عدن اون لاين/الولاياتالمتحدةالأمريكية/ عماد هادي أدى مئات الآلاف من المسلمين والعرب الأمريكيين في معظم الولاياتالأمريكية شعائر صلاة عيد الفطر المبارك في المتنزهات العامة وسط إجراءات أمنية غير معهودة. وسيرت الشرطة عدة دوريات لتامين المراكز الإسلامية والمصليات العامة في ولايات ميتشيغن ونيويورك وكليفورنيا لاسيما بعد بروز مخاوف لدى السلطات عن احتمالية تعرض المسلمين لهجمات عنصرية بعد الحادث الذي جرى في ولاية ويسكونسن في الخامس من أغسطس الجاري عندما هاجم شخص عنصري معبدا لطائفة السيخ الهندوسية وقتل فيه سبعة أشخاص, وتحدثت وسائل إعلام محلية وعالمية عن أن المهاجم اعتقد أن مرتادو ذلك المعبد هم من المسلمين. وشهدت باحات ومتنزهات عديدة في مختلف الولاياتالأمريكية التي يعيش فيها العرب والمسلمين عروض للزينة وصور الفرح والابتسامات العريضة وشهدت حضور مئات الألوف من المصلين الذي يمموا وجوههم شطر المصليات تاركين خلفهم أعمالا في يوم طالما انتظروه على صفيح ساخن من الشوق واللوعة بعد عناء ساعات العمل الطويلة حيث الاغتراب اللامتناهي في بلاد العم سام. خرج مسلمو وعرب نيويورك كعادتهم كل عام إلى الساحات العامة لأداء صلواتهم بوجوه مشرقة لا تخلوها كدرة فرقا على إخوان لهم يموتون في بلدان عربية وإسلامية شتى, تنوعت لهجاتهم ولغاتهم وألوانهم وأجناسهم لكنهم بلا شك يلهجون بالوحدانية ويناجون ربا واحدا يكبرون ويهللون كما جاء في سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم- ويتبادلون التهاني كلا بطريقته وعادته والثقافة التي جلبها من بلده الأم إلى مدينة التنوع والثقافة المنفتحة على كل المجالات ما يجاز وما يرد. تجمع ألوف المصلين من الرجال والنساء والأطفال صبيحة هذا اليوم في أحد متنزهات حي بروكلين في مدينة نيويورك لأداء شعائر صلاة العيد مهللين مكبرين وأطفالهم يلهون حول المصلى الواسع بسعة نيويورك, دعا الإمام الناس للاصطفاف خلفه لأداء الصلاة فتجمعت عشرات الصفوف, أدوا صلاتهم وجلسوا يسمعون لموعظة الخطيب الشيخ الدكتور محمد البر التي جرت كما العادة خطبتين مقتضبتين. وليس بعيدا عن السياسة ناقش المحور الرئيس للخطبة "دور الشباب في صناعة مستقبل الأمة وبناء الأوطان بعد ثورات الربيع العربي الذي صنعه الشباب" كما أشاد الخطيب "بثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وتمنى لثورة سوريا النصر القريب". واحتفت أعلى ناطحة سحاب في مدينة نيويورك بعيد المسلمين بعد أن اتشحت باللون الأخضر ليل السبت في الثلث العلوي من المبنى وذكر موقعها الالكتروني "بأن هذا اللون تعبيرا عن مشاركة المسلمين في عيدهم". ونقل شباب من اليمنيين الأمريكيين الناشطين في منظمة (يمانيو المهجر ) بأمريكا تهانيهم الحارة إلى الثوار في الساحات بمناسبة العيد وطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين من الثوار. وفي مدينة ديربورن بولاية ميتشغن مهد العروبة الأمريكية خرج الآلاف من المسلمين والعرب الأمريكيين إلى منتزه (السفك سنتر) الواقع وسط مدينة ديربورن بجوار مبنيي المحكمة وشرطة المدينة لأداء شعائر صلاة عيد الفطر المبارك. وبدت المدينة مهجورة بعد أن أغلقت المحال التجارية والمطاعم أبوابها ابتداء من عصر السبت إلا أن أشهر محل للحلوى في المدينة (حلويات المصري ) ظل مفتوحا وشوهدت جموع من الناس تنتظر على أبوابه لشراء حلوى العيد. وعاشت الشرطة ليلة ساخنة من الكر والفر مع الأطفال العرب الذين أطلقوا الألعاب النارية في الهواء وهو ما تمنعه السلطات في المدينة لحساسية الأمن فيها وشوهدت عدد من سيارات الشرطة تلاحق عدد من الأطفال في حي (ديكس) حيث يقطن اليمنيون الأمريكيون. وأدى المسلمون صلاة العيد واستمعوا لخطبتيه التي ركزت بشكل عام على الجانب الاجتماعي ونأى الخطيب عن السياسة إلا من التذكير بقضية أطفال سوريا وضرورة الدعاء لهم ومساندتهم في محنتهم. وجمعت التبرعات قبل أداء الصلاة للمراكز الإسلامية القائمة على نفقة المصلون. وشهدت المدينة زحاما غير معهود عقب الفراغ من صلاة العيد نتيجة انصراف المصلين من المساجد والمصليات لمعايدة ذويهم في أحياء المدينة. وهنئ عمدة المدينة (ديفد اورايلي) وعائلته عبر وسائل الإعلام قبل أيام المسلمين "بمناسبة عيد الفطر المبارك متمنيا لهم أياما سعيدة".