span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/إيلاف/أشرف أبو جلالة تُرجع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية قدرة تنظيم القاعدة على العمل بحرية نسبية في اليمن إلى انشغال الحكومة اليمنية بقضاياها الأكثر إلحاحاً، وهي أعمال التمرد مكتملة النصاب في الشمال والحركة الإنفصالية في الجنوب. ويكشف محلل غربي في هذا الإطار كذلك عن أن الحكومة اليمنية تبدي تسامحا ً تجاه التنظيم بسبب تقديم مقاتليه الجهاديين المساعدة في بعض الأحيان للقوات اليمنية في العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد المتمردين -وهي الظروف التي تجعل من الدولة غير المستقرة ملاذاً محتملاً للمتشددين. تبرز صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في سياق تقرير مطول لها تحت عنوان " تصاعد وتيرة القلق السعودي بشأن نشاط القاعدة في اليمن " حقيقة تزايد حدة التهديدات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية نتيجة للوضع الأمني المتردي في جارتها اليمن. وتخصص الصحيفة حديثها هذا عقب ضبط الشرطة السعودية مؤخرا ً اثنين من عناصر تنظيم القاعدة وهما يرتديان سترات ناسفة خلال تحضيرهم لشن هجوم انتحاري وشيك. وتلفت الصحيفة لما قاله الناطق باسم الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، بأن الهدف من الهجوم الذي تم إحباطه في الثالث عشر من أكتوبر / تشرين الأول الجاري لم يُعرف بعد. في حين ترى الصحيفة أن المعدات التي عُثر عليها الأسبوع الماضي في سيارة الرجلين، واشتملت على متفجرات ومدافع رشاشة وقنابل يدوية وسترتين واقيتين إضافيتين، توحي بضخامة العملية التي جرى إحباطها، وكانت ستتسبب في إزهاق حياة كثيرين. وتشير الصحيفة في سياق حديثها إلى أن هذا الهجوم الفاشل كان ثاني أقرب الدعوات التي يتم إطلاقها لقوات الأمن السعودية في أقل من شهرين وتضم متشددين سعوديين من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تعرف اختصاراً ب (AQAP ) ويوجد مقرها باليمن. ويُقال – وفقا ً لبعض المحللين، إن التنظيم الذي يُمثل قوامه الأساسي متشددون يمنيون وسعوديون، يدعمه مقاتلون جهاديون مخضرمون من العراقوأفغانستان. وتنقل الصحيفة عن كريستوفر بوسيك، مؤلف تقرير أيلول / سبتمبر حول اليمن بعنوان ( تجنب دوامة سحيقة ) ، قوله :" هناك إمكانات كبيرة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن، تتيح له الاستفادة من المناطق التي تقل فيها السيطرة الحكومية، في تنظيم الصفوف، والتآمر، والتحضير لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة وأهداف غربية في اليمن والسعودية والمنطقة بأسرها". في حين يقول مصطفى العاني ، وهو خبير في مكافحة الإرهاب بمركز الخليج للأبحاث ومقره دبي :" تعتبر اليمن الفناء الخلفي للأمن السعودي. فالسعوديون ينظرون إلي اليمن ويجدون انفصالية، وطائفية، وإرهاب، وهو ما يجعلهم يشعرون بمخاوف حقيقية". كما يؤكد العاني على أن الحكومة السعودية تقف في العلن بنسبة 100 % وراء حكومة الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك في إطار ما تبذله من جهود لوقف تعرضها لمزيد من التدهور. وتابع بالقول :" يعتقدون ( السعوديون ) أنه من الواجب تدعيمها برغم كافة أوجه القصور التي تعاني منها". كما يلفت بوسيك، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى أن واشنطن تشاطر اليمن في مشاعر القلق التي تراودها إزاء الأوضاع في اليمن، مضيفا ً :" تشكل اليمن ثاني أولويات مكافحة الإرهاب بالنسبة للحكومة الأميركية بعد محور أفغانستان/باكستان". وفي تقريره، قال بوسيك :" بينما ينبغي على المجتمع الدولي أن يكون واقعيا ً بشأن حدود التدخل في اليمن، لن يكون التقاعس خيارا ً، مع هذا، على المدى القريب".