هذه العبارة وغيرها كان يرددها الشماليين بعد حرب صيف 1994م وينعتون الجنوبي بالمحتل وغيرها من ألفاظ الاستكبار والاستعلاء،حتى في الأمور العادية كعمليات البيع والشراء عندما تساوم عن أي بضاعة يرفع صوته عليك ويقول أسكت يا محتل، وعندما يقوم أحدهم بعمل استفزازي ضد أي جنوبي وتقوم بمراجعته يقول نفعل ما نريد لأننا احتليناكم بالقوة، ويبسطون على أرضك ويعتدون على متجرك ويفعلون ما يريدون وأحيانا يقتلون بدم بارد لأبسط الأسباب أو لمجرد التسلية هذا بالنسبة للمواطن العادي فما بالك ما يحدث بالدوائر العسكرية والمدنية، أو ما يتعامل به العسكر مع المواطنين الجنوبيين، وكان الإنسان الجنوبي يدافع عن نفسه بطريقة أخرى ويصف الاحتلال بالوحدة كقوله نحن توحدنا ونحن من دافع عن الوحدة وهو يدرك أنه محتل من خلال المعاملات والممارسات المختلفة التي لا يتعامل بها إلا الاحتلال ولكن لم يجد وسيلة يدافع بها عن نفسه غير تلك الطريقة للترويح عن النفس. الشماليين منذ اليوم الأول اعترفوا بأن الجنوب واقع تحت الاحتلال، سلطة 7 يوليو مارست ضد أبناء الجنوب أكثر مما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والوافدين من الشمال الذي أعلن لهم النظام أول يوم من الحرب أن الجنوب غنيمة ومن يستولي على شيء في الجنوب يعتبر ملك من أملاكه وحلال شرعاً وكذلك الفتاوى المشهورة التي إجازة للشماليين كل ما هو محظور في الجنوب، وتعاملوا على أساس ذلك أكثر مما يتعامل به المستوطنين الإسرائيليين مع المواطنين الفلسطينيين. (ونرجو أن لا يفسر كلامي بطريقة مغايرة فالشماليين مسلمين لو قلت إخواننا قد ربما لا يقبلون بذلك لأنهم يصفوننا بأوصاف غير إسلامية فنحن نصفهم بالمسلمين ولكن نتحدث عن طريقة التعامل فقط). نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي يعلم علم اليقين أنه لا يستطيع عمل شيء في صنعاء ولا يستطيع أن يأمر وينهي، فقط يستطيع أن يأخذ راتبه كأي مغترب في أي دولة أخرى والتهديدات التي يطلقها بين الحين والآخر بالرحيل إلى عدن توحي للآخرين بأن صنعاء ليست بلده وإنما تربطه بها الوظيفة فقط سواءً كان يقصد ذلك أم لم يقصد. هذا الكلام ليس استنقاص من شخصية السيد عبد ربه منصور ولكنه الواقع، الذي يجب أن يعلمه عبد ربه منصور وكل الإخوة الجنوبيين الذين لازالوا يعملون مع نظام صنعاء أن الجنوب هو وطنهم الأصلي ومهما طال الزمن بالنهاية سيعودون إلى الجنوب. الجنوبيون لن يستسلموا ولن يركعوا مهما كلف الثمن وسيناضلون بالطريقة التي يرونها مناسبة وبالمكان والوقت المناسب،والجميع يعلم أن الجنوبيين جميعهم يريدون الاستقلال نعم البعض لا يستطيع المجاهرة بذلك بسبب ظروف خاصة به ولكن الجميع مع الاستقلال التام والناجز، وثورة الجنوب العارمة ستبدأ قريباً إن شاء الله عندما يعرف الشعب الجنوبي حجم المآمرة عليه ومعظم الشعب الجنوبي يعرف ذلك ولكن لازالت هناك فئة تراهن على أن هناك حلول تؤدي إلى الاستقلال بأقل الخسائر وعندما يفقد الجميع الأمل سيقول الشعب الجنوبي كلمته النهائية والحاسمة.