سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هكذا نفضت القاعدة الإدارية بعدن غبار الحرب واستعادة نشاطها ومكانتها خلال فترة قياسية !! "جولة مصورة" تعرضت منشآتها وممتلكاتها لأكبر عملية تدمير خلال حرب المليشيات..
كثيرة هي المنشآت والمرافق المدنية والعسكرية التي دمرتها الحرب أثناء اجتياح مليشيات الحوثي الانقلابية للعاصمة عدن ، والتي عاثت في الأرض فساداً ودمرت كل ما هو جميل في هذه المدينة المسالمة . ولأن عملية البناء ليست كالهدم ، خاصة وأن الحرب ماتزال مشتعلة في الكثير من جبهات القتال ، فقد أدت عملية تدمير المنشآت الهامة ،وعلى وجه الخصوص المرتبطة بالعمل العسكري، إلى تعثر العمل في تلك المرافق وبالتالي تعرض مبانيها ومساحاتها لعمليات بسط وسلب ونهب ، وما تبقى منها فهي عبارة عن بقايا أطلال وشواهد حية تحكي قصص كفاح ونضال وملاحم أسطورية سطرها أبطال الجيش والمقاومة الجنوبية في قتالهم وتصديهم لتلك المليشيات في تلك المواقع والمباني . القاعدة الإدارية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة ، أحد أبرز المرافق العسكرية الهامة التي تعرضت للتدمير الكلي أثناء اجتياح المليشيات الانقلابية للعاصمة عدن ، حيث تعرضت معظم منشآتها وممتلكاتها للتدمير ، الأمر الذي أدى إلى إصابة هذا المرفق العسكري بالشلل وتوقف جميع أنشطته وأعماله . كيف استطاعت قيادة القاعدة الإدارية نفض غبار الحرب والنهوض من تحت الركام ؟ ماذا عن دور قيادتها ومنتسبيها خلال الحرب؟ ما الذي جعل عمل هذا المرفق يخطو كل هذه الخطوات ويصبح وخلال فترة وجيزة من بين أهم المرافق التي يشار إليها بالبنان ؟ ماذا عن الإنجازات التي حققتها قيادة القاعدة الإدارية؟ وماهي أبرز الصعوبات التي تعترض سير عملها ؟ ما هو دور قيادة القاعدة الإدارية فيما شهده ويشهده مستشفى باصهيب العسكري من نقلة نوعية أعادته إلى سابق مجده الريادي؟ هذه وغيرها من الأسئلة والاستفسارات كانت بمثابة الدافع والحافز ل"الأمناء" لمحاولة الإجابة عليها ووضع الحقيقة المعززة بالصور أمام القارئ الكريم خلال زيارة ميدانية للصحيفة تجولت خلالها في أروقة القاعدة الإدارية الواقعة في مدينة التواهي بعدن ورصدت حقيقة الوضع بالصور والمعلومات الدقيقة والتي سوف نستعرضها في سياق التقرير التالي :
في الطريق إلى القاعدة الإدارية .. صباح يوم الأحد الماضي بينما كنت في طريقي إلى مقر قيادة القاعدة الإدارية ، كانت تدور في مخيلتي بعضٌ من صور الدمار التي شاهدتها قبل حوالي عامين ، حين قمت وبمعية بعض الزملاء بزيارة المقر ، حين وجدنا معظم مبانيه مدمرة ولم تسلم حتى الأبواب والنوافذ من الدمار ، وكان المنشآت آنذاك عبارة عن بقايا أطلال ولا وجود لأي جندي أو عامل أو موظف بداخلها ، غير أن تلك الصورة تبددت بمجرد وصولنا إلى البوابة الخارجية للقاعدة الإدارية ، شاهدت انتظام الحراسات العسكرية وتلك الحركة النشطة للجنود والموظفين ودخول وخروج المركبات وبعض السيارات ، حينها شعرت بأن هناك ثمة عمل دؤوب ونجاح كبير قد تحقق تقف خلفه قيادة ناجحة.
صور ومشاهد مذهلة لم أكن أتوقع حين دلفت قدماي إلى داخل مبنى القاعدة الإدارية أن أشاهد تلك المباني التي كانت مدمرة جراء الحرب وقد أعيد ترميمها وإعادتها للخدمة والعمل بتلك الصورة ، ولأن المنشآت عسكرية ولها خصوصياتها فقد بدت لي الحركة بداخلها غير مألوفة بالنسبة لي ، خصوصا حين شاهدت البعض من الجنود والضباط يراقبون تحركاتي بحذر شديد ، وهو أمر دفعني إلى الامتناع عن التقاط أي صورة وضرورة أخذ الإذن من قيادة القاعدة الإدارية حتى أتمكن من إنجاز مهمتي الصحفية وأخذ المعلومات الدقيقة من مصادرها ، لا سيما وأن صحيفة "الأمناء" هي أول صحيفة تتجول في أروقة هذه المنشأة بحسب ما أبلغني به أحد الحراس في البوابة الرئيسية .
في مكتب قائد القاعدة الإدارية في مكتب متواضع لم يكن في عمارة فارهة أو بناية حديثة ، بل بين مكاتب صغيرة وفي مبنى قديم يتكون من دور واحد ، يقع مكتب قائد القاعدة الإدارية العميد / علي محمد الكود ، ذلك الرجل الذي لطالما سمعت عنه الكثير والكثير من كلمات الثناء والإشادة لالتزامه بعمله وحرصه الدائم على الارتقاء به ، بالإضافة إلى ابتعاده عن عدسات الإعلام وعدم الظهور عبرها سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة ؛ إذ أن الرجل وبحسب ما تحدث ل"الأمناء" أحد الضباط في القاعدة الإدارية يفضّل أن يعمل بصمت ويدع أعماله وإنجازاته تتحدث عن نفسها . دلفنا إلى ذلك المكتب الواقع وسط مكاتب إدارات القاعدة الإدارية لمقابلة مدير القاعدة ، لطلب الإذن منه القيام بالتصوير وتزويدنا ببعض المعلومات الخاصة بتقريرنا الصحفي ، غير أن الحظ لم يحالفا بلقاء المدير "الكود" حيث تزامن وصولنا مع خروجه لمرافقة نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء / صالح الزنداني لتفقد بعض الأعمال المنجزة في مستشفى باصهيب العسكري . وجدنا مدير مكتب قائد القاعدة الإدارية الأخ /شرحبيل سيف عبد النبي ، والذي استقبلنا بحفاوة وترحاب كبيرين ، وبعد أن شرحنا له مهمتنا وتبادلنا الحديث الودّي معه قام بإبلاغ العميد علي الكود قائد القاعدة الإدارية بمهمتنا وطلبنا بالتعاون معنا لاستكمال مهمتنا في إنجاز التقرير الصحفي ، وكان الرد مثلجاً للصدر بقوله : "قلوبنا مفتوحة لكم قبل مكاتبنا.. وتلك مباني ومستودعات القاعدة الإدارية أمامكم وليس هناك ما يمنع الإعلام من الحديث عن القاعدة الإدارية سواء بالسلب أو الإيجاب أو النقد البناء " . وقد عزز ذلك الرد من العميد علي الكود من قناعتنا بشخصية الرجل القيادية وحنكته في أداء عمله وثقته بنفسه وبما قام بها من أعمال مشهودة طوال السنوات الماضية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد . يتبع في العدد القادم ..