شارك العشرات من قيادات وعناصر "الحراك الجنوبي" في وقفة احتجاجية في مدينة المكلا، ضدّ السلطة المحلّية في المحافظة. الوقفة التي نظّمها "الحراك" لأوّل مرّة، بعد خروج تنظيم "القاعدة" من المدينة قبل ستّة أشهر، شكّل قوامها شباب "الحراك" والقوى الثورة الجنوبية، وردّدت خلالها شعارات ندّدت بما وصفته "الإجراءات الأحادية" التي اتّخذتها السلطة المحلّية في الآونة الأخيرة، لا سيما التعيينات التي "تجاهلت الحراك الجنوبي"، كما يعتبرون أنها "تنكّرت لمشاركة عناصرهم في تحرير المكلا من القاعدة". ورفعت، خلال الوقفة، أعلام دولة الجنوب السابقة، جنباً إلى جنب مع أعلام المملكة العربية السعودية، والإمارات، في خطوة تشي بأن المنظّمين أرادوا من خلالها التأكيد على أن خلافهم بات مع السلطة المحلّية، حصراً، وأن موقفهم ليس موجّهاً ضدّ "التحالف"، أو "قوّات النخبة الحضرمية". أمين عام مجلس "الحراك الجنوبي" في محافظة حضرموت، عوض بن جميل، أكّد، ل"العربي"، أن الوقفة نظّمت بعد تأكّدهم من "استقدام مدرّبين ومتدرّبين إلى حضرموت من صنعاء، عاصمة دولة الاحتلال، ومأرب"، مشيراً إلى أن الشكوك تحوم حول الدورة، التي "يقال عنها صحّية، ولا نعلم حقيقتها، حيث تمّ إجراؤها في ظلّ تعتيم إعلامي". ورأى بن جميل أن خطورتها تكمن في أن "حضرموت، والجنوب، لا زالت تعيش أجواء الحرب وتداعياتها". وأضاف بن جميل "نحن على مدى أربعة أشهر، ومنذ تحرير المكلا من القوى الإرهابية بجهود النخبة الحضرمية والتحالف... في حالة ضبط النفس، ومحاولة تجنّب الصدام مع السلطة المحلّية، وهي ممثّلة للشرعية اليمنية، حتّى لا نعطي ذريعة للأعداء"، متّهماً "رأس سلطة المحافظة بارتكاب تجاوزات أعادت إنتاج الاحتلال، وتسعى إلى فرض نظام الأقلمة اليمنية وفق مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية". ورأى بن جميل أن تعيينات السلطة تسهم أيضاً في "إعادة تدوير مخلّفات النظام السابق، وتمكينهم من الوظائف الأمنية والمدنية، والشركات النفطية". محذّراً من أن "شوؤن المحافظة تدار بعقلية السلطة المطلقة، والتي تقود حتماً لمفسدة مطلقة". كما أكّد مشاركون في الوقفة أن السلطة المحلّية وضعت العراقيل التي تحول دون استيعاب العديد من شباب "المقاومة الجنوبية" في قوّات الأمن و"النخبة الحضرمية"، داعين السلطة إلى "مراجعة حساباتها". وأعلن المشاركون عن استعدادهم لمواصلة "التصعيد حتّى تحقيق الهدف الاستراتيجي، المتمثّل بالتحرير والاستقلال". واوضح مصدر طبي ، أن "الدورة الطبّية في المكلا نفّذتها مؤسّسة بناء للتنمية، بتمويل من منظّمة اليونسف، وتهدف إلى تدريب 20 مشاركاً من العاملين في مجال الرعاية التكاملية للأطفال، بمديريتي حريب بيحان والعبدية، بمحافظة مأرب". وأشار المصدر إلى أن الدورة تقام في "مستشفى المكلا للأمومة والطفولة" نظراً "لتوفّر المعدّات والأجهزة المستخدمة في التدريب، ومن المقرّر أن تستمرّ 12 يوماً". هجمة مضادّة شنّها نشطاء مستقلّون على الحملة، وأطلقت خلالها سهام التخوين والتشكيك بالمشاركين فيها، حدّ اتّهامهم بأنهم "يتبعون أجندة خارجية لا تريد الخير لحضرموت". وتساءل مدحت باوجيه "أين كان من شاركوا في الوقفة عندما كانت المكلا تحت قبضة القاعدة؟"، وأضافت، ل"العربي"، "الآن يتحدّثون عن مأرب التي قدّمت لحضرموت دعماً، وأمدّتها بالغاز المنزلي، وأيضاً بقواطر المازوت، عندما تعثّر وصولها إلى ميناء المكلا".