قال القيادي في مشترك عدن ياسر مغلس أن الجنوب بحاجة إلى شراكة في السلطة وعدالة في توزيع الثروة دون توريث لصراعات الماضي للأجيال القادمة. و اوضح مغلس في حوار ل(خليج عدن) أن اللقاء المشترك موجود وله نشاطه كما ان اليد ممدودة لكل المكونات والتيارات والسياسية والحراك السلمي ، للتشارك على قاعدة التوافق والتعاون على انجاح متطلبات البلد ومصالح أبناء المحافظة. و أبدى تطلعه و كل أبناء عدن في مخرجات الحوار الوطني لمستقبل يعيد لها الابتسامة باعتبارها ثغر اليمن الباسم، مشيراً إلى ضرورة التخلص من ثنائية الصراع والنهب التي ذاق أبناء ويلاتها في المراحل السابقة. و تناول الحوار عدة قضايا ساخنة قابلها ضيفنا برحابة صدر وصراحة غير معهودة، فإلى الحوار: احتفل التجمع اليمني للإصلاح بعدن بذكرى تأسيسه ال23 ماهي الرسالة التي اردتم إيصالها ولمن؟ الإحتفال كان تقليدا عاديا بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب ، وقوة الأحزاب واستمرارية نشاطها وتفاعلها مع المجتمع والناس هو ثراء للتعددية السياسية والنهج الديمقراطي ، وحرية الرأي والتعبير. الرسالة التي تحملها مثل هذه الفعاليات هو التأكيد على استمرارية النشاط والعمل لصالح الوطن والشعب ، وكأننا نقول للناس كل الناس نحن منكم وإليكم ، همومكم وقضاياكم هي همومنا وقضايا، أحلامكم هي أحلامنا ، انتم أهلنا ونحن وسائل لتحقيق تطلعاتكم، هدفنا خدمتكم، شعارنا تحقيق سعادتكم. كيف تقيم تجربة الإصلاح بعد 23 عاما؟ يناضل التجمع اليمني للإصلاح مع شركاء الوطن لإخراج البلد إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف العظيمة التي حددتها الثورة الشبابية وضحى في سبيلها أبناء الوطن. كما أولى الإصلاح اهتماما كبيرا بالقضية الجنوبية و ساند المطالب المشروعة وأيد الحقوق العادلة لأبناء المحافظات الجنوبية الذي يعد أعضاء وقواعد الإصلاح جزء أصيل منهم. ورفع صوته بهذه الحقوق والمعالجات منذ وقت مبكر وتحديدا في سبتمبر 1994م ،وهذا ثابت في وثائقه ومواقفه وشراكة كوادره وأعضائه وانخراطهم في الحراك السلمي وصولا إلى إندلاع الثورة الشعبية السلمية التي وضعت القضية الجنوبية محور اهتمام محلي وإقليمي ودولي وبحث في الحوار الوطني الجاد. واين اللقاء المشترك وماذا عن علاقتكم بالقوى الأخرى؟ اللقاء المشترك موجود وله نشاطه كما ان اليد ممدودة لكل المكونات والتيارات والسياسية والحراك السلمي ، نتشارك على قاعدة التوافق والتعاون على انجاح متطلبات البلد ومصالح أبناء المحافظة وما يحقق لها الأمن والاستقرار ويعزز الخدمات ويحقق التطلعات المنشودة للناس. لكن الملاحظ في عدن وهي مدينة التسامح والتعايش تعايشت فيها الأديان والثقافات والأجناس فيما مضى لكن حاليا وجود ما يشبه الفرقة والتقاطع والتفكك، الا توافقني الرأي؟ دعني أتحدث هنا عن نفسي وعن منهجي وطريقي وانطلق من تصوري أنا ومن معي في نفس الفكر ، لا توجد لدينا رغبة في الإستفراد ولا شهية في الإقصاء والأبعاد نؤمن أن هذا وطننا جميعا ويجب أن نبنيه جميعا، ثقافة الإقصاء منكره وشجرتها لا لن تدوم لأن جذورها غير ضاربة في الأرض، وعلينا أن نتعلم من الماضي، معركة اجتثاث الأخر ليصفو لي المشهد أنا فقط معركة خاسرة وتم تجريبها، وعليه لابد أن نلتقي ونتشارك ونتوافق ونتعايش كي نختصر الطريق ونوفر الجهد ونجنب أهلنا ووطننا ويلات الصراعات العبثية. ما لذي يحتاجه الجنوب تحديداً؟ الجنوب أخي الكريم بحاجة إلى عدالة في الثروة وشراكة في السلطة تمثل جميع ابنائه خلال المرحلة القادمة ، كما أنه بحاجة ماسة إلى الأمن والإستقرار دون توريث الجيل الحاضر صراعات وخلافات الماضي. أين تقع مدينة عدن في خارطة القوى السياسية؟ لا شك أن مدينة عدن تعتبر البوصلة السياسية لكل اليمن ولها خصوصية عن بقية مدن اليمن،و هنا نجدد انحيازنا لهموم وقضايا عدن وأبنائها الطيبين ونؤكد بكل صدق وإخلاص اننا لن نألوا جهدا في تسخير كل امكاناتنا لما يحقق مصلحة عدن الغالية على قلوبنا ،ودعم أمنها واستقرارها. لكن عدن مازالت تعاني ولم تصل إلى الواقع الذي تستحقه؟ اتفق معك واتفهم معاناة أبنائها الصابرين ، ونحن من عدن وجميعنا يتطلع لواقع يلبي موقعها الإستراتيجي الإقتصادي العالمي.. عدن تطمح لمكانة تتناسب ومقدراتها ومواردها الطبيعية التي حباها الله بها.. لابد أن نسدل الستار عن عهدين عاشتهما عدن بقهر وظلم 23سنة قبل الوحدة و23 آخرى بعدها، كلاهما غير مقبولين. عدن بحاجة لمستقبل يحقق ابتسامتها الطبيعية وينعكس على أوضاع الناس باعتبارها ثغر اليمن الباسم وكفاها ثنائية الصراع والنهب.. لكن أبناء عدن ملوا الإنتظار وسئموا الوعود وهناك من يصر حتى اليوم أن ينقل صراعاته واختلافاته الخشنة إلى ساحة عدن؟ أصدقك القول أن ابناء عدن من طول القهر لم يعودوا يثقون فعلا بالوعود، ولك ان تتحدث مع أي عدني سيرد عليك بعبارة مختصرة(كلهم كذابين) نتيجة المعاناة، ولكننا نقول بصدق وسنعمل لأجل عدن وأهلها الذين هم أهلنا، آن الآوان لابناء عدن ان يخلعوا سياسة الضم و الألحاق ، آن لعدن ان تصبح بوابة اليمن نحو العالم لا حلبة صراع. وليست مجرد بقرة حلوب خيرها لغيرها فأهلها وشبابها يعانون من مشكلات في المعيشة والسكن وغياب فرص العمل ويجب ان يحصلوا على حقوقهم. ولا يزال الأمل يحدو أبناء عدن وطموحهم يصرخ بعالي الصوت : اعيدوا لنا حلمنا الضائع في ان تكون عدن جنة من جنات الدنيا.. بعد ان جعلتها الانظمة المتعاقبة قبل الوحدة وبعدها دورات دم وإقتتال وفيد ونهب أراضي. هل ترى أن توجها رسميا من الدولة في هذا الإتجاه لصالح عدن؟ ندعو الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة بإعطاء المحافظة رعاية خاصة ، ونحن على ثقة أنهم لن يخذلوا عدن ابدا وهذا ما أكدوه في مناسبات كثيرة، وهناك توجه حكومي لإعلان عدن إقليما اقتصاديا تلعب فيه دورا رياديا عالميا وأن يكون أبنائها وشبابها في طليعة هذا الدور وأول المستفيدين بكل تأكيد. كيف تنظرون لمخرجات الحوار الوطني؟ قبل كل شيء الحوار محطة فيها من الرمزية والبعد الإستراتيجي الشيء الكثير فلأول مرة يجلس الفرقاء وشركاء البلد والمتحاربون على طاولة واحدة لبحث المستقبل، وهذه المحطة جوهرها أنها تؤسس لثقافة الحوار التي يجب ان تسود حاضرنا ومستقبلنا بدل الصراعات والمواجهات الخشنة الحروب المدمرة. وهذا الحوار فيه جهد إقليمي ودولي جاد وكل المؤشرات وما ظهر يؤكد أن بلدنا مقبل على عهد جديد ، نسأل الله أن يكون يومنا افضل من أمسنا، وأن يكون غدنا أفضل من يومنا. أراك متفائلا بالمستقبل؟ تفائلوا بالخير تجدوه، تغمرني ثقة كبيرة أننا على موعد افضل , ونهضة شاملة قادمة بأذن الله عز وجل , بصدق ابنائه , وتكاثف جهودهم في انجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل , وإيجاد مخرجات تلبي تطلعاتهم وآمالهم . ونوجه الدعوة للجميع ان ننظر بتفاؤل وأمل الى المستقبل , ونشمر عن سواعد الجد من اجل بناء يمن جديد , وأول خطوة في طريقنا الى ذلك , طي صفحة الماضي بالآمة وجراحاته , فالوطن يتسع لكل ابنائه. كلمة أخيرة؟ شكراً لإتاحة الفرصة *نقلا عن صحيفة خليج عدن
