- معاناة سقطرى يتحملها محافظ حضرموت خالد الديني الذي لم يستطع عمل شيء للجزيرة - بعض المواد الغذائية اختفت من السوق وبعضها ارتفعت ارتفاعاً خيالياً مع دخول فصل الصيف - علاقة أبناء الجزيرة بدولة الإمارات قيادة وشعباً علاقة وثيقة يسودها التقدير والاحترام - هناك احتقان في الشارع الجنوبي وإذا ما وجدت خطوات جادة للحل ومخرجات فإنّ الشارع تلقائياً سيستجيب - الحراك يحتاج إلى توحيد الصف والاستماع للرأي الآخر داخل الجنوب واستيعاب جميع المكونات - الجزيرة تعرضت للتهميش والظلم قبل وبعد الوحدة، وتأخر التغيير أنتج انفلاتاً أمنياً وتراجعاً خدمياً - هناك أخبار تدور حول شراء إيرانيين قطع أرضٍ في الجزيرة لكن هذا يحتاج منّا إلى تثبَت - الإصلاح يدفع ضريبة مواقفه التي انحاز فيها للوطن في الماضي والحاضر والهجمات ضده يستفيد منها بقايا النظام السابق قال عضو مؤتمر الحوار الوطني والقيادي في الثورة الشبابية في جزيرة سقطرى، فهد كفاين، إن معاناة أبناء الجزر يتحمّلها محافظ حضرموت خالد الديني؛ الذي قال إنه لم يستطع عمل شيء لسقطرى طيلة فترة ولايته لحضرموت، وأضاف أن الجزيرة تعرضت للتهميش والظلم قبل وبعد الوحدة. وأكد كفاين في حوار خاص نشرته "صحيفة المصدر بالتزامن مع موقع حضارم نت" أن تبعية سقطرى لعدن أو حضرموت فشل فشلاً ذريعاً كما أن أي تبعية قادمة لأي محافظة سيكون مصيره الفشل، فالمجرب لا يجرب حد قوله. وأشار إلى أن تأخّر التغيير في كل من حضرموتوسقطرى أنتج معاناة أمنية وخدماتية وتنموية. كما ناشد رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بتوفير ما يحتاجه أبناء سقطرى من مواد غذائية، خصوصاً بعد اختفاء بعض المواد الغذائية وارتفاع أسعارها إرتفاعاً خيالياً مع دخول فصل الصيف. وعن زيارة شخصيات إماراتية رفيعة المستوى للجزيرة قال: "إن علاقة أبناء الجزيرة بدولة الإمارات قيادة وشعباً علاقة وثيقة يسودها التقدير والاحترام". من جانب آخر، قال كفاين إن الاحتقان في الشارع الجنوبي سيهدأ إذا وجدت خطوات جادة للحل ومخرجات عادلة، مضيفاً أن الحراك يحتاج إلى توحيد الصف والاستماع للرأي الآخر داخل الجنوب واستيعاب جميع المكوّنات وعدم استعداء أحد. هذا وغيره يناقشه مقرر فريق استقلالية الهيئات والقضايا الخاصة بالحوار الوطني في ثنايا هذا الحوار: كيف ترى الوضع في البلد وسير المرحلة الانتقالية؟ - الوضع في غاية الصعوبة، لكن الأمل كبير بالانفراج، ومادامت هناك إرادة لدى اليمنيين في الخروج من هذا الوضع الصعب متمثلة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل وإصرار من أغلب المكونات السياسية والاجتماعية في البلد سنخرج - إن شاء الله- وسنصل إلى بر الأمان، ولن نكون في نجاحنا هذا بدعاً من الشعوب والأمم. هناك شعوب قبلنا مرت بظروف مشابهة بل وأكثر صعوبة؛ أوروبا، أمريكا، بلدان كثيرة في أفريقيا لما اتجهت بعد حروبها إلى الحوار والمصالحة الوطنية استقرت ونمت وتغلّبت على عوامل الانهيار والتمزّق. نتائج ثورة الشباب حتى اللحظة هل هي مُرضية؟ - إذا اعتقدنا بأن الثورة توقفت لنقيّم ثمارها طبعاً ليست مُرضية، فبعض أهداف الثورة لم تتحقق بعد، خاصة المتعلق منها ببناء دولة مدنية حديثة، ومحاكمة القتلة وأهداف أخرى، لكن الثورة لم تتوقف؛ لا تزال قائمة وبوسائل وطرق أكثر سلمية وحضارية. فمؤتمر الحوار الوطني الشامل مرحلة مهمّة من مراحل الثورة. كما هو عليه الحال في المرحلة الانتقالية، والثوّار يراقبون ثورتهم، وفي حالة شعروا بالخطر عليها سيهرعون بسلميتهم للميادين والساحات لتوجيه مسارها، وحثّ خطواتها. لم تعد هناك ساحة للتغيير في الجنوب سوى في سقطرى، ما الذي يبرر بقاءها؟ - أبناء سقطرى كانوا في طليعة الثوّار الذين خرجوا للساحات؛ لأن جزر سقطرى عانت من الظلم والتهميش طول تعاقب الأنظمة في الجنوب وبعد الوحدة ولا تزال، فالمعاناة تجذّرت هناك من خلال نقص خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة وصعوبة التنقل من وإلى الجزر وطمس تميّز الجزر البيئي والثقافي، وبالتالي طالب أبناء سقطرى بتغيير أوضاعهم وتوفير مطالبهم واحتياجاتهم. اليوم تعاني جزر سقطرى من اختفاء بعض المواد الغذائية، وعلى أبواب رمضان، كما ارتفعت أسعار المواد الأخرى بصورة خيالية وغير إنسانية. ونحن نناشد حكومة الوفاق وفخامة الرئيس عبد ربه منصور رئيس الجمهورية، توفير ما يحتاجه أبناء سقطرى من المواد الغذائية خاصة في رمضان من خلال النقل الجوي وبأسعار معقولة ومحاسبة محتكري المواد الغذائية، وسنعمل من خلال مؤتمر الحوار على حل هذه المشكلة. أبناء سقطرى طالبوا بالتغيير في السلطة المحلية، ورغم صدور قرار من مجلس الوزراء بتعيين مدير عام جديد لمديرية حديبو إلا أن محافظ محافظة حضرموت خالد الديني يرفض قرار مجلس الوزراء في سابقة خطيرة وغريبة. وطالما يعرقل المحافظ أمام التغيير والتنمية في الجُزر فإن معاناة أبناء الجزر يتحملها المحافظ نفسه الذي لم يستطع أن يعمل شيئاً لسقطرى طيلة فترة ولايته لحضرموت. ماذا عن مؤتمر الحوار؟ - مؤتمر الحوار يسير في جلسته العامة الثانية، يستمع فيها الأعضاء لتقارير الفرق التسع وملاحظات الأعضاء عليها، وهو يسير وفق لائحته الداخلية، وهناك نتائج مشجِّعة متمثلة بانسجام الأعضاء والتوافق على الكثير من القرارات. كعضو في فريق استقلال الهيئات والقضايا الخاصة، كيف تسير مناقشاتكم في هذا الفريق؟ - المناقشات تسير بطريقة سلسة وشفافة وديمقراطية، والكل يستمع لرأي الآخر، وبالتأكيد تحصل بعض الإشكالات، لكن إلى الآن تم التغلب عليها. طالبتم في رسالة لرئيس الجمهورية باعتماد سقطرى محافظة مستقلة، ما سبب ذلك؟ - نعتقد بأن حل مشاكل التنمية في جزر سقطرى والمحافظة على تميّزها البيئي والثقافي يكون برفع تمثيلها الإداري إلى محافظة؛ لأن تبعية سقطرى لمحافظة أخرى مجرّب وفشل فشلاً ذريعاً، سواء كان لعدن أو لحضرموت وأي تبعية قادمة لأي محافظة سواء حضرموت أو أي محافظة يكون مصيره الفشل، فالمجرب لا يُجرب. هل تتوقعون بأن هذا سيُساهم في حل مشاكلها؟ - بالتأكيد، نجزم بذلك؛ لأنه من خلال إعلانها محافظة تسهل المتابعة والإشراف من قبل السلطة، ومن قبل مجلس الوزراء، ومن خلال كونها محافظة يكون نصيبها من الميزانية والمشاريع أكبر. لم نسمع بتغييرات حقيقية لا في حضرموت ولا في سقطرى، ماذا تنتظر القيادة السياسية من وجهة نظرك؟ - للأسف، تأخّر التغيير في كلٍ من حضرموتوسقطرى، وكانت النتيجة معاناة أمنية وخدماتية وتنموية، لا ندري إلى متى؟ لكننا نأمل أن تلتفت القيادة السياسية إلى حضرموتوسقطرى، وتعطيها حقها من التغيير. حذّرت في تصريح لك من نفاد الوقود والغذاء في الجزيرة في هذا الفصل.. من يتحمّل مسؤولية ذلك؟ - نعم، وهذا ما يُوشك أن يحصل الآن، بل نفدت بعض المواد الغذائية من جُزر سقطرى فعلاً. أما جزيرتا "سمحة" و"عبد الكوري" فهما في عداد النسيان مع المئات من المواطنين هناك، وينبغي أن نعيد هاتين الجزيرتين إلى الوجود من خلال الاهتمام بهما، وحل مشاكلهما، لاسيما الانقطاع عن العالم طيلة أشهر الخريف الثلاثة، فهذه مأساة إنسانية يجب أن تتوقف. إلى ماذا تحتاج سقطرى لتستعيد مكانتها كتحفة سياحية؟ - إلى سلطة فاعلة وبُنى تحتية متوفّرة ورقابة حازمة. ما هي رؤيتكم لسقطرى مستقبلاً؛ إقليم منفرد، تابع؟ - نرى أن تحصل سقطرى على محافظة كحد أدنى، لكنه يجب أن تحظى السلطة في سقطرى بصلاحيات تمكِّنها من سن قوانين داخلية، تمكِّنها من الحفاظ على تميّز الجزر البيئي والثقافي والتراثي. تتناقل بعض وسائل الإعلام أخباراً عن شراء إيرانيين لقطع أرض من بسطاء في الجزيرة وبأموال مُغرية، هل هذا صحيح؟ - هناك أخبار تدور حول هذه الموضوع، لكن تأكيد ذلك يحتاج منا إلى تثبَت. وماذا عن التحرّكات الإماراتية في الجزيرة التي صاحبها تعتيم إعلامي؟ - هناك زيارات من قبل شخصيات إماراتية بعضها رفيع المستوى وصلت سقطرى بغرض السياحة، كما أن هناك شخصياتٍ كبيرةً من دول أخرى دخلت سقطرى أيضا سياحةً، وعلاقاتنا كأبناء سقطرى بدولة الإمارات قيادة وشعباً هي علاقة وثيقة يسودها التقدير والاحترام وعرفان الجميل، لاهتمامها بسقطرى وأبنائها، وهي العلاقة ذاتها الرسمية والمميّزة بين اليمن والإمارات. ثار جدل حول فيلم "أرض مجهولة"، الذي قيل إنه يُصوّر سقطرى على أنها ليس لها هوية؟ هل اطلعتم على الفيلم؟ وما مغزى تصويره في سقطرى؟ - اطلعت على كتابات عن الفيلم، وعلى الجدل الذي ثار حوله، وأيا كان فإننا نستنكر الحديث عن هوية سقطرى بهذه الطريقة، فسقطرى لها هويتها اليمنية العربية الإسلامية، وأي حديث خلاف ذلك هو ضرب من الوهم، ونحتفظ بحقنا في مُقاضاة أي عمل يطعن في هويتنا ويسيء إلى تاريخنا. كمشارك في الحوار، كيف ترى سير مناقشة القضية الجنوبي؟ - القضية الجنوبية قضية عادلة، والجنوبيون بحاجة إلى خطوات عملية على الأرض تعيد إليهم الثقة بالآخر. ونأمل أن يخرج مؤتمر الحوار الوطني بمخرجات ترضي جميع اليمنيين وتعيد للجنوبيين حقوقهم المسلوبة. هل ترى أن الشارع تجاوز الحلول المتداولة بين أروقة السياسيين؟ - هناك احتقان في الشارع، ولكن إذا ما كانت هناك خطوات جادة للحل ومخرجات عادلة ومعقولة اعتقد بأن الشارع تلقائياً سيستجيب. الحراك بعد 6 مهرجانات حاشدة يجدد مطالبته باستعادة الدولة، كيف ترى ذلك؟ وأين الصوت الآخر في الجنوب؟ - هذه آراء شريحة مهمّة من الجنوبيين والأعلى صوتاً في الوقت الراهن، ويجب أن تحترم هذه الآراء ويستمع لها، لكنه يجب ألاّ يكون هذا الخيار الوحيد، لا بُد أن نستمع أيضاً للخيارات الأخرى، وربما تكون أكثر إمكانية، ما نريده أن نحصل على وضع يحقق الاستقرار والأمن والتنمية. الانقسامات بين الحراك، هل ستؤثر على القضية الجنوبي؟ - كلما كان الصف الجنوبي موحداً وصلت رسالته بوضوح، لكن التعدد والاختلاف طبيعي. إلى ماذا يحتاج الحراك من وجهة نظرك، ليظهر القضية بمظهرها اللائق؟ - إلى توحيد الصف إلى الاستماع للرأي الآخر داخل الجنوب، وإلى استيعاب جميع المكونات وعدم استعداء أحد، واعتماد الحوار كقيمة للوصول إلى المخرجات المقبولة، ونبذ العنف. يتعرض الإصلاح لهجمة غير عادية في الجنوب، ما السبب؟ ومن يقف وراءها؟ - الإصلاح يدفع ضريبة مواقفه التي انحاز فيها للوطن في الماضي والحاضر، وبالتأكيد المستفيد من هذه الهجمة على الإصلاح هم بقايا النظام السابق. كيف ترى مستقبل الإصلاح في الفترة القادمة، خصوصاً في الجنوب؟ - الإصلاح تنظيم كبير وفاعل، وهو في تناغم واتساع دائم، ومهما كانت الصعوبات فالإصلاح يؤدي مهمته الوطنية ورسالته الدعوية برحابة صدر وبسعة بال، وله قواعده وأنصاره في الجنوب. كلمتك لأهل سقطرى؟ - الصبر والنضال السلمي والتكاثف، والفرج قادم -بإذن الله. رسالتك للحكومة؟ - معاناة سقطرى مستمرة بعد الثورة، وينبغي أن تتوقف هذه المعاناة، سقطرى بدون كهرباء ولا مياه؛ فقط 8 ميجا من الكهرباء، وتحتل مشكلتنا في الكهرباء أكثر من هذا لا شيء. كلمتك لرئيس الجمهورية؟ - ينتظر أهل سقطرى إعلانك الجزيرة "مُحافظة"، وهم واثقون بأنك ستفعلها.