سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ عبد الله صعتر: التفجيرات الانتحارية التي تستهدف رجال الأمن والجيش ليست نتيجة للتعليم الديني ، بل نتيجة للتعليم السياسي واستخدام المغفلين لتصفية حسابات سياسية والتلاعب بالورقة .
عدن أون لاين/ نصر المسعدي قال الشيخ عبد الله صعتر أن التفجيرات الانتحارية التي استهدف رجال الأمن والجيش ليست نتيجة للتعليم الديني كما يصور ذلك البعض وإنما نتيجة للتعليم السياسي واستخدام المغفلين لتصفية حسابات سياسية والتلاعب بالورقة ، قبل أن يكون نتاجا طبيعيا لغياب العلم الشرعي الصحيح عند هؤلاء . وفي كلمة له بحفل تخريج الدفعة الرابعة عشرة من حفظة وحافظات دار القرآن الكريم في دمت بمحافظة الضالع صباح اليوم الخميس انه عندما غاب العلم للأسف جاء الجهل ، فجاهل يذبح مسلم ويقول اللهم تقبل مني يا رب العالمين ، محذرا من الخلط بين الإسلام وتلك الأعمال الإجرامية ، وعندما يدفع الناس للفوضى والعنف والقتل قالوا هذا هو التعليم الديني. وقال الشيخ صعتر أن الإسلام نظام وعدل وحرية وعلم وعمل وإنتاج وإخاء فالإسلام هو دين الرحمة وعاش اليهود قرونا عديدة في كنف الإسلام ولم يعتدي عليهم أحد. وخاطب الشيخ عبد الله صعتر الحاضرين بقوله : قالوا لماذا نعارض شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ونحن لم نعارض ذلك وإنما نؤيد أن يذهب الأبطال من مطار صنعاء إلى مطار بيروت وحسن نصر الله موجود في الجنوب والطريق مفتوحة إلى القدس . وأضاف : فهل الذي في صعده أو حجة هو اسرائيل وكم ماتوا في اسرائيل نحن نعارض موت المسلم على يد أخيه المسلم ونقول لا يجوز موت المسلم ، ومن يموت هو مسلم ولكنه يلبس زيا عسكريا فهل معناه أن لبس الزي العسكري معناه الإعدام لافتا إلى أن هذا ليس العلم وإنما الجهل . ولفت إلى أن علماء الزيدية والشافعية في السابق لم يكن بينهم خلاف وإذا اما اختلفوا فليس سوى في المسائل الفقهية البسيطة من قبيل الضم والإسبال وأن الخلافات التي جاءت لاحفا جاءت من إيران وليس من اليمن . وأن الطعن في أم المؤمنين عائشة عليها السلام جاء من ايران وليس من بلادنا فليس عندنا مشكلة مع آل البيت ، المشكلة معهم هم الذين قتلوا آل البيت وهي أشياء صدرت إلينا أما نحن ففكرنا موحد ولا يوجد ما يفرقنا أو يدعونا للفرقة والاختلاف . وفي المهرجان تكريم خريجي دار القرآن بدمت أن اليمنيين حققوا حكومة وفاق وطني وإن علينا اليوم واجب أن نكمل الوفاق على كل المستويات ليس بالمعني إقصاء وتهميش وإنما بشراكة حقيقية لا يستثنى من ذلك أحد. وقال الشيخ صعتر أننا اليوم في عهد جديد ونفسيات جديدة ونريد أن يتقبل بعضنا بعضا ، وهذا الذي جاء في القرآن الكريم "إنما المؤمنون إخوة" ويجب أن تكون الكفاءة هي المعيار ولا يبعد أحد من وظيفته إلا إذا أخل ، داعيا إلى وضع الأمور في نصابها وإعطاء كل ذي حق حقه. وقال الشيخ صعتر أن اليمن يستع للجميع وانه آن الأوان لأن يتفرغ اليمنيون للتنمية والبناء ويتحول البلاد إلى مصانع ومستشفيات ومدارس لا إلى متارس ومعسكرات وأن ما جرى يكفينا وعلينا مراجعة الماضي إذا كنا نتألم لما يجري في سوريا فضحايا حروب صعده الستة قد تتجاوز ال30 ألف ولكن ليس لدينا احصائيات ونريد أن نبدأ صفحة جديدة . وقال أن الشعب اليمني حافظ على الدولة في ظل غياب الدولة خلال مدة عام ونصف العام فلم يسرق منزل أو ينهب بنك ولم تغتصب امرأة ، فكانت الثورة انقى ثورة في العالم "الايمان يمان والحكمة يمانية" . لافتا إلى انه وحتى في القتال في الحصبة لم ينتقل إلى شعوب وفي أرحب ونهم وبني جرموز لم ينتقل إلى خولان وغيرها وبرغم الأخطاء التي ارتكبت إلا انه بقي عند الناس ضمائر فلم يتهوروا ويرتكبو الحماقات كما يرتكبها البعض اليوم في سوريا وغيرها . وقال : لا نريد جيشا منقسما ومليشيات مسلحة يتبعون جهات مختلفة بل جيشا وطنيا واحدا يتبع قيادة واحدة هي وزارة الدفاع ولا نريد أمنا وبجهات مختلفة بل وحدات أمنية موحدة تتبع لوزارة الداخلية "إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها" ، فليس هناك في العالم نظام فيه مائة جهة كل جهة تتبع حاكم معين ولا نقبل أي جهة مسلحة في أي منطقة من المناطق إلا الجيش اليمني ، يمن واحد وجيش واحد وحكومة واحدة ، يمن لا مكان فيه للعنصرية والمناطقية طالما وجميعنا من نسل آدم عليه السلام . وفيما يتعلق بوضع المرأة قال الشيخ صعتر أن المرأة ظلمت كثيرا من التعليم في السابق حيث لم يكن هناك تعليم للمرأة وكان المجتمع لذلك ينظر لها نظرة دونيه لكنها اليوم وبفضل العلم وانتشار التعليم صارت المرأة تتمتع بمزايا مختلفة وهي اليوم منها العالمة والفقيهة والطبيبة وحافظة القرآن بالقراءات السبع . من جانبه قال أمين عام محلي الضالع "محمد غالب العتابي" أن على كل فرد في المجتمع أن يعي انه مسئول في قريته ومديريته ومحافظته قبل وطنه اليمن الكبير فنحن جميعا في سفينة واحدة ، مؤكدا بأن اليمن لم يعد يحتمل أكثر مما قد جرى في السابق وأن نرمي كل مر بالماضي من سلبيات وراء ظهورنا وأن نتجه للأمام ونترك الماضي وندفنه . وقال العتابي أن أبناء الضالع عاشوا الوفاق منذ العام 2006م قبل أن تأتي حكومة الوفاق الوطني وفي دمت ضربوا أروع الأمثلة في الوفاق وعلى الجميع أن يشدوا على أيدي بعضهم وأن يعرفوا أنهم على ثغرة فليحذروا أن يؤتى منها ويحصل أي خلل . وفيما قال أمين عام محلي الضالع أن البلد يمر في وضع خطير وعلى الجميع أن يعي أنه مسئول أمام الله والوطن وبالتالي يجب أن نكون متيقظين وكل واحد يعرف ما يدور حوله ومعرفة من يتنقلوا من هنا وهناك للإضرار بمصالح البلد.. ودعا العتابي حفاظ القرآن لتقوى الله عز وجل والعمل بما جاء فيه وتطبيقه واقعا على انفسهم أولا قبل نقله إلى مجتمعهم ، شاكرا كل من قام بهذا الجهد فأفضل شيء يحفظه الانسان هو كلام رب العزة للبشر، دستور الأمة الذي نزل على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . من جانبه قال رئيس الغرفة التجارية والصناعية الشيخ "سعد الزقري" إن الأوطان لا تبنى بالمناكفات والنميمة وذم الناس وثقافة التخوين التي قال أنه تسئ للمجتمع ، وإنما تبنى الأوطان بردم الفجوات ومد جسور الود والمحبة والإخاء بين كافة شرائح المجتمع . ودعا الزقري إلى نبذ ثقافة العنف والإرهاب لافتا إلى من قال انه يقتل أبناء اليمن بالأحزمة الناسفة ويدعي انه مسلم وهو ظلم وعدوان وأن المولى عز وجل لن يسامحهم كما لم يسامحهم التاريخ. وقال الزقري صحيح أن اليمنيين فئاتا وأحزابا ولكن لا يعني ذلك تبرير المزايدات والمناكفات فلنرتقي باختلافاتنا ولنختلف ويكون لخلافاتنا حدود معينة وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، مؤكدا ضرورة أن نرتفع في الخطاب الثقافي ونتسامى على الجراح وأن نبني الود والصدق وكفاية علينا تخوين . ودعا رئيس غرفة تجارة الضالع كل الخيرين والميسورين للتجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالي في دعم مؤسسات تعليم القرآن الكريم وكل عمل خير ، شاكرا وتفاعل أبناء المديرية مع كل عمل خير وسعي كل من يساندون أعمال الخير. وقد ألقيت في الحفل العديد من الكلمات والقصائد الشعرية للشاعر الشعبي "مجيب الرحمن غنيم" وباقة من الأناشيد قدمها المنشد "العزي صالح المسوري" نالت استحسان الحاضرين وإعجابهم . وكانت دار القرآن الكريم بدمت قد احتفلت اليوم الخميس بتخريج الدفعة الرابعة عشرة من حفظة القرآن الكريم والبالغ عددهم ( 47) حافظا وحافظة بحضور رسمي وشعبي كبير تقدمه قيادات السلطة المحلية والوجهاء والمشايخ والأعيان .