عدن اونلاين/خاص النظام -أو بقاياه- لم يسقط والثورة لم تنتصر، هذه هي الصورة التي عليها اليمن منذ ثمانية أشهر مضت وحتى اللحظة، وبين سقوط النظام المنتظر وانتصار الثورة المؤمل، تتعدد المآسي وتتوزع الإشكاليات وتتمدد في أكثر من صعيد وعلى فئات شتى في نسيج الشعب اليمني المبتلى بغياب الاستقرار والهدوء والأمان طيلة السنوات التي أعقبت ثورات التحرر من الاستبداد والاستعمار في شطريه قبل الوحدة.
اليمن بدأ مختلفا عن نظرائه من الجمهوريات التي أطاح بها الربيع العربي ، ووجه الغرابة فيها ما هو إيجابي وسلبي معا، فالشعب المدجج بملايين الأسلحة الشخصية، أظهر تحضرا غير متوقع في انتفاضة سلمية شملت الساحات والميادين والشوارع في كل محافظات الجمهورية، كل شيء فيه تعرض للانقسام، الجيش والقبائل والشعب، ربما لأنه يعاني من مرض مزمن طيلة عقود من حكم النظام الذي أبقى الجراح مفتوحة ومتقرحة حتى اللحظة، مشاكل في الجنوب وشمال الشمال، خطر الإرهاب، تفريخ للأحزاب واستنساخ للمنظمات والصحف والكيانات، وهو ذات النظام الذي يفرخ ويستنسخ مراسيم ومفردات وخطوات الثورة والربيع العربي، عندما يقيم جمعا وفعاليات ومظاهرات، وهو الشيء الذي لم يقم به غيره من الحكام المخلوعين في تونس ومصر وليبيا وحتى سوريا التي ما تزال في نفس الطريق.
ولأن الانقسام والتقسيم هو الواقع الذي عليه الساحة اليمنية، فستبقى كفتا الصراع تتأرجح بين اللا حسم واللا سقوط، وهو ما نشاهده جليا في المشهد المتجمد منذ أشهر دون ترجيح لكفة على أخرى ، وأن يتحرك قطار التغيير اليمني الذي تعطل وسط الطريق بفعل (صالح) الذي يهتف ثلاثا :(فاتكم القطار.. فاتكم القطار.. فاتكم القطار) وهو إنما يعني حركة الثورة التي لن تصل بذاتها إلى تغييره تماما كما الطريق المسدود بين ساحة التغيير وشارع السبعين حيث القصر الرئاسي الذي يصعب على شباب الثورة الوصول إليه.
هذا هو الحال الذي تعيه قيادات الثورة ونظام صالح –أيضا- وهو ما يجعل من العامل الخارجي عنصرا رئيسيا في ترجيح الكفة ليحدث التغيير أو الإبقاء على النظام لتتعمق المأساة دون الوصول إلى حل.
كل التعويل اليوم على الاجتماع القادم لمجلس الأمن الدولي وسط الأسبوع الجاري وما سيصدر عنه من قرار بشأن اليمن، وما يعقبه من تحرك دولي ملزم يخرج اليمن من عنق الزجاجة الذي وصلت إليه.