وجّه أهالي وادي سر استغاثات عاجلة إلى السلطات المحلّية في وادي حضرموت، مطالبين الجهات المختصّة بسرعة التدخّل في مواجهة غزو الجراد العارم لمناطق الوادي. وتبيّن استغاثات السكّان والصور الواردة من وادي سر، تعرّض مناطق المنصاف والعريض وجبهوض لغزو من الجراد، بشكل لم تشهده تلك المناطق من قبل. وأشار الأهالي إلى أن أسراب الجراد الغزيرة تلتهم كلّ غصن أخضر وتبيد المزارع من جذورها، مضيفين أن الجراد يتنقّل فوق المزارع كالسحابة السوداء. وأعربوا عن مخاوفهم من تكبّدهم، وإمكانات الوادي، خسائر فادحة، غير مسبوقة على الإطلاق. وكانت منظّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتّحدة "فاو" أطلقت تحذيراتها، في وقت مبكّر، من وصول هذه الأسراب الضخمة من الجراد إلى شبوةوحضرموت والمهرة. ولفتت المنظّمة إلى أن هذه الظاهرة تأتي من تبعات الأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق المحافظات الشرقية مع إعصارَي تشابالا وميج، وطالبت باتّخاذ الإجراءات الإحترازية لمواجهة هذه الكارثة الطارئة. ويتحدّث عبدالله بن حريز، ناشط مدني من أبناء وادي سر، ل"العربي"، عن معوّقات كثيرة لجهود مكافحة الجراد الذي يغزو الوادي، موضحاً أن في مقدّمتها عدم وجود الإمكانيات، وعدم اتّخاذ السلطات المختصّة في الوادي أيّ استعدادات مسبقة في سبيل الإجراءات الإحترازية، التي كان من شأنها أن تقي الوادي السيناريوهات التي كانت متوقّعة قبل حدوثها. وقال بن حريز إن المناطق المنكوبة، اليوم، بالأسراب الضخمة من الجراد تعتبر، إلى جانب كونها من الأراضي الزراعية ومهدّدة بالتهام الجراد لمزارعها، من أهمّ مراعي النحل وإنتاج العسل في حضرموت، والتي يشتغل فيها قطاع كبير من السكّان، محذّراً من أنّه قد يترتّب على مكافحة الجراد بالرشّ الضبابي القضاء على المناحل وخلايا إنتاج العسل. وأكّد بن حريز أن الوادي، حتّى هذه اللحظة، لم تظهر فيه أيّ جهود للسلطات المحلّية للتعامل مع الكارثة. وقال إن استغاثات السكّان لدى الجهات المتخصّصة تقابل بالتعبير عن مشاعر الأسف، والتعذّر بانعدام الإمكانيّات الفنية والمخصّصات المالية، لمواجهة غزو الجراد.