ما إن أصبحت هي الدولة والسلطة بالقوة والانقلاب المسلح، حتى كان أول إنجاز لجماعة الحوثي، القادمة من الكهوف والجبال، هو منع وانعدام كافة الخدمات الأساسية (الكهرباء المياه المشتقات النفطية وغيرها)، بشكل كلي ودائم،، لتنشئ الجماعة بدلاً عن ذلك سوقاً سوداء واسعة ، ازدهرت فيها طرق بيع المشتقات النفطية والخدمات والمواد التموينية الأساسية، في ظل شراكة وحماية مباشرة من سلطات الحوثيين بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات.
ويقول مراقبون إن العديد قيادات المليشيات تحولوا إلى تجار كبار ومرموقين في السوق السوداء، وأضحوا يتاجرون في بيع واحتكار مشتقات الوقود كتجارة رابحة وسريعة، إذ إن المليشيات هي التي تتحكم بالمشتقات وتوزعها على أنصارها والمنتمين لها فقط كي يبيعوها لليمنيين في السوق السوداء، في الوقت الذي ينعدم فيه الوقود بالسعر "العالمي" في جميع محطات البيع المنتشرة في العاصمة والمحافظات.
وقد تداول ناشطون يمنيون عبر صفحات ووسائل التواصل الاجتماعي، صوراً جديدة، قالوا إنها لسيارات حكومية تتبع الشرطة اليمنية وهي تقوم ببيع المشتقات في السوق السوداء، كآخر ابتكارات المليشيا لبيع الوقود في السوق السوداء، في جريمة دنيئة لا يمكن لعاقل أن يصدقها ولا يمكن أن يفعلها بشر سويّ!! فبدلاً من أن تفعل هذه الجماعة شيئاً لإعادة الخدمات والمواد الأساسية وتوفيرها للشعب، كما تفعل أي سلطة في الدنيا، حتى ولو كانت قمعية،، إذا بها تتحول إلى تاجر قذر ومحتكر بشع ، وسمسار وغد ، وصارت تبيع للشعب هذه الخدمات الأساسية في السوق السوداء بأسعار خيالية وبصورة علنية وجرأة وقحة، لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث..!