/ تقرير - بسام القاضي : في قلب مدينة عدن وعلى مقربة من منصة ساحة الاعتصام يقف الطفل عبدالله الشبواني ذو ال13 ربيعاً ينشد بالمعتصمين عبر مكرفونه الصغير ملحناَ ( نوفمبر اليوم جانا .. عود لنا من جديد .. فيه استعدنا الكرامة .. واصبح الكل سيد ) وبعده يردد الجميع بكل حماسه وانشاد ، على هذا المنوال يستمر عبدالله لأسابيع يشحذ الهمم من الثوار وينشد الساحة طربا والقاَ بين الفينة والاخرى والجنوب قد اصبح اليوم قاب قوسين او ادنى . منذ اعلان اللجنة التنظيمية لفعالية الذكرى 51 لثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة من على منصة ساحة العروض "خور مكسر – عدن" تدشين الاعتصام المفتوح وحتى اللحظة ومع دخول المعتصمين اسبوعهم الرابع تشهد الساحة توسعاَ كبيراً في عدد المعتصمين اعقبها اعلان العشرات من المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية انضمامهم الى ساحة الاعتصام وتأييدهم الكامل لمطالب الشعب بالجنوب في الحرية والاستقلال .
وشوهدت ساحة الاعتصام المفتوح بمدينة خور مكسر وهي تكتظ بمئات المخيمات التي نصبها محتجون جنوبيين يمثلون مختلف الوان الطيف الجنوبي السياسي والاجتماعي والمدني الذين اكدوا بان اعتصامهم سلمي ويهدف الى لفت نظر المجتمع الدولي لمطالبهم المشروعة وحقهم في تقرير مصيرهم بما يرضونه لأنفسهم من حرية وكرامة واستقلال لدولتهم المحتلة من قبل الشمال .
بدوره قال الناشط السياسي المهندس جمال مطلق بانه يوما عن يوم تشهد ساحة الاعتصام المزيد من التوافد والانضمام لعدد كبير من النقابات والمؤسسات الحكومية إضافة الى توافد ابناء الجنوب من جميع المحافظات ، مؤكداً بان ذلك يعد مؤشرا قاطعا لأي شك على ان الإرادة الحرة لعموم الشعب الجنوبي واحدة بصرف النظر عن صيغ التعبير عنها حيث اصبح الجميع يناضل في سبيل استعادة الاستقلال الوطني للجنوب تدفعه في ذلك المعاناة المشتركة والهدف المشترك الذي ترسخ واصبح عقيدة أعلن المعتصمون انه لا مجال للتنازل عنها وانهم ماضون في اعتصامهم حتى يقر العالم بحقهم في ذلك .
واكد مطلق بان انضمام النقابات والمؤسسات يأتي لينقل الحراك الجنوبي السلمي الى مرحله جديدة من الضغط السلمي على السلطات ويجسد التلاحم الوطني بين جميع الشعب الجنوبي الواحد مشيراً الى ان هذا التوافد والانضمام المتزايد يأتي في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الخليجية حملات شعبيه لمساندة الشعب الجنوبي في نضاله المشروع لاستعادة استقلاله الوطني على كامل التراب الجنوبي بالحدود الدولية المعروفة حتى مايو 1990م .
وحيا مطلق الحملات الشعبية بالخليج العربي مشيراً بان الجنوب هو العمق الإنساني والحضاري الحاضن للجميع وعلاقاتنا ضاربة جذورها في عمق التاريخ بهذه المنطقة من العالم وبأننا معا نستطيع ان نخلق التناغم المطلوب بين دول المنطقة العربية الواحدة لما من شأنه حفظ الاستقرار والتنمية ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرون وتكتلاته العملاقة وبنفس الوقت ندعوهم الى ممارسة الضغط بكل المستويات على الانظمة وذلك لممارسة الفعل الإيجابي إلى جانب الشعب الجنوبي وحقه المشروع في استعادة استقلاله وحريته .
اصرار وعزيمة لا تلين تبديها وجوه المرابطين في ساحة الاعتصام وهم يؤكدون بانهم مستمرون في مرابطتهم وثباتهم في البقاء معتصمين سلميا حتى تحقيق الاستقلال الناجز والتام لبلدهم الجنوب حسب قولهم مشيرين الا ان ال30 من نوفمبر الحالي سيكون المحطة الفاصلة في تاريخ الثورة الجنوبية على طريق بسط كامل نفوذهم للرقعة الجغرافية لوطنهم وان الجنوب قادم وهو على بعد خطوات من تحقيق استقلاله الثاني .