span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن قال الكاتب العراقي داود البصري أن شعب الجنوب باليمن يخوض اليوم مع إستمرارا معاناته المستمرة من نتائج الإندماج المستعجل وغير الناضج مع شمال اليمن نضالا يوميا دمويا رهيبا من أجل تصحيح الخطأ التاريخي والجناية الكبرى التي إقترفت تحت بند النوايا الحسنة بحقه. مشيرا إلى أن جنوب اليمن دخل معركة سياسية هائلة من أجل تحقيق وحدة حقيقية وحضارية لكامل التراب اليمني وكانت نواياه صادقة و أصيلة في الوصول لذلك الهدف الحضاري الكبير بعد أن تأسست في الجنوب دولة يمنية مدنية حديثة مجتمعيا و منفتحة و بأفكار إشتراكية وفقا لما كان سائدا من مناهج في تلك الأيام. وأضاف في مقالة نشرها موقع "إيلاف اللندني" بأن الشعب الجنوبي يدفع اليوم بالدم العبيط في مواجهات الشارع في عدن و أبين و الضالع و شبوة و حضرموت، ويقاتل جاهدا من أجل كنس التخلف وطرد الطفيليات التي جاءت واهمها التنظيمات الدينية و الظلامية المتطرفة من خوارج القرن الحادي و العشرين من جماعة القاعدة العميلة و أشباهها من الذين لا تنسجم معتقداتهم و عقلياتهم الديناصورية المتحجرة مع أفكار التسامح و الإنفتاح و مع الطيبة التي يتميز بها عموم أهل اليمن و يختص بها أيضا أهل الجنوب العربي أصحاب السمعة التاريخية العطرة في المهاجر و المنافي من المكافحين الذين حملوا بحب و تسامح راية الإسلام الحضاري الحنيف و نشروها في الربوع الآسيوية و في منافيهم حتى غيروا وجه الخارطة الحضارية و الدينية في العالم. وقال : أن شعب أبي عربي حر بهذه المواصفات لا يمكن له أبدا أن ينحني أو يخضع لأي نكسة طارئة أو لأي كبوة عابرة وهو الشعب الذي ناضل طويلا ضد الإحتلال البريطاني منذ عام 1839 و حتى يوم إنفجار ثورته الشعبية الكبرى في 14 أكتوبر 1963 ووصولا للنصر الوطني الناجز والتخلص من الإحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967 في ظل ظروف صعبة و شاذة و حالة فظيعة من عدم الإهتمام العربي و الدولي بالدولة الجديدة الناشئة التي شيدتها سواعد الأحرار بعد ثورتهم الوطنية الكبرى. وأشار الكاتب العراقي إلى أن جمهورية الجنوب العربي في اليمن لم تلق وقتها المساندة إلا من مصر و سوريا و الإتحاد السوفياتي السابق، ومع ذلك ظلت حريصة على عروبتها و إنتماءها الحضاري رغم قوة الضغوط الهائلة في عز مرحلة الحرب الكونية الباردة و التي أفرزت أوضاعا داخلية كانت السيادة فيها بحكم طبائع الأمور و ماكان سائدا في العالم وقتها من تكتلات لأهل الأفكار الإشتراكية. ولفت بقوله : قامت دولة الحزب الواحد وهو الحزب الإشتراكي اليمني الذي كانت ساحته مفتوحة لجميع أبناء اليمن مما مكن العديد من شباب شمال اليمن من الدخول في الحزب بل الوصول لأعلى مراتبه القيادية وتوجيه دفة السفينة السياسية والفكرية في الجنوب العربي نحو قناعات تم إستثمارها مستقبليا في تحقيق وحدة إندماجية مستعجلة لم تكن توفر ضمانات حقيقية لإستمراريتها فضلا عن نجاحها. ولفت "البصري" في مقالته إلى أن الشعب في الجنوب العربي قدم ملاحم نضالية هائلة وهو يستحق قيام كيان حضاري ديمقراطي يعوض سنوات الفشل وينهض بعقود البناء والتنمية.
a target=\"لقراءة نص مقال الكاتب العراقي "داود البصري" (أضغط هنا)\" href=\"http://www.adenlife.net/arts568.html\"span style=\"color: #0000ff\"لقراءة نص مقال الكاتب العراقي "داود البصري"span style=\"color: #ff0000\" (أضغط هنا)