسده البريء لتحطم أحلامه وتقضي على آماله ..تنهي مستقبله المنشود وتخطف منه الحياة المفعمة بالأمل . اذاً هكذا يعيش الأهالي في حوطه لحج خوف ورعب وحياة محفوفة بالمخاطر نتيجة لاستمرار القتلة في تنفيذ مخططاتهم الشيطانية وأعمال القتل دون خوف من الله او حتى وجل والذي ذهب ضحية هذه الأعمال المشينة الكثير من الكوادر العسكرية والنشطاء السياسيين أيضاً .