طوال فترة حكم صالح قدم لنا اعلامهُ وسياسيوهُ محافظة مارب كمحافظة لا يجيد اهلها الا التخريب ، ثم قامت ثورة الشباب وكان الماربيون من اوائل المطالبين برحيله فسعى اكثر الى شيطنة المحافظة وابنائها . ظللنا مخدوعين لعقود بما يمليه علينا صالح وسياسيوه ووسائل اعلامه ، فتكونت لدينا الصورة السلبيه عن مارب واهلها . بعد انقلاب مليشيات صالح والحوثي على الشرعية توجهوا الى مارب بالعدة والعتاد لمحاولة اخماد اي تحرك لاجهاظ انقلابهم . توالت الاحداث وظهر الوجهه الحقيقي للماربيين وتحطمت الصورة التي حاول صالح ونظامه اقناعنا بها . ظهر رجال مارب اشداء في مواجهة مشروع الانقلاب ، وتمكنوا بدعم التحالف من تخليص محافظتهم من المليشيات الانقلابية ، ولم تتوقف جهودهم عند هذا الحد ، اذ سريعاً ما اقاموا أركان الشرعية واذعنوا لها بمختلف قبائلهم وتوجهاتهم ، فصارت مارب هي المحافظة الوحيدة الامنة من المحافظات المحررة ، ثم اضحت منطلق لتحرير بقية المحافظات وعلى راسها العاصمة صنعاء . اليوم ظهرت الحقائق اكثر ، ففي مارب يتواجد اليمنيون من مختلف المحافظات ولا تجد من ينادي بأن مارب للماربيين !! ومنها واليها يسافر اليمنيون من محافظات الشمال والجنوب بقناعاتهم وافكارهم المختلفة فيلقون كل الترحاب والود ، ولم نشهد من ابنائها من يريد ان يفرض على المجموع افكاره وقناعاته . تتحكم في سلوك ابناء مارب قيم رفيعة ورثوها عن اجدادهم ملوك سبأ ، وهذا في حد ذاته هو الذي جعل صالح ونظامه يوجهون جهودهم لشيطنة المحافظة وتصوير اهلها كمخربين وقبائل متناحرة ويعملون ضد مصالح الوطن !! اذ لا يمكن لصالح ونظامه وقتها ان يتحملوا بقاء ابناء مارب محافظين على قيم الشهامة وكف الاذى . زاد رونق هذ السلوك قيادة حكيمة متمثلة بمحافظ المحافظة وفريقه العامل ، اذ يحسب لهم انهم قطعوا الصلة مع كل ما يمت للنظام السابق بصلة ، وقطعوا العلاقة مع المركز الذي يتحكم به الانقلابيون، وهذا هو الذي وقعت به القيادة في محافظات محررة أخرى اذ تم اعادة انتاج رجال العهد القديم وإسناد مواقع حساسة اليهم فاداروها بعقلية صالح ووسائله ، وكانت النتيجة ما علمنا وما لم نعلم . اثبتت الايام عكس ما اراد صالح ونظامه، "وظهر الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا" . تحية لملوك سبأ الذين يشاركون بفعالية في صناعة العهد الجديد بعيدا عن تحكم مخبول مران ومجنون سنحان "مع الاعتذار لمران وسنحان" دمتم سالمين ..
