سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناجون وشهود عيان يروون تفاصيل مخيفة للحظات الهجوم الأولى على مبنى البحث الجنائي هكذا أفشلت قوات الأمن بقيادة اللواء شلال وقيادات أمنية أخرى أكبر مخطط لإغراق عدن..
أُسدل الستار صباح أمس على أكبر عملية إرهابية استهدفت قوات الأمن في العاصمة عدن بعد صمود أسطوري وبطولي والتفاف كبير وتضحيات جسام قدمها أفراد الأمن وقوات مكافحة الإرهاب وقيادات بارزة في المقاومة الجنوبية لبّت نداء الواجب بعد أن استشعرت بالخطر الذي بات يهدد الجميع وبدون استثناء ، لتشكل تلك القيادات مع قيادات الأمن بقيادة اللواء شلال علي شائع سياجاً منيعاً وقوةً لا يستهان بها كسرت رهان قوى الشر والظلام والقوى المتحالفة والداعمة لها وأفشلت ذلك المخطط الكبير التي تقول مصادر خاصة بأنه تم الإعداد له بإتقان وبإمكانيات مادية وبشرية طائلة ليس لإسقاط أمن عدن فحسب بل لإسقاط العاصمة عدن بأكملها في الفوضى والعنف ومسلسل التصفيات وتصفية الحسابات .. وقال مراقبون في تصريحات خاصة ل"الأمناء" بأن العملية الإرهابية التي استهدفت إدارة البحث الجنائي أظهرت مدى التلاحم والتآزر بين أبناء الجنوب الذين تناسوا خلافاتهم وما حاول الأعداء بثه في نفوسهم من تفرقة وعنصرية ، وتوافدوا فور سماعهم بالعملية الإرهابية للوقوف إلى جانب قيادة أمن عدن والوقوف في خندق واحد لمواجهة هذا الخطر والقضاء على عناصر الشر والإرهاب . وأكد مصدر أمني أن قوات الأمن ومكافحة الإرهاب تمكنت صباح أمس الاثنين من تطهير كافة أقسام البحث الجنائي في مدينة خور مكسر بالعاصمة عدن . وقال المصدر الأمني أن انتحارياً فجّر نفسه صباح أمس وهو ما تسبب في مقتل جنديين من قوات الأمن الخاصة والتدخل السريع التي يقودها أوسان العنشلي . 23 شهيداً و(14) جريحا حصيلة الهجوم في إحصائية غير رسمية تحصلت عليها "الأمناء" فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الهجوم الإرهابي حتى ظهر يوم أمس (23) شهيداً وأكثر من (14) جريحاً بينهم ضباط وجنود ومواطنون ، فيما لقي أكثر من (15) من العناصر الإرهابية مصرعهم خلال عملية تطهير المبنى . وذكر مصدر أمني ل"الأمناء" أن قوات الأمن تمكنت من اعتقال أحد المهاجمين لمبنى البحث خلال عملية تطهير ما تبقى من مباني البحث الجنائي . تفاصيل صادمة متابعون لنشاط الجماعات الإرهابية اعتبروا هذا الهجوم الذي تعرض له مبنى البحث الجنائي (الأقوى) من حيث التنظيم والدقة ، حيث شارك في الهجوم ما لا يقل عن 40 إرهابياً ، وبدأت العملية بتفجير سيارة مفخخة بكمية كبيرة جدا من المتفجرات مع تمركز أكثر من 12 قناصاً في مباني محيطة استهدفوا كل ما تحرك عقب الانفجار ، بالتزامن مع هجوم راجل لعشرات الإرهابيين ، تلا ذلك انغماس 3 سيارات محملة بالمسلحين علاوة أن المعركة دارت رحاها داخل أروقة وغرف وساحة إدارة الأمن وبمساحة محدودة كانت ووجها لوجه ، إضافة إلى استخدام العناصر المسلحة للسجناء كدروع بشرية . روايات مؤلمة شهود عيان وناجون رووا ل"الأمناء" اللحظات الأولى للهجوم الإرهابي على مبنى البحث الجنائي ، مشيرين بأن سيارة مفخخة فاجأت حراسات بوابة المبنى والذين لم يتنبهوا إلا حين كانت السيارة على بُعد أمتار منهم في طريقها للدخول إلى باحة المبنى غير أن الجنود قاموا بإطلاق النار على السيارة والتي سرعان ما انفجرت قبل دخولها من البوابة وهو ما تسبب في استشهاد خمسة أو ستة من أفراد الحراسة. مشيرين بأن الخسائر البشرية كانت سوف تكون مضاعفة لو تمكنت السيارة المفخخة من الدخول لبضعة أمتار لكون الضباط والجنود كانوا متجمعين في باحة المبنى .. وأضافوا في سياق رواياتهم بأن سيارتين محملتين بالمسلحين وصلت عقب التفجير مباشرة وقام المسلحون بإطلاق النار مباشرة على كل شيء يتحرك داخل المبنى وقاموا بتصفية بعض الجنود في باحة المبنى ، فيما تمكن البعض من الهرب والاختباء في بعض المكاتب خصوصا من كانوا بدون سلاح . وأضافوا بالقول : "شاهدنا شجاعةً وصموداً أسطورياً لبعض ضباط وجنود الأمن وهم يواجهون العناصر المسلحة وجهاً لوجه بعد رفضهم الاستسلام والقتال حتى آخر رمق " . إصابة العقيد "الكازمي" وعدد من مرافقيه أصيب العقيد "أبو مشعل الكازمي" - نائب مدير أمن محافظة عدن - بجروح، جراء تفجير انتحاري - ظهر أمس الاثنين - أثناء تطهير ما تبقى من مكاتب إدارة البحث الجنائي بعدن. وقال مصدر محلي ، أن انتحاريا بحزام ناسف "هاجم ، العقيد أبو مشعل الكازمي نائب مدير أمن عدن ومجموعة من العسكريين، وفجّر نفسه وسطهم، ما أسفر عن إصابة الكازمي ومقتل مرافقه وإصابة جنديين". ورجح المصدر، أن يكون الانتحاري تابعا لتنظيم "داعش" الإرهابي، وكان مختبئاً ويتحين الفرصة فور ظهور المسؤول الأمني ومن معه ليفجّر نفسه وسطهم. وذكر أن العسكريين الذين تواجدوا في مكان الاعتداء هم من قادهم العقيد الكازمي - مساء الأحد- لاقتحام مبنى إدارة البحث الجنائي في مديرية خور مكسر بعدن، لتحريره من المسلحين الذين سيطروا على المبنى. اللواء شلال يتفقد إدارة البحث الجنائي ويزور جرحى الهجوم زار اللواء الركن /شلال علي شائع هادي مدير أمن العاصمة عدن صباح أمس الاثنين جرحى العملية الإرهابية التي استهدفت إدارة البحث الجنائي يوم الأحد للاطمئنان على صحتهم. وفي الزيارة التفقدية أوصى اللواء شائع الأطباء بالاهتمام بعلاج الجرحى وتقديم كافة الرعاية الصحية لهم وبذل أقصى الجهود اللازمة لذلك. كما أشاد مدير أمن عدن في ذات الزيارة بدور أبطال الأمن البواسل وعلى رأسهم الشهداء والجرحى في التصدي ومواجهة العناصر الإرهابية ببسالة مقدمين أروع الملاحم البطولية في إفشال وهلاك تلك العناصر الإرهابية التي لا دين لها ولا وطن . وتعهد اللواء الركن "شلال" بمواصلة إدارة أمن عدن بالحرب على الإرهاب واستئصال شأفته من عدن بالتنسيق المشترك مع قوات التحالف العربي وتعاون المواطنين الشرفاء مع الأجهزة الأمنية مهما كانت التضحيات . من جانبهم عبّر الجرحى عن عزائمهم العالية في المضي خلف قائدهم اللواء شلال في مكافحة الإرهاب مؤكدين له وللشعب أن جراحهم وسام شرف لهم ولن تزيدهم إلا ثباتا وقوة في أداء واجبهم الوطني . وفي السياق ذاته أكد اللواء شلال شايع أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد إدارة أمن عدن إلا إصراراً على تتبع وملاحقة كافة المشتبهين بهذه الأعمال الإجرامية وتجفيف منابعهم ومداهمة أوكارهم أينما كانوا في عدن أو في المحافظات المجاورة . إلى ذلك قام مدير أمن العاصمة عدن بزيارة إدارة البحث الجنائي وتجول فيها واطلع على الوضع الأمني فيها بعد تطهيرها بالكامل من العناصر الإرهابية ، كما تفقد الأضرار التي لحقت بإدارة البحث إثر الهجوم ، والتقى بعدد من القيادات الأمنية ومدير عام مديرية خور مكسر. بن بريك : حادثة أمن عدن لها ما بعدها .. ودماء رجالنا لن تذهب هدراً قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك أن حادثة استهداف مبنى البحث الجنائي بعدن ذات طابع سياسي استهدف الجنوب والجنوبيين لتحقيق مصالح سياسية. وقال بن بريك : " إن القاعدة وداعش وكل الإرهابيين هم أذرع الإخونج العسكرية والعصا التي يضربون بها خصومهم". وتابع : " حادثة أمن عدن سيكون لها ما بعدها، ودماء رجالنا لن تذهب هدراً". وحذر بن بريك من التستر على من وصفهم ب"الإرهابيين"، أو تقديم أي نوع من أنواع المعونة لهم، فطائلة العقاب ستنال كل من يقدم أي نوع من التسهيل لهم. وخاطب ملاك البيوت قائلاً : "على ملاك البيوت والأحواش التبليغ عن السكان الجدد وإلا سيتحملون مسؤولية التستر".