بعد حوالي 4 سنوات من تواجد علي ناصر محمد (الرئيس الأسبق للجنوب ) في صنعاء ، وصل علي عبد الله صالح إلى عدن في 30 نوفمبر 1989م إلى عدن لحضور احتفالات عيد استقلال الجنوب ، فجلس مع أمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض في منزله.. وهنا سأقتبس كلمات يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي آنذاك (كشاهد عيان) من مقابلته مع صحيفة "الجمهورية " في 19 يونيو 2010م ، عن دورهما هو وجار الله عمر رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي ، وكلاهما من حزب الوحدة الشعبية اليمنية (حوشي) ، الذي اندمج مع التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية آنذاك لتكوين الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978م . أشار يحيى الشامي : " وقد فوجئنا ، الشهيد جار الله عمر وأنا ، أن البيض وعلي عبد الله صالح كانا في انتظار صياغة بيان ال 30 نوفمبر 89 ، حيث كلفا الأخوين راشد محمد ثابت ويحيى العرشي بصياغته ، وكانت المفاجأة لنا أن البيان بعد أن قرئ تضمن الإشارة إلى تحقيق وحدة البلاد بطريقة اندماجية . وبصراحة فقد كان الشهيد جار الله عمر من العناصر داخل الحزب الاشتراكي التي كانت تدفع وبقوة بهذا الاتجاه .. وكان الشهيد جار الله عمر يقول إن كل الشروط تفرض علينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن نحو تحقيق وحدة البلاد ...يومها جاء الأخوان راشد محمد ثابت ويحيى حسين العرشي ( كلاهما من الشمال ) ومعهما البيان ، ثم تحركوا الأربعة إلى المعاشيق لإعلان بيان 30 نوفمبر ، وفي اليوم التالي عقد المكتب السياسي للحزب اجتماعاً له ، كرس لمناقشة ما حدث ، خاصة انه كان قبيل ذلك تجري مناقشات في الحزب حول صيغة الوحدة بشكل غير اندماجي . وقال علي البيض يومها لأعضاء المكتب السياسي : (( لكم الحق في أن تتخذوا القرار الذي ترونه حتى لو كان ضدي أنا )) ، وأتذكر أنني تدخلت يومها وقلت إن الرجل مكلف بمناقشة موضوع الوحدة واعتقد انه في ظروفنا نحن ك (يمنيين) أن الحديث عن أية صيغة أخرى غير الاندماج ، لن تلقى القبول ."
وبهذا ، تم إعلان " وحدة اندماجية " برغبة وخطة يمنية (شمالية) في غفلة القيادة الجنوبية والشعب الجنوبي ، ثم وضع لها اتفاقية بين علي عبد الله صالح والحزب الاشتراكي - الذي كانت قيادته مكونه في معظمها من عناصر شمالية - بحضور شهود الزور الذين ذهبوا مع البيض في الحكومة المعلنة في عدن عام 94م ، ثم معه إلى المنفى ، ومن المنفى عادوا إلى صف المنتصر في الحرب والبعض بقي هناك يدعو إلى الفيدرالية . لقد انتهت تلك الإتفاقية بالحرب على الجنوب بمساعدة حزب حوشي والإخوان المسلمين بمن فيهم عناصر القاعدة (الأفقان العرب) ، بتخطيط مسبق لها ، فأعلن خلالها البيض عودة دولة الجنوب إلى وضعها السابق ، ثم فرّ بعد ذلك مع قيادات حزبه وقيادات حزب الرابطة إلى المنفى كالدجاج ! ، ليعلن بعدها المنتصر في الحرب ، " عودة الفرع إلى الأصل " ، فنهبوا كل شيء ، وطمسوا كل شيء ، ليقولوا للجيل الجنوبي الصاعد : لم تكن دولة في الجنوب ! .. وبعد أكثر من 17عاماً أعترف اللواء على محسن الأحمر أن ما حصل كان استعماراً للجنوب . والله المستعان .