رأي مراقبون أن السعودية لا تولي اهتماما كبيرا لتواجد تنظيم «القاعدة» في جنوباليمن وخاصة بعدن، وفسر البعض هذا الأمر بكون الرياض لا تضع التنظيم ضمن أولوياتها حاليا، فيما شكك آخرون في قدرتها على وضع حد للتنظيم. ولم يكن خافيا على أحد أن خلايا تابعة للتنظيم المتطرف تنشط في عدن، المدينةالجنوبية الكبيرة التي حررتها قوات الرئيس اليمني الشرعي «عبد ربه منصور هادي» من الحوثيين بدعم بري وجوي من قوات التحالف الذي تقوده السعودية. ونشرت دول التحالف، لاسيما السعودية والإمارات، قوات على الأرض في جنوباليمن خصوصا عدن، مصعدة بذلك الضغط على الحوثيين بعد أشهر من الضربات الجوية. وقام عناصر من تنظيم «القاعدة» السبت الماضي، بتفجير مقر الأمن السياسي في عدن بعد أن صادروا أو أتلفوا وثائق كانت داخل المبنى. وبحسب مصادر أمنية، يسيطر رجال «القاعدة» على خمسة مبان مهمة في حي التواهي غرب عدن، كما أقاموا نقاط تفتيش في المنطقة. وذهب خبراء إلى أن هذه التطورات التي تأتي في ظل استمرار وجود الرئيس «هادي» في الرياض، هي في الواقع «مقلقة جدا»، ولكنها «ليست مفاجئة»، بحسب وكالة فرانس برس. المحلل «إبراهيم شرقية» من معهد بروكينغز الدوحة، قال إنه لا يعتقد أن «الأولوية الرئيسية للسعودية في اليمن هي تنظيم القاعدة في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن هذا يعد من الأسباب الأساسية لازدهار التنظيم في هذا البلد خلال الفترة الأخيرة. وأضاف أنه «كان من المتوقع أن يستفيد القاعدة الناشطة منذ فترة طويلة في جنوباليمن، من هذه المرحلة الانتقالية»، بسبب انسحاب الحوثيين والغياب شبه التام للأمن في عدن. إلا أنه أعرب عن شكوكه في قدرة هذا الوضع على الاستمرار، لأن «القاعدة لا يتمتع بدعم كامل من السكان» ولأن التنظيم «أثبت عدم قدرته على الحكم على المدى البعيد». وأشار «شرقية» إلى أنه يعتقد أن السعودية التي نجحت في تقويض نشاط «القاعدة» على أرضها خلال العقد الماضي «ستحارب القاعدة في عدن» وقد «تصل إلى القضاء على التنظيم» في المدينة ولكن ليس بالضرورة في باقي أنحاء جنوباليمن. أما الخبير «ماتيو غيدير» أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة تولوز الفرنسية، فقال إن نشاط «القاعدة» في الجنوباليمني، «يظهر حالة الانحلال التي يعاني منها اليمن الذي بات دولة فاشلة». وأضاف «غيدير» أن «التحالف نفسه سبقته الأحداث ولا يبدو قادرا لا على وضع حد للقاعدة ولا على حماية المنشآت». وأعرب «غيدير» عن اقتناعه بأن التحالف العربي الذي تقوده السعودية «سيقوم بمواجهة القاعدة في المرحلة المقبلة» بعد تحقيق الانتصار على الحوثيين، كما سيواجه المجموعات المتطرفة الأخرى لاسيما «الدولة الإسلامية». إلا أنه أبدى شكوكا في الوقت نفسه في قدرة التحالف على النجاح مع استراتيجية المراحل هذه. يشار إلى أنه منذ بداية التدخل السعودي في اليمن، استفاد كل من «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، وبالرغم من المنافسة بينهما، على الصعيدين السياسي والعسكري، خصوصا أن التنظيمين يجمعهما العداء للحوثيين والشيعة عموما. وسجل تنظيم «الدولة الإسلامية»، حضورا في المحافظات الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما يتفوق عليه «القاعدة» في معاقله التاريخية بجنوب البلاد، حسب مراقبين. المصدر | الخليج الجديد وكالة الأنباء الفرنسية