يردد الكثير هذه الأيام كلمة الهبة الشعبية في أخبارهم وتناولاتهم الصحفية المختلفة..بعد أن دعي إليها حلف القبائل الحضرمية لتنفيذها يوم 20 ديسمبر الجاري إثر تداعيات قبائل حضرموت بعد مقتل الشيخ سعد بن حتريش في إحدي النقاط العسكرية بسيؤن علي يد عسكر إحدي هذه النقاط في مطلع هذا الشهر.... ولكن ما معني كلمة الهبة الشعبية في القانون الدولي العام..وهل كان واضعوا هذه الكلمة في بياناتهم علي علم بهذا المصطلح ومدلوله القانوني والنتائج المترتبة عليه، أم أنها جاءت هكذا في سياق معرفة المعني المتداول المعروف، التي تعني ضمن ماتعني أن يقوم الناس قومة واحدة بحركة موحدة من أجل تحقيق هدف يخدم الجماعة أو الشعب القائم بهذه الهبة. نفس السؤال يتوجه إلي مؤسسات صنع القرار في الحكومة اليمنية والدولة بشكل عام.. الهبة الشعبية: هي تعبير قانوني دولي منذ مؤتمر بروكسل لسنة 1874 وتعرف بأنها انتفاضة ضد قوات أجنبية إما غزت بلدا أو احتلته وينصرف المعني إلي الدفاع القومي عن النفس، يحمل فيه السكان ما بحوزتهم من أسلحة عفويا لعدم وجود وقت لتنظيم أنفسهم يقاومون الغزو. الهبة الشعبية لا تقع إلا ضد قوات أجنبية عندما تحتل البلد وحيثما احتلته. وتتميز عن العصيان المسلح الذي يقع من الشعب ضد حكومته الوطنية. تتمتع الهبة الشعبية - وفق القانون الدولي- بحماية القانون بشروط: منها ان ينظم أفراد الهبة إنفسهم ، وأن يحملوا السلاح علنا، وأن يحترموا قوانين الحرب وأعرافها. ووفق القانون الدولي يجب أن يميز جماهير الهبة عن بقية المدنيين، وأي انخراط للمدنيين في هذه الأعمال العدائية سيكون انخراطا غير شرعي..لكن الدعم غير مباشر لها مثل تزويدها بالمعلومات وامدادها بالمواد غير العسكرية يعتبر شرعيا وفقا للقانون الدولي. هذا هو المعني القانوني للهبة الشعبية...فهل كان التعبير مقصودا..أم كان عفويا.وهل تبعات هذه الهبة ستحمل المدلول القانوني للطرفين. أم أنه تعبير بمفهوم بلدي خالص... الأيام القادمة كفيلة بمعرفة ذلك...نسأل الله أن يجنب الوطن والشعب مغبة الفوضي.