الأرضية المثيرة للجدل عدن أون لاين/ خاص: حصل "عدن أون لاين" على وثيقة تخص الأرضية المثيرة للجدل بين فندق ميركيور ومجمع عدن مول بمدينة كريتر محافظة عدن البالغ مساحتها 26181متر مربع، وهي كانت بمثابة الإثبات لمخالفة مدعي ملكية هذه الأرضية التي تداعى أبناء عدن عن طريق تنظيم أكثر من وقفة احتجاجية لإيقاف الشروع في البناء في متنفس طبيعي. الوثيقة هي عبارة عن رسالة من مدير عام فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بمحافظة عدن إلى رئيس الهيئة، حيث أخلت الهيئة بعدن مسؤوليتها عن أي موافقة للشروع في البناء في العام الماضي، كونها أرضية مصروفة من قبل الرئيس (السابق) صالح للمدعو محمد ناجي الشائف منذ عام 2007م على أساس إقامة مشروع سياحي فيها. وألغت المشروع نهائيا وقامت بسحب الأرضية إلا أن المستثمر عاد مع انطلاق الاحتجاجات في اليمن ليبدأ عملية البناء مستغلا الظروف الأمنية في مدينة عدن. ونص محضر الاتفاق الموقع بين هيئة الأراضي والمستثمر الشائف على أن يقوم الأخير بالشروع في البناء بعد 3 أشهر من استلامه الأرضية المذكورة والتوقيع عليها، حيث أنه قد استلمها في 2007م، كما نصت الفقرة الثانية على أن يُنجز المشروع خلال 24 شهرا. وفي حال مرور هذه الفترة الزمنية المحددة من دون الشروع بأي عمل في تلك الأرضية فإن الهيئة العامة للأراضي تقوم بسحب الأرضية المصروفة من المستثمر. وبعد مرور وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على هذا الاتفاق، لم يقم المستثمر (الشائف) بأي عمل في الأرضية التي صُرفت له من قبل صالح، وهذا ما دعا مدير الهيئة بعدن شيخ سالم بانافع لإبلاغ رئيس الهيئة بإلغاء المشروع بعد أن تم تسليم المستثمر بمذكرة إيقاف المشروع بتاريخ 5/ 6/ 2010م وسحب الأرضية المذكورة. وقال في رسالته التي – حصل "عدن أون لاين" على نسخة منها – والمزمنة بتاريخ 4/ 9/ 2010م، :"أن الموقع المشار إليه هو عبارة عن متنفس وتم تسليمه للمستثمر على خارطة جوية ولا توجد وحدة جوار معتمدة وهو محدد للغرض السياحي، وقد تم توقيفهم عن العمل مؤخرا بعد أن تم تسليمهم مذكرة الإلغاء، مع العلم بأنه لا توجد أعمال في الموقع سوى الكرسي الحجر والدفنيات التي قام بتنفيذها المجلس المحلي بالمحافظة، وعليه فإن أي موافقة على خلاف هذه الوظيفة نخلي مسؤوليتنا عنها. وسبق أن نظم ناشطون من أبناء مدينة عدن وقفات احتجاجية للمطالبة بوقف البناء في المتنفس الطبيعي الواقع بين فندق ميركيور و عدن مول والذي صرفه النظام المخلوع لأحد نافذيه ويدعى محمد ناجي الشايف، كان آخرها يوم الأحد الماضي. وفي الوقفة التي حضرها ناشطون حقوقيون وإعلاميون ومهتمون من مختلف مناطق عدن تحدث الخبير الجيولوجي الأستاذ/ معروف إبراهيم عن ضرورة إيقاف مثل هذه الممارسات التي ستلحق الضرر بالمتنفسات الباقية لعدن، و دعا لمواصلة الفعاليات الاحتجاجية حتى لا تتواصل الاعتداءات بحق المعالم الطبيعية والسياحية في عدن، و في تصريح خاص ل"عدن أونلاين" قال الناشط السياسي نايف البكري رئيس دائرة الحقوق والحريات في مجلس عدن الأهلي نحن نقف اليوم أمام جريمة أخرى من جرائم صالح المتمثلة في النهب والبسط غير القانوني للمتنفسات في مدينة عدن للشيخ الشايف مقابل ما يقوم به من دفاع عن النظام و ارتكابه أعمال عدائية ضد الثورة، وانه لمن المحزن ان يصرف هذا الموقع فقط لمجرد مرور الرئيس وبجانبه الشائف ويقول له هذه المساحة هدية لك، ولهذا فاننا نرفض رفضا قاطعا الاعتداء على الموقع ونطالب المجلس المحلي بالمحافظة وجميع أبناء عدن للوقوف بحزم مع مصلحة المحافظة بتوقيف العمل والعبث في مخططات عدن السياحية والتاريخية والأثرية، واضاف قائلا: لا يحق لأي مسئول مهما كان مستواه أن يتصرف بهذه المواقع الأثرية والطبيعية وهذا هو جزء من مخطط النظام البائد الذي مارس النهب والبسط والاستقواء والبيع والعبث بهوية مدينة عدن ومعالمها. و إننا في مجلس عدن الأهلى ندعم منظمات المجتمع المدني وابناء المحافظة على اختلاف الاطر الحزبية من أجل جمع ثلاثمائة الف توقيع لرفض هذه الممارسات التي تلحق الضرر بالمدينة ومنظرها الجمالي، وندعو مصلحة اراضي وعقارات الدولة للعمل بما يجب إزاء هذه الاعتداءات، كما نعلن دعمنا وتأييدنا للفريق القانوني الذي تشكل بهذا الخصوص، و أشاد البكري بتجاوب أبناء محافظة عدن في هذه الوقفات الاحتجاجية التي تمثل شكلا راقيا من أشكال النضال السلمي الحضاري.
وفي سياق متصل تبنى المحامي والناشط الحقوقي صالح ذيبان ومعه عدد من المحامين والناشطين والمهتمين تنظيم حملة قانونية لوقف البناء في هذا المتنفس الذي يعد آخر متنفس لأبناء مديريتي صيرة و خور مكسر، و قال ذيبان المنسق العام للرابطة الوطنية للمحامين الأحرار في تصريح سابق ل(عدن أونلاين) أن هذا الجهد يأتي امتداداً واستكمالاً للجهود الشعبية التي يقوم بها أبناء محافظة عدن في قضية البسط التي تعرض لها المتنفس الواقع بين فندق ميركيور ومجمع عدن مول التجاري. و أضاف ذيبان إن الفريق القانوني المشكل من قبل منظمات المجتمع المدني المتبنية قضية إيقاف البسط على المتنفس، و قد شرع في القيام بإجراءات التقدم بالدعاوى القضائية و الشكاوى القانونية لدى الجهات القضائية المختصة ممثلة بنيابة الأموال العامة الاستئنافية و محكمة صيرة الابتدائية، و ذلك لاستصدار أوامر إيقاف العمل و حالة المسؤولين التنفيذيين المتسببين في ذلك العمل غير القانوني لإجراء التحقيق القضائي معهم.
وكان أبناء عدن وناشطون حقوقيون و منظمات مجتمع مدني و عدد من المواطنين نفذوا وقفة احتجاجية صباح الخميس الماضي في المكان نفسه، كما دعوا لوقفة احتجاجية يوم الخميس القادم.