جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمن المنطقة والعالم لا يؤمنه اللصوص وباعة الفتاوى
نشر في حياة عدن يوم 31 - 03 - 2012

مؤكد إن دول الإقليم والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية يعرفوا
جيداً أن أمن المنطقة والعالم برمته مرهون بأمن واستقرار الجنوب بالضرورة.
ولا يمكن لصنعاء أن تقوم بعمل كبير كهذا ولا موقعها يشكل أي أهمية تذكر فهي لا
زالت تترنح في مرحلة اللادولة (مرحلة القبيلة).
المساهمة في أمن واستقرار العالم يحتاج قبل كل شيء إلى دولة ذات مؤسسات يسود
فيها النظام والقانون، وصنعاء التي تسود فيها العصابات واللصوص وقوى التكفير
لم تجرب حتى الآن مرحلة الدولة ولو بمستواها الأدنى ولا تعرف في تاريخها شيء
اسمه نظام وقانون، فهي لا زالت ترزح تحت سيطرة القبيلة، والقبيلة لا يمكنها أن
تكون طرفاً فاعلاً في أي معادلة أمنية البتة، بسبب أنها أساساً تعتاش على
الأزمات والفوضى، وأي أمن واستقرار يحدث في هذا البلد يعني الفناء المحتم لهذه
القبيلة لا محالة، ولذلك فهي حريصة أن يبقى هذا البلد أسير الصراعات وتتنازعة
الأزمات والفتن، ويتضح هنا أن مسألة بناء دولة في هذا البلد قطعاً مسألة
مستحيلة.
ومن يعتقد أن الثورة هناك قد أحدثت تغيير في أسلوب نظام صنعاء فهو واهم ولا
يعني إن تزيين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بشخصين جنوبيين أنهم ولجوا إلى
الدولة الفاضلة، ولا يمكن أن يكون قد نزل الوحي على آل لحمر وتحولوا فجأة إلى
أنبياء.
فاللصوص والفاسدين والقتلة والمجرمين لا زالوا هم أنفسهم لم يطرأ أي تغيير في
أوساطهم، والمسألة لا تعدوا في كونها مجرد لعبة كراسي وتبادل أدوار ليس إلا،
وهم الآن يصولون ويجولون ويملئون الدنيا فساداً وخراب، سوى كانوا أولئك التي
على أساس إن الثورة قامت للإطاحة بهم، أم أولئك الذين اختطفوها من أيدي
البؤساء وحولوها إلى غنيمة كبرى في عملية احتيال وخداع غير مسبوقة.
أما العجوزان المثيران للشفقة عبد ربه وباسندوه هما ليس إلا جنوبيين مقيمين لا
يملكا ولا يحكما ووجودهم ليس أكثر من مجرد ديكور لا يسد ثغرة ولا يرأب صدع.
هما الآن يتقاسمان المهانة والذل في بلد غير بلدهم ولاينعمان بالأمان، ولكن ما
علينا فالإنسان حيث ما يضع نفسه.
ملامح النظام القائم الآن في صنعاء عبر عنه حميد الأحمر بكثافة وفي أبها صورة
وذلك في خطاب التهديد الموجه لهادي، الذي قال فيه بالحرف الواحد أن عبد ربه
يعرف منهم القادرين على صنع الرؤساء ومنهم القادرين على إسقاطهم في هذا البلد،
وهو لا يعني صندوق الاقتراع على أي حال، وطالب عبد ربه الاعتذار العلني
والصريح أمام الجميع للشيخ صادق وإلا فإن ردهم يعرفه الجميع، وقال إن عبد ربه
صدق نفسه أنه رئيس وأن كرته حرق ومع إننا لا نعلم أي كرت يقصد به (سبأ فون أم
يمن موبايل) إلا أن ما يهمنا أن هذا الكلام موجه لرئيس على أساس أنه منتخب من
قبل ستة ملايين ونصف من اليمنيين، وبأغلبية فاقت ما حصل عليها المخلوع صالح،
والمناضل الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله وطيب ثراه في عام 2006م، حسب المصدر
الحكومي لحكومة حميد نفسها.!
والذي جعل الوالد الفاضل والكاتب المحترم نجيب يابلي أطال الله في عمره وأبقاه
أن يتمنى لهذا المصدر اللعين لو أن أمه سفحته دماً، وأنا أتفهم شعور الوالد
نجيب وأعرف معنى إثارة الحفيظة.!
أما الصورة الأخرى والأكثر روعة ووضوح لملامح هذه الدولة، هي تلك التي رسمها
التكفيري الأشهر وبائع الفتاوى المتجول عبدالوهاب الديلمي، الذي أفتى في
مقابلة مع صحيفة الجمهورية في الأسبوع المنصرم، بعدم جواز أن تتولى المرأة
رئاسة الجمهورية ( وقال لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) ونسي أن من جرجرتهم إلى
الساحات وأوصلتهم إلى حكومة الفساد الوطني الشامل هي امرأة، ونسي أن الفترة
الوحيدة التي شهد فيها هذا البلد ازدهاراً هو عندما حكمته امرأة وهي (بلقيس)
والتي ذكرها الله في محكم آياته، وقال الديلمي إن القاعدة وأنصار الشريعة
الذين يسيطرون الآن على زنجبار أنهم من بقايا المجاهدين الذين حاربوا
الشيوعيين في أفغانستان، وأنهم يريدون أن يصلحوا بلدهم ولا يجوز أن نصب عليهم
جام غضبنا..!!
وقال إن الكاتبة بشرى المقطري كفرت، وإذا تابت نحن من نحكم بتوبتها.!!!
وكلمة نحن هذه وحدها تكفي لأن نفهم أن هذه البلد دخل لتوه في دوامة مفزعة
ستأتي على كل شيء إلا من رحم ربي.
هذا أحد رؤوس الفكر التكفيري الوهابي السلفي، الذي تأسس في الشمال منذُ
سبعينيات القرن الماضي، وتزاوج مع القوى التقليدية، وضل يتناسل طوال هذه
العقود ووجد فرصته التاريخية الآن، وهذا بالتأكيد لا ينشر أمناً وسلام، بل
خراباً ووباءً ما بعده وباء.
وهذا الوضع الحالي سبق وأن تنبأت به في بداية ثورة الشمال، عندما رأيت هذه
القوى تدخل الساحات، وقلت لهم من على صدر صحيفة القضية الغراء، إن ثورتكم تدخل
الآن في ثقب أسود تعربد فيه الشياطين، وتتراقص على عتباته الذئاب.!!
وها هم أشقاءنا في الشمال يدورون الآن في هذا الثقب الأسود الذي لا يستطيع أحد
أن يتنبأ أين بدايته وأين نهايته، وإن كان له من قرار.
لا يمكن لأي دولة مدنية أن تستقيم وتنشر أمناً في ظل وجود هذا الثالوث الرهيب،
التيار السلفي التكفيري، القوى التقليدية، العسكر.
أما إن يزول هذا الثالوث كلياً من على الوجود وتقوم دولة، وإما أن يضل هذا
الثالوث مسيطراً، سيبقى هذا البلد منتجاً أصيلاً للآلام والنكد إلى يوم
يبعثون.
ويبدوا هنا أن المشوار طويلاً.! !
ولذلك لا بد لنا العودة إلى حقيقة أن أمن المنطقة والعالم، يبدأ بالضرورة من
الجنوب وأن حاول نظام صنعاء بشقية القديم والجديد أن يتبع مع الجنوب سياسية
إشاعة الفوضى، وتسليم الجنوب للقاعدة المنحدرة من قصر النهدين، وأنصار الشريعة
المصنوعين في مكان ما بالقرب من سوق مذبح.!
وإن كان ذلك بمباركة وقض الطرف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول
أن تجد لها غطاء لتحركاتها في السيطرة على المنطقة من خلال تحريك هذين
التيارين الإرهابيين، لكن كل ذلك لا يلغي حقيقة إن أمن المنطقة والعالم يبدأ
عملياً من الجنوب وإن الجنوب لا تستطيع أن تؤمنه كل جيوش العالم، إذا لم يكن
أبناء الجنوب فاعلين فيه بصورة مباشرة ومتوافقاً مع تطلعاتهم ونابعاً من
إرادتهم وقناعتهم، وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتحرير واستقلال الجنوب،
واستعادة دولته كاملة السيادة على أرضه وفوق ترابه الوطني الأصيل.
ودولة الجنوب هي وحدها من بإمكانها أن تؤمن المنطقة لأنها سبق وأن كانت دولة
ذات مؤسسات ونظام وقانون وشكلت حضوراً فاعلاً على المستوى الدولي، واستطاعت أن
تؤمن المنطقة وتسهم في الأمن والاستقرار العالمي ونتيجة لدورها المتميز، حصلت
على عضوية مجلس الأمن الدولي بصورة مراقب وعندما تمت الوحدة بين الجنوب
والشمال، كانت دولة الجنوب هي الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي.!
وليست صنعاء التي كانت حينها العاصمة التي لا تستخدم شبكة الصرف الصحي وكان
سكانها يجلسون أمام المارة ويقضون حاجاتهم في الشوارع.!!
أدعو دول الإقليم والاتحاد الأوروبي وكل دول العالم أن يكفوا عن هذه المكابرة
وهذا العناد الكريه وليأتوا فقد حان الوقت، لأن نخطو الخطوة الصحيحة والجدية
إلى الأمام نحو استقلال واستعادة دولة الجنوب، كيما نتجاوز الكارثة بدلاً من
الانتظار وترقب حدوثها.
أما عمايات التضليل، وأسجاف الخداع، الذين جاءوا على قميصه بدمٍ كذب والذين
يقولوا أن شعب الجنوب غير مؤهل لبناء دولته وقيادتها أقول لهم تباً لكم.!!
والله المستعان على ما تصفون. .
كاتب وناشط الحراك الجنوبي
مؤكد إن دول الإقليم والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية يعرفواجيداً أن أمن المنطقة والعالم برمته مرهون بأمن واستقرار الجنوب بالضرورة.
ولا يمكن لصنعاء أن تقوم بعمل كبير كهذا ولا موقعها يشكل أي أهمية تذكر فهي لازالت تترنح في مرحلة اللادولة (مرحلة القبيلة).
المساهمة في أمن واستقرار العالم يحتاج قبل كل شيء إلى دولة ذات مؤسسات يسودفيها النظام والقانون، وصنعاء التي تسود فيها العصابات واللصوص وقوى التكفيرلم تجرب حتى الآن مرحلة الدولة ولو بمستواها الأدنى ولا تعرف في تاريخها شيءاسمه نظام وقانون، فهي لا زالت ترزح تحت سيطرة القبيلة، والقبيلة لا يمكنها أنتكون طرفاً فاعلاً في أي معادلة أمنية البتة، بسبب أنها أساساً تعتاش علىالأزمات والفوضى، وأي أمن واستقرار يحدث في هذا البلد يعني الفناء المحتم لهذهالقبيلة لا محالة، ولذلك فهي حريصة أن يبقى هذا البلد أسير الصراعات وتتنازعةالأزمات والفتن، ويتضح هنا أن مسألة بناء دولة في هذا البلد قطعاً مسألةمستحيلة.
ومن يعتقد أن الثورة هناك قد أحدثت تغيير في أسلوب نظام صنعاء فهو واهم ولايعني إن تزيين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بشخصين جنوبيين أنهم ولجوا إلىالدولة الفاضلة، ولا يمكن أن يكون قد نزل الوحي على آل لحمر وتحولوا فجأة إلىأنبياء.
فاللصوص والفاسدين والقتلة والمجرمين لا زالوا هم أنفسهم لم يطرأ أي تغيير فيأوساطهم، والمسألة لا تعدوا في كونها مجرد لعبة كراسي وتبادل أدوار ليس إلا،وهم الآن يصولون ويجولون ويملئون الدنيا فساداً وخراب، سوى كانوا أولئك التيعلى أساس إن الثورة قامت للإطاحة بهم، أم أولئك الذين اختطفوها من أيديالبؤساء وحولوها إلى غنيمة كبرى في عملية احتيال وخداع غير مسبوقة.
أما العجوزان المثيران للشفقة عبد ربه وباسندوه هما ليس إلا جنوبيين مقيمين لايملكا ولا يحكما ووجودهم ليس أكثر من مجرد ديكور لا يسد ثغرة ولا يرأب صدع.هما الآن يتقاسمان المهانة والذل في بلد غير بلدهم ولاينعمان بالأمان، ولكن ماعلينا فالإنسان حيث ما يضع نفسه.
ملامح النظام القائم الآن في صنعاء عبر عنه حميد الأحمر بكثافة وفي أبها صورةوذلك في خطاب التهديد الموجه لهادي، الذي قال فيه بالحرف الواحد أن عبد ربهيعرف منهم القادرين على صنع الرؤساء ومنهم القادرين على إسقاطهم في هذا البلد،وهو لا يعني صندوق الاقتراع على أي حال، وطالب عبد ربه الاعتذار العلنيوالصريح أمام الجميع للشيخ صادق وإلا فإن ردهم يعرفه الجميع، وقال إن عبد ربهصدق نفسه أنه رئيس وأن كرته حرق ومع إننا لا نعلم أي كرت يقصد به (سبأ فون أميمن موبايل) إلا أن ما يهمنا أن هذا الكلام موجه لرئيس على أساس أنه منتخب منقبل ستة ملايين ونصف من اليمنيين، وبأغلبية فاقت ما حصل عليها المخلوع صالح،والمناضل الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله وطيب ثراه في عام 2006م، حسب المصدرالحكومي لحكومة حميد نفسها.!
والذي جعل الوالد الفاضل والكاتب المحترم نجيب يابلي أطال الله في عمره وأبقاهأن يتمنى لهذا المصدر اللعين لو أن أمه سفحته دماً، وأنا أتفهم شعور الوالدنجيب وأعرف معنى إثارة الحفيظة.!
أما الصورة الأخرى والأكثر روعة ووضوح لملامح هذه الدولة، هي تلك التي رسمهاالتكفيري الأشهر وبائع الفتاوى المتجول عبدالوهاب الديلمي، الذي أفتى فيمقابلة مع صحيفة الجمهورية في الأسبوع المنصرم، بعدم جواز أن تتولى المرأةرئاسة الجمهورية ( وقال لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) ونسي أن من جرجرتهم إلىالساحات وأوصلتهم إلى حكومة الفساد الوطني الشامل هي امرأة، ونسي أن الفترةالوحيدة التي شهد فيها هذا البلد ازدهاراً هو عندما حكمته امرأة وهي (بلقيس)والتي ذكرها الله في محكم آياته، وقال الديلمي إن القاعدة وأنصار الشريعةالذين يسيطرون الآن على زنجبار أنهم من بقايا المجاهدين الذين حاربواالشيوعيين في أفغانستان، وأنهم يريدون أن يصلحوا بلدهم ولا يجوز أن نصب عليهمجام غضبنا..!!
وقال إن الكاتبة بشرى المقطري كفرت، وإذا تابت نحن من نحكم بتوبتها.!!!
وكلمة نحن هذه وحدها تكفي لأن نفهم أن هذه البلد دخل لتوه في دوامة مفزعةستأتي على كل شيء إلا من رحم ربي.
هذا أحد رؤوس الفكر التكفيري الوهابي السلفي، الذي تأسس في الشمال منذُسبعينيات القرن الماضي، وتزاوج مع القوى التقليدية، وضل يتناسل طوال هذهالعقود ووجد فرصته التاريخية الآن، وهذا بالتأكيد لا ينشر أمناً وسلام، بلخراباً ووباءً ما بعده وباء.
وهذا الوضع الحالي سبق وأن تنبأت به في بداية ثورة الشمال، عندما رأيت هذهالقوى تدخل الساحات، وقلت لهم من على صدر صحيفة القضية الغراء، إن ثورتكم تدخلالآن في ثقب أسود تعربد فيه الشياطين، وتتراقص على عتباته الذئاب.!!
وها هم أشقاءنا في الشمال يدورون الآن في هذا الثقب الأسود الذي لا يستطيع أحدأن يتنبأ أين بدايته وأين نهايته، وإن كان له من قرار.
لا يمكن لأي دولة مدنية أن تستقيم وتنشر أمناً في ظل وجود هذا الثالوث الرهيب،التيار السلفي التكفيري، القوى التقليدية، العسكر.
أما إن يزول هذا الثالوث كلياً من على الوجود وتقوم دولة، وإما أن يضل هذاالثالوث مسيطراً، سيبقى هذا البلد منتجاً أصيلاً للآلام والنكد إلى يوميبعثون.
ويبدوا هنا أن المشوار طويلاً.! !
ولذلك لا بد لنا العودة إلى حقيقة أن أمن المنطقة والعالم، يبدأ بالضرورة منالجنوب وأن حاول نظام صنعاء بشقية القديم والجديد أن يتبع مع الجنوب سياسيةإشاعة الفوضى، وتسليم الجنوب للقاعدة المنحدرة من قصر النهدين، وأنصار الشريعةالمصنوعين في مكان ما بالقرب من سوق مذبح.!
وإن كان ذلك بمباركة وقض الطرف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاولأن تجد لها غطاء لتحركاتها في السيطرة على المنطقة من خلال تحريك هذينالتيارين الإرهابيين، لكن كل ذلك لا يلغي حقيقة إن أمن المنطقة والعالم يبدأعملياً من الجنوب وإن الجنوب لا تستطيع أن تؤمنه كل جيوش العالم، إذا لم يكنأبناء الجنوب فاعلين فيه بصورة مباشرة ومتوافقاً مع تطلعاتهم ونابعاً منإرادتهم وقناعتهم، وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتحرير واستقلال الجنوب،واستعادة دولته كاملة السيادة على أرضه وفوق ترابه الوطني الأصيل.
ودولة الجنوب هي وحدها من بإمكانها أن تؤمن المنطقة لأنها سبق وأن كانت دولةذات مؤسسات ونظام وقانون وشكلت حضوراً فاعلاً على المستوى الدولي، واستطاعت أنتؤمن المنطقة وتسهم في الأمن والاستقرار العالمي ونتيجة لدورها المتميز، حصلتعلى عضوية مجلس الأمن الدولي بصورة مراقب وعندما تمت الوحدة بين الجنوبوالشمال، كانت دولة الجنوب هي الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي.!
وليست صنعاء التي كانت حينها العاصمة التي لا تستخدم شبكة الصرف الصحي وكانسكانها يجلسون أمام المارة ويقضون حاجاتهم في الشوارع.!!
أدعو دول الإقليم والاتحاد الأوروبي وكل دول العالم أن يكفوا عن هذه المكابرةوهذا العناد الكريه وليأتوا فقد حان الوقت، لأن نخطو الخطوة الصحيحة والجديةإلى الأمام نحو استقلال واستعادة دولة الجنوب، كيما نتجاوز الكارثة بدلاً منالانتظار وترقب حدوثها.
أما عمايات التضليل، وأسجاف الخداع، الذين جاءوا على قميصه بدمٍ كذب والذينيقولوا أن شعب الجنوب غير مؤهل لبناء دولته وقيادتها أقول لهم تباً لكم.!!
والله المستعان على ما تصفون. .
كاتب وناشط الحراك الجنوبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.