انتقد سياسيون بجنوب اليمن إعلان فصيل "مؤتمر شعب الجنوب" الانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني، الذي من المتوقع أن ينهي أعماله قريبا. وكان محمد علي أحمد القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس فصيل "مؤتمر شعب الجنوب"، قد قال في مؤتمر صحفي في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن "الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار يعلن انسحابه النهائي من أعمال المؤتمر". ويعتبر أحمد، الفصيل الذي ينتمي إليه هو ممثل الحراك الجنوبي رغم وجود فصيل آخر بالمؤتمر يمثل الحراك، هو "الهيئة السياسية لمؤتمر شعب الجنوب" حيث يبلغ عدد أعضاء فصيل "مؤتمر شعب الجنوب" نحو 50 عضوا من إجمالي 85 عضوا يمثلون الحراك الجنوبي في المؤتمر، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير بشكل أو بىخر على أعمال مؤتمر الحوار بحسب مراقبين. وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبد الرقيب الهدياني رئيس تحرير صحيفة "خليج عدن" إن الفصيل الذي أعلن انسحابه "حاول تضليل الرأي العام من خلال تقديم نفسه كممثل شرعي ووحيد للحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار". وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول، أن "أحمد استغل التوقيت اليوم لإعلان الانسحاب، وهو اليوم المقرر لاجتماع مجلس الأمن المخصص لتقييم الوضع في اليمن، في محاولة منه لإرباك المشهد، خاصة وأن مؤتمر الحوار وصل إلى مرحلته النهائية والحاسمة" حسب قوله. ووصف الهدياني إعلان الانسحاب بأنه "إقرار بالهزيمة، وهروب من تحمل المسئولية في وقت حرج، ولن يخدم القضية الجنوبية". في ذات السياق، قال اللواء خالد باراس، رئيس الهيئة السياسية "الجنوبية" المشاركة في الحوار، إن قرار الانسحاب ناتج عن حالة نفسية قلقة و متخبطة، متهما من اتخذوه ب"الخلط بين الامتيازات الخاصة بالقضية الجنوبية من جهة والمسائل الشخصية من جهة أخرى". وفي أول تعليق لها على إعلان فصيل جنوبي انسحابه من الحوار، نفت الدائرة الإعلامية للحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار انحساب الحراك من المؤتمر، مشيرة إلى "أن هناك بعض الأشخاص يحاولون استثمار القضية الجنوبية وتحويلها إلى مكاسب شخصية" . وقالت الدائرة في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، إن "من شاركوا في اجتماع الفصيل الذي قرر الانسحاب لا يتجاوزون 29 شخصا، (من إجمالي أعضاء الحراك البالغ عددهم 85)، وليسوا كلهم موافقون على الانسحاب". ومنذ نحو شهر، بدأ الحراك الجنوبي ينقسم على نفسه بين تيارين، يرى أحدهما، وهو "الهيئة السياسية لمؤتمر شعب الجنوب"، المشاركة في جلسات الحوار، بينما يرى الآخر، وهو "مؤتمر شعب الجنوب"، بقيادة محمد علي أحمد، مقاطعة الحوار. وتصاعد الخلاف بين الفصيلين خلال الايام الماضية جراء إبعاد ممثلي الحراك المحسوبين على "مؤتمر شعب الجنوب" من لجنة (8+8) المكلفة بوضع حلول القضية الجنوبية واختيار شكل الدولة، واستبدالهم بآخرين محسوبين على "الهيئة السياسية لشعب الجنوب". وتم تشكيل لجنة "8+8" مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي مناصفة بين الشمال والجنوب من أجل العمل على حل القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني، وذلك بعد أسابيع من مقاطعة ممثلي الحراك الجنوبي لجلسات الحوار لمطالبتهم بالتفاوض العادل بين الشمال والجنوب حول القضية الجنوبية. وأطلق عليها ذلك الاسم لتمثيلها شمال وجنوب اليمن بمعدل 8 أعضاء لكل جانب. ويتألف "الحراك الجنوبي" من قوى مختلفة في التوجهات والرؤى، يميل بعضها إلى المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال والبعض الآخر إلى تحويل اليمن للنظام الفيدرالي. وبدأ الحوار الوطني في اليمن في مارس/آذار الماضي، بمشاركة 565 شخصية يمثلون شرائح المجتمع اليمني، ويهدف إلى وضع حلول ل 9 قضايا تقف وراء أزمات اليمن، بينها قضية الجنوب، وقضية صعدة (شمال)، وبناء الدولة وقضايا ذات صلة بالحقوق والحريات، والعدالة الانتقالية، والتنمية. وكان من المقرر أن تنتهي فعاليات مؤتمر الحوار يوم 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، لكن الأمانة العامة للمؤتمر قررت التمديد حتى استكمال كافة أعمال المؤتمر، خاصة فريق "8+8" الخاص بحل القضية الجنوبية، وهي القضية الشائكة بين قضايا المؤتمر