ربيع التغيير الذي هب على أرض الإيمان والحكمة هاهو بدأت تزهر بعض أشجاره إذاناً منها على نجاح ربيع التغيير التي مرت بها هذه الأرض الطيبة , يقول ابن خلدون ( إن الظلم بداية انهيار الأمم وأخذ أموال الناس بالباطل يجعلهم يزهدون في العمل والإنتاج لأن حقوقهم تسلب منهم عند إذ تبدأ حركة السوق بالضعف ويبدأ سكان البلد بالهجرة طلباً للرزق فتخلوا الدولة من أفضل كفاءتها وبذلك يختل أمر الدولة ... ) فبما أن التغيير سنة من سنن الله في الكون وجب علينا أن نؤمن به فالتغيير يعني الانتقال من وضع إلى وضع أفضل وأحسن من الوضع السابق مع الحفاظ على المبادئ والثوابت والقيم حتى يكون متناسق ومتناسب مع هذا العصر الذي نعيش به جميعاً . فربيع اليمن قد أزهر مند أن قرر هذا الشعب أن يخلع عباءة الخوف ويعيش بحرية وكرامة مثله مثل باقي البشر في هذا العالم الكبير وقد دفع ضريبة ذلك التغيير الذي لطالما وحلمنا به وبما أن كل الأديان السماوية أتت تحقق لهذا الإنسان الحفاظ على الكليات الخمس وهي ( الدين والمال والعقل والعرض والنفس ) وكذلك القوانين الأرضية وضعت لنفس الغرض . فإن كل من يحاول بعد اليوم المساس بكرامة وحرية هذا الشعب وكل الشعوب الثائرة سيجني على نفسه العقاب الذي مر به أسلافه من سجن وطرد وقتل وتشريد ... قد كان في تاريخ الأمم من يصنعون التغيير أفراد لأجل أقوامهم - الرسل والأنبياء - بتأييد رباني ووحي حتى ينتهي استعباد القوي على الضعيف , ثم تطور صنع التغيير حتى قامت به جماعات - التحررية والقومية والإسلامية - فكانت تسمى ثورة النخبة من أجل الشعب , أما الآن فتطورت هذه الثورات فخرجت الشعوب تثور لأجل نفسها فصارت ثورة الشعب لأجل الشعب . ولذاك يجب على كل إنسان أن يأخذ العبرة من غيره حتى لا يكون عبرة للآخرين , فلغة التهميش والإلغاء والتحقير انتهت بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأن الشعوب ثارت لكي تعيش بكرامة وحرية ولن تسمح لأي فرد أن يمس هذه الثوابت التي ضحت من أجلها بالكثير ....