لم يك مقاومو الجنوب المقاتلين بجبهات البطولة يعلمون المكافأة المرة التي سوف يكافئون بها إذا ما اصيبوا أو أسروا وهم يذودون عن حياض العزة والشرف بجبهات القتال المتعددة . هناك من اصيب واسر ومازال يقبع بين قضبان المليشيات يتجرع غصص الألم والقهر ليس مما يعانيه من سجانيه الظلمة الذين عرفوا بظلمهم منذ نشأتهم بكهوف مران صعدة ,ولكن القهر والألم الذي يفت بأكبادهم الظمأء هو تنصل سلطات المحافظات المحررة التابعة للشرعية وقيادات المقاومة والجبهات الرافعين لشعارات الوطنية والتضحية كما يقولون , بعد ان تناسوهم تماما وصار كل محافظ او قائد يتفاوض عن مقرب منه او ابن منطقته فقط ضاربا بكل الشعارات الرنانة عرض الحائط, بل وبالضمير الإنساني الجمعي الذي يتحتم على هؤلاء المسؤولين والمقاومين ان يقدموا واجباتهم تجاه الاسرى والجرحى في نفس الوقت .. لايسعنا أن نتحدث عن العشرات من الحالات المتشابهة القابعة في غياهب سجون وزنازن الحوثي بمناطق اليمن المختلفة ولكن يجدر بنا الوقوف عند نموذج واحد كدليل على وجود أمثاله من المنسيين والمهملين دون ادنى نظر من لجان الأسرى وتزكيات القادة الميامين بدون تفرقة مناطقية ظهروا بها منذ أكثر من عامين تقريبا. . الأسير الجريح المقاوم علي محمداحمد البيشي 40 عاماً من ابناء جبل عواس الازارق الضالع أحد هؤلاء المغيبين بين ألم الإصابة وألم القيود..وبين لفافات الجبص والبلاتين وسط اربعة حيطان مع آخرين في زنارين السجن المركزي بصنعاء ، يعيش أوضاعا مزرية للغاية وصفتها احدى المنظمات الحقوقية ب"الصعبة للغاية وغير الإنسانية". الشيخ محسن الجرنت اخو الأسير الجريح البيشي يصف مايحدث لأخيه بالكارثة الإنسانية خاصة وهو اسر بعد اصابته بجبهة كرش الامر الذي ادى الى تفاقم الاصابة وتحولها إلى اعاقة قد تلازمه مدى العمر -لاقدر الله - كل هذا نتيجة مايحدث من تعذيب وإهمال حتى تعفن جراحه ناهيك عما يلاقونه من تغييب وحرمان في المعتقل . مشيرا إلى ان اخاه ضحية مناطقية قيادات جنوبية تتسابق على المنصب متجاوزة كل التضحيات والدماء التي أريقت في سبيل الحرية والتحرير والشرعية بعد ان تركتهم يصارعون الألم والموت في زنازين مليشيات الحوثي بل تنكرت لهم ولأطفالهم وأسرهم ولم تجرؤ هذه القيادات ان تسأل عن حالهم او عن حال أسرهم واطفالهم لتواسيهم على اقل تقدير. الشيخ محسن الجرنت ولأنه اخ الجريح والاسير علي محمد البيشي ظل متنقلا من مكتب لآخر ومن قيادي لغيره لعله يجد من يبادر بفكرة تبادل اسرى حتى وصل به الأمر لأن يظفر برسالة توجيهية من محافظ عدن إلى محافظ الضالع الجعدي للتفاوض مع القائد الحراكي خالد مسعد بغرض مبادلتهم بأسير حوثي لديه بحسب اشتراط الحوثيين على لجنة وساطة بين الطرفين اضافة لمعتقل حوثي طالب به الحوثيين بعدن لدى التحالف في معسكر طارق, لم يستجيبوا بمبادلته رغم توجيهات محافظ عيدروس الزبيدي, وبحسب الجرنت وصل إلى الضالع يحدوه الأمل بعمل اللازم من قبل محافظها الجعدي ليقابل بصورة غير لائقة من المحافظ الاشتراكي وبنظرة استعلا غير انسانية, بل ارغى وازبد في وجهه سبا وشتما كسجيه لااخلاقيه عرف بها المحافظ كما يقول الشيخ الجرنت , لييخرج نادبا حضه من مكتب كان يراهن عليه كثيرا ولو بأدنى مايقدر عليه المحافظ المتربع على كرسي المحافظة . وطالب الشيخ الجرنت عبر "عدن بوست " المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة والمقاومة الشريفة بالنظر لمعاناة اخيه الاسير الجريح الذي يقبع في المعتقل الحوثي منذ اكثر من عام ونصف مع ان غيره من الأسرى تم مبادلتهم بأسرى حوثيين على الرغم من مدة اعتقالهم الضئيلة جدا لكن كان هناك من يقف معهم ويزكيهم بفرز مناطقي وجهوي مخيف ..