شهدت الساحة الجنوبية اليوم الأربعاء 25 مارس معارك وهمية اتصفت بمزاعم: الزحف الحوثي لاحتلال محافظات الجنوب وبالذات العاصمة الجنوبية عدن.. وذلك بقيام مليشياتهم العدوانية كما اشيع بأعمال الاعتقالات والمداهمات والمغامرات المثير والخارقة للعادات البشرية.. وهذه الاشاعات استمرت بالتصعيد والتناقل بين الناس منذ الساعات الأولى لصباح اليوم وحتى الان !؟؟ إلى درجة أن البعض كان يروج لها دونما أن يتأكد من صحتها ومصداقية حدوثها، ووقعت في هذه الخديعة العديد من القنوات الفضائية العربية والعالمية.. ولكن حبل الكذب قصير كما يقول المثل الشعبي، فقد انكشف زيف هذه الاشاعات وسقطت تحت اقدام الحقائق الموضوعية على أرض الواقع، ونعتقد أن الأهداف من ترويج وتهويل وتكثيف مثل هذه الاشاعات وبالذات في هذا اليوم ترجع إلى:- 1- خلق زوبعة إعلامية من خطورة الزحف الحوثي ونشر حالة من الرعب والخوف في نفوس الناس البسطاء والأبرياء، على أن انصار الله الحوثية عازمون بالفعل على احتلال وغزو الجنوب مرة اخرة بالقوة وبكل صلف من التحدي للرفض الشعبي ومعارضة الرأي العام الإقليمي والدولي، تحت مزاعم محاربة القاعدة والإرهاب التي هي في الأساس من صناعة وإنتاج القصر الجمهوري بصنعاء وانصار الله والعالم يعرفون ذلك حق المعرفة.. 2- بسبب المعارضة الشعبية الواسعة لمحاولة مليشيات الحوثي المتحالفة مع الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لغزو واحتلال محافظات الجنوب وبالذات في محافظاتتعز والبيضاء ومأرب بصفة خاصة والمحافظات اليمنية الأخرى بصفة عامة، وذلك بإقناعهم واحباط معنوياتهم من مواصلة مواقفهم الإنسانية في المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية المعبرة عن رفضهم القاطع من استخدام أراضي محافظاتهم لعبور جحافل الموت والدمار ضد إخوانهم وأشقائهم في محافظات الجنوب. 3- نتيجة للصمود البطولي لأبناء الضالع في مواجهة جيوش المجرم ضبعان لواء 33 مدرع المتمركز حول مدينة الضالع، فأن ترويج مثل هذه الاشاعات ستخلق شعور من اليأس والاحباط لدى المقاومة الشعبية لأبطال الضالع الصامدين في محاصرة اللواء ومليشيات الحوثي الداعمة والمعززة له.. وبالتالي تتراجع معنويات ثوار المقاومة بالضالع فيتمكن الغزاة من فك الحصار والخروج من المعسكر والتحرك صوب الهدف المرسوم لهم !!؟؟. 4- الدعاية والترويج الكاذب والمبالغ فيه من اعتقال اللواء البطل محمود الصبيحي وزير الدفاع وزميله البطل اللواء فيصل رجب وهروب الرئيس عبد ربه منصور هادي من عدن وسقوط قاعدة العند بيد مليشيات الحوثي ووصولهم الحوطة وإلى مطار عدن ودخول المجرم عبد الحافظ السقاف القصر الجمهوري بمنطقة معاشيق بكريبر عدن، كل هذه الأفعال المهولة والبطولات الخارقة لعناصر مليشيات الحوثي وحلفائه من الموالين للمخلوع، وقدراتهم الاسطورية من القفز العجيب بنطة واحدة وخلال زمن قياسي لا يتجاوز بضع ساعات من كرش الحدودية ومن معسكر العند الذي يبعد عن عدن أكثر من 60 كيلو متر، ليلتحموا بكل سهولة مع خلاياهم النائمة في العاصمة عدن.. فهل هناك في اعتقادكم اشاعة مبالغ فيها أكثر وأعظم من هذه الاشاعات .. وخلاصة القول نتوجه بالسؤالين التاليين إلى الأشقاء الحوثيين إلى الضمير والوعي الإنساني وهما :- • لمصلحة من هذه الحروب وسفك الدماء ؟؟؟ ومن المستفيد ياحكماء وعقلاء انصار الله الحوثي، والداعمين والموالين لكم ......من ويلات الخراب والدمار والهلاك والإبادة جراء ما يروج له من اشاعات وأعمال إجرامية سواء حدثت أو لم تحدث ولو البعض منها ؟؟ أن كنتم تخشون مهابة الله سبحانه وتتجنبون من عدم تكرار مأسي وويلات الحروب الدموية، وتحرصون على الأمن والسلام في المنطقة، وتؤمنون بقيم العلاقات الأخوية والدينية بين الأهل والأشقاء مهما تباينت أهدافهم وتطلعاتهم السياسية والاجتماعية.. لذلك نهيب بالرأي العام الشعبي والسياسي الجنوبي بأخذ الحيطة والحذر من مأرب الاشاعات الكاذبة وغير الواقعية، خصوصا في ظل هذه الهالة الإعلامية والوسائل الدعائية المتعددة، التي وفرتها التقنية الحديثة وجعلتها متاحة للجميع.. والله من وراء القصد * د . حسين العاقل