في مدرسة البجح بالضالع دخل تلامذة الصف الرابع لتأدية الامتحانات الفصلية لهذا العام لكن التلميذ الصغير(عبدالله عبد الكريم) الذي اعتاد على الجلوس في المقعد القريب من النافذة لم يحضر الامتحانات، لقد رحل ذات يوم وترك للجميع ذكرى مؤلمة وقصة صغير تخطفه الموت اذ سقط شهيداً بقذيفة جند الجيش اليمني الذين قصفوا منطقة البجح العام الماضي، ففي تاريخ ال 18 من يناير 2014م الذي يصادف اليوم الاحد مرور عام على الحادثة، رحل التلميذ الصغير عبدالله دنياه بينما كان يرتدي ثياب المدرسة وقبل ان يصل منزله اصابته قذيفة دبابة اطلقها جنود الاحتلال اليمني المتمركزين في المجمع الحكومي بمنطقة سناح بالضالع الذين يواصلون قصفهم العشوائي للقرى والمناطق بصورة شبه يومية لم تتوقف بعد . ذكرى طفل لم يع بعد لماذا سيقتله الجنود رحل عبدالله وترك في قريته الصغيرة "البجح" ذكرى طفل لم يع بعد لماذا سيقتله الجنود قبل استشهاده لكنه دون شك يدرك ان هناك جنود احتلال احتلوا الجنوب، كان يدرك مثله مثل باقي كل اطفال الجنوب ان الاحتلال اليمني احتل الجنوب وان جند الاحتلال ليسوا كباقي البشر، شياطين على هيئة بشر يقتلون الجميع ويسرقون كل شيء ويفسدون كل شيء جميل في الجنوب، هكذا قناعة ترسخت بقوة في عقول زملاء الصغير الراحل الشهيد عبدالله الذين شاهدوا كيف اخترقت القذيفة جسده الصغير واردته مضرجاً بدمائه دون سبب، وهكذا هناك في الجهة المقابلة لتلك القرية تقع منطقة سناح التي سيبقى سكانها رجالاً ونساءً وأطفال شاهدون على ابشع مجزرة ارتكبها اولئك الجنود بحق العشرات من اطفال ورجال المنطقة، وفي القرى الاخرى والمناطق الممتدة من سناح في الضالع حتى المهرة الى مضيق باب المندب يعيش اجيال الجنوب حكايات تروي كيف يرحل الابرياء برصاص الجنود المجرمين، واصل الحكاية وخلاصة تفاصيلها ان الجنوب وقع تحت الاحتلال من قبل اولئك المجرمين وانه لا خلاص ولا حياة إلا برحيل المحتل من الجنوب. عذراً اطفالنا لقد حرمنا هذا المحتل اليمني ان نشتري لكم اللعب المتنوعة التي تحلمون بها، ولم نستطع ان نصطحبكم في الاجازة المدرسية ولو السنوية لزيارة حديقة الالعاب او حديقة الحيوان، لم يعد لدينا حدائق للحيوانات ولا حدائق للألعاب، فأولئك الغزاة دمروا كل شيء واستولوا على الحدائق اذ احالوها الى اراضي للبيع بالعملة الصعبة، رياض الاطفال لم تعد هناك تفتح ابوابها في المدينة لان مستثمر من القادمون من العربية اليمنية استولى عليها وحولها الى سوق لبيع بضائع فاسدة منتهية صلاحيتها، حتى السواحل والشواطئ لم يعد لها وجود فكل شيء محاط بمبان يجري المتاجرة بها في المزاد، لا متنفسات ولا اماكن طبيعية، بحارنا ملوثة وجبالنا ثكنات لجنود القتل والنهب. عذراً اطفالنا لم نستطع اليوم ان نتصد لقذيفة دبابة او رصاصة رشاش تزورنا بين الفينة والأخرى من فوهة دبابة او رشاش يتبع الاحتلال اليمني. عذراً اطفالنا حتى الطرقات لم تعد بمأمن من الموت، فالجنود يقتلون الجميع متى شاءوا وكيف شاءوا ودون سبب. عذراً اطفالنا ان هذا هو قدرنا ان نموت هكذا ولكن الا ترون اننا نموت واقفون، وسنبقى ثابتون.. في الذكرى الاولى لرحيل الشهيد الطفل عبدالله عبد الكريم نقف نتأمل في هول المأساة ونستشف من هكذا مواقف الدروس والعبر، نقف نتذكر اطفال رائعون لنا رحلوا قبل الأوان ورجال ميامين رحلوا ونساء رحلن، الجميع رحلوا ويرحلون من دنيانا بقذائف الاحتلال اليمني، لن ننسى دمائهم ما حيينا ولن نقبل الاستسلام مهما بلغ ارهاب المحتل اليمني ومهما طغت وتنوعت صور اراجيف المنهزمين والمتخاذلين. نم يا صغيري قرير العين ولا نامت اعين الجبناء..