تواصل مليشيا الحوثي استهدافها للعملية التعليمية في البلاد، بعد أن حولت المدارس في مناطق سيطرتها إلى ثكنات طائفية وعسكرية لخدمة مشروعها السلالي على الطريقة الإيرانية.. أطفال عدة تركوا المدارس وذهبوا إلى الجبهات للقتال في صفوف الحوثيين عبر حملات استقطاب واسعة وفي ظل صعوبة مواصلة التعليم، إذ تدهورت الحالة المادية للعائلات وانقطعت رواتب المدرسين بفعل الانقلاب، وأصبحت الجبهات أو التسول خير سبيل. "رضوان" في الرابعة عشرة من عمره ترك المدرسة وغادر برفقة حوثيين دون علم والديه إذ وجد ذلك فرصة لإشباع نهمه للقتال بعد أن أشعلت الزوامل الحوثية والمحاضرات الحماسة في عروقه كما يقول والده متحدثا ل"أخبار اليوم".. • ملشنة التعليم.. وفي سياق استهداف الحوثيين للعملية التعليمية، كشفت مصادر في وزارة التربية والتعليم، استكمال مليشيا الانقلاب الحوثي كافة الإجراءات لملشنة التعليم إدارة ومدرسين ومناهج ليكون العام الدراسي الجديد عاماً لتكريس الفكر الطائفي الحوثي علي مستوي المدارس في مختلف المحافظات التي ما تزال تحت قبضة الميليشيا. وأفادت المصادر أن وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين يحيي الحوثي (شقيق زعيم المتمردين) أبلغ مدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس في أمانة العاصمة بطبيعة التوجهات للعام الدراسي الجديد والحرص الذي تبديه القيادة الحوثية لجعل العملية التعليمية والمنهج المدرسي امتداداً لما يسمونه "المسيرة القرآنية"، في إشارة للصفة التي يزعم الحوثيون أنهم ينتهجونها لجماعتهم وفقا ل"نيوزيمن". • استبعاد دروس.. وفي حين ألمح الوزير الحوثي إلى أن توجهات الحوثيين كانت تستهدف إجراء تغيير شامل للمناهج، لكنه أفاد بأنه استقر الرأي الأخير علي استبعاد العديد من الدروس، وإضافة دروس بديلة وإدخال تعديلات علي البعض الآخر. وأشار إلى أن بدء تدريس المناهج المعدلة سيكون خلال العام الدراسي الجديد ويترافق مع تكريس الأنشطة المدرسية والإذاعة المدرسية ومحاضرات للترويج لفكر زعيم الحوثيين (حسين الحوثي) -وهو الفكر الطائفي الضال والمنحرف المستورد من حوزة قم الإيرانية- وكذا حث النشء والشباب علي إسناد (الجيش واللجان الشعبية) -أي ميليشيا الانقلاب- في مواجهة ما يسمونه "العدوان". وكشف يحيي الحوثي، أن هذه التعديلات للمنهج المدرسي وربط العملية التعليمية ب "المسيرة الحوثية" كان يفترض البدء بها من العام 2016 لولا عراقيل واجهتها قيادة الحوثي وخصوصاً اعتراضات من حليفهم المؤتمر الشعبي العام وزعيمه –الشهيد/ علي عبدالله صالح الذي غدر به الحوثيين في 4 ديسمبر الماضي بعد أن فض التحالف معهم ودعا للانتفاضة ضدهم في ضوء جملة من الخلافات وكان تعديل المناهج التعليمة إحدي النقاط مثار تلك الخلافات. • حوثنة التعليم.. وأبلغ الوزير الحوثي مدراء المدارس أنه سيتم- خلال العام الدراسي الجديد- صرف راتب شهري بواقع خمسين دولاراً لكل مدرس ملتزم بالتدريس بموجب دعم ستحصل عليه وزارة التربية من منظمات تابعة للأمم المتحدة.. لكنه في ذات الوقت وجه تحذيرات شديدة اللهجة لمدراء المدارس ولكل المدرسين من أي تخاذل أو محاولة لعدم تدريس المنهج المعدل، وحث الجميع علي التفاعل بإيجابية مع النشاطات الحوثية والسعي لاستقطاب الطلاب للجبهات ليضمنوا البقاء في سلك التربية، ما لم سيتم فصلهم والاستغناء عنهم باعتبار أن من لا يقوم بواجبه في مساندة الحوثيين لمواجهة ما يصنفوهم بالمندسين والدواعش والمرتزقة. وجاء هذا اللقاء بعد أن قامت قيادة المليشيا الحوثية في وزارة التربية ومكتب التربية بأمانة العاصمة بتغيير مدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس الحكومية في مختلف المناطق التعليمية بأمانة العاصمة بآخرين من المنحدرين من السلالة الهاشمية ومن الموالين للحوثيين في إطار عملية "حوثنة التعليم". وتعيد الصحيفة نشر صورتين لقرارين تضمنا تغيير 36 مدير مدرسة في منطقتين تعليميتين (السبعين والثورة)، بينما لم يتمكن من الحصول علي صور قرارات التغيير في بقية المناطق. ويتضمن القرار الأول الذي أصدرته القيادة الحوثية لمكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، برقم ( 417) لسنة 2018، تدوير 24 شخصا من مدراء مدارس منطقة السبعين بآخرين أغلبهم من الموالين لمليشيات الحوثي. فيما تضمن القرار الإداري رقم (408) بتدوير وتغيير 12 من مدراء مدارس منطقة الثورة بآخرين من العناصر الحوثية والموالين لها. وتزامنت هذه التغييرات مع إجراء دورات طائفية لمدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس الحكومية بأمانة العاصمة استمرت لمدة أسبوع، وكرست لإلقاء محاضرات طائفية ومذهبية تروج للفكر الحوثي الضال والمنحرف ولتكفير بقية المذاهب. وشارك في إلقاء المحاضرات قيادات بارزة في ميليشيا الانقلاب من بينها المشرف الحوثي البارز في أمانة العاصمة خالد المداني، الذي أكد أن من يعتقد أن مشروع الحوثيين سينتهي في اليمن، إنما هو واهم أو جاهل، كون مشروعهم عالمياً، ولا يمكنه أن يتوقف، حد زعمه.