كشفت مصادر عسكرية رفيعة ل" صحيفة الأمناء" عن ما أسمتها ب( مأساة ) حقيقية يعيشها أكثر من (15) من أبناء الجنوب من منتسبو اللواء (33) المرابط في محافظة الضالع بينهم أربعة ضباط قالت المصادر بأنهم يقبعون في زنازين سرية في مقر اللواء , مشيرةً بأن البعض منهم معتقل منذ أواخر ديسمبر من العام الماضي عقب ارتكاب قوات اللواء لمجزرة مخيم العزاء في سناح والتي أودت بحياة أكثر من (14) من المواطنين بينهم أطفال فيما البعض الاخر تم اعتقالهم مؤخراً . وأوضحت المصادر في سياق إفادتها الخاصة ل"الأمناء" بأن عملية اعتقال الجنود والضباط المنتمين إلى المحافظات الجنوبية تمت بتوجيهات رسمية من قائد اللواء العميد عبدالله ضبعان والتي أصدرها عقب تلقيه معلومات من استخبارات اللواء وصفتها المصادر بأنها (كيدية) وكاذبة تم رفعها بعد تأثر الجنود من المجازر التي ترتكبها قوات اللواء بحق المواطنين في الضالع وقيامهم بعملية التعبئة والتحريض لزملائهم حتى من أبناء المحافظات الشمالية فيما تم اعتقال أربعة ضباط اثنين منهم برتبة عقيد بعد رفضهم تنفيذ توجيهات من قيادة اللواء للخروج ضمن القوات العسكرية المعززة بالدبابات والمصفحات والمدرعات والأطقم العسكرية لمواجهة من تصفهم قيادة اللواء ب(المتمردين والخارجين عن القانون) والسيطرة على النقاط والمواقع التي سيطروا عليها والقيام بعمليات قصف للمواقع والقرى التي يتحصن فيها المسلحون الذين وبحسب المصدر يقومون بشن هجمات على مقر اللواء من تلك المواقع القريبة من القرى والمناطق المأهولة بالسكان والتي غالباً ما تقوم قوات الجيش بقصفها بمختلف الأسلحة والمعدات الثقيلة التي حصدت أرواح العشرات من السكان بينهم نساء وأطفال .
وأكدت ذات المصادر بأن عملية اعتقال الضباط والجنود المنتمين إلى المحافظات الجنوبية تمت بسرية تامة بحيث لم يتم الكشف حتى اللحظة عن عملية الاعتقال أو حتى مكان اعتقالهم , مشيرة بأن قيادة اللواء قد حرصت على ان لا يُشاع خبر اعتقالهم بين صفوف زملاءهم في اللواء ولا حتى أسر الضباط والجنود المعتقلين . ولفتت المصادر بأن قيادات عسكرية في اللواء مارست وماتزال تمارس ضغوطاً شديدة على المعتقلين بحيث يتم إجبارهم على إجراء اتصالات من هواتفهم الخلوية بأسرهم وأقاربهم كل أسبوع لتطمينهم بأن لديهم أعمال ولم يتم منحهم إجازة لمغادرة المعسكر , ثم يتم تجريدهم من هواتفهم كما يتم الحرص من قبل تلك القيادات على إرسال مرتبات المعتقلين من الضباط والجنود إلى أسرهم كل نهاية شهر بل انه يتم في بعض الأحيان إرسالها قبل أن يتسلم جنود وضباط اللواء مرتباتهم .
وكشفت المصادر في سياق تصريحها ل"الأمناء" عن حرص شديد تبديه قيادة اللواء على عدم الكشف عن عملية الاعتقال أو الإفراج عن المعتقلين , مرجحة ان تكون هناك أسباب تتعلق بامتلاك الضباط والجنود لأدلة تؤكد تورط قيادة اللواء بارتكاب جرائم قتل طالت مدنيين من السكان وتنفيذ إعدامات بحق أسرى ,مشيرة بأن قيادة اللواء قد قامت الأسبوع الماضي وفور علمها بالزيارة الميدانية التي كان وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعتزم القيام بها يوم الأربعاء الماضي إلى محافظة الضالع قامت بنقل المعتقلين من زنازينهم السرية إلى مكان مجهول وفي اليوم التالي وبعد تأجيل الوفد للزيارة تم إعادة المعتقلين إلى زنازينهم في مقر اللواء .
وطالبت المصادر قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية بفتح تحقيق مع قيادة اللواء لمعرفة ملابسات اعتقال الضباط والجنود الجنوبيين والكشف عن مصيرهم , مؤكدة بأنها سوف تقوم بجمع المزيد عن المعلومات عن المعتقلين وتقديمها ان اضطر الأمر إلى وفد المفوضية السامية لحقوق الانسان سواء عن زيارتها للضالع أو تسليمها إلى مقرها في العاصمة صنعاء .