في الوقت الذي استبشر فيه اليمنيون من خلو بلدهم من أي إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، عقب تشافي لحالة الوحيدة المصابة المسجلة بمدينة الشحر في محافظة حضرموتجنوب شرقي اليمن. أعلنت الحكومة الشرعية، الأربعاء، تسجيل 5 إصابات بفيروس كورونا في العاصمة المؤقتة عدنجنوباليمن, وذلك غداة تشكيك أممي في عجز السلطات الصحية بالبلاد عن اكتشاف الوباء حال تفشيه، وبعد يومين من إعلان تعافي المصاب الوحيد الذي سجل سابقا. وذكرت اللجنة في بيان مقتضب لها أنه سيتم الإعلان بذلك رسميا في مؤتمر صحفي لاحقاً.
جاء ذلك في بيان مقتضب للجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر".
وبحسب بيان اللجنة: فقد "تم تسجيل 5 إصابات بكورونا في العاصمة المؤقتة عدن، وسيتم إعلان التفاصيل في مؤتمر صحفي لاحقاً"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي 10 أبريل/نيسان الجاري، رصدت اليمن حالة واحدة بالفيروس، بمحافظة حضرموتجنوب شرقي اليمن، وتم إعلان شفائها، الإثمين.
وجاء التأكيد الحكومي حول الإصابات بالفيروس، بعد يوم من تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن "أوتشا"، حذر فيه من "احتمال انتشار فيروس كورونا دون اكتشافه، أو التخفيف من حدته".
* حظر تجوال شامل على صعيد متصل أعلن مايعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً، فرض حظر التجول الشامل لمدة ثلاثة أيام في مدينة عدن، بدءا من منتصف ليل الأربعاء ولمدة 3 أيام.
كما أقر إغلاق المنافذ البرية مع السماح بدخول المواد الأساسية (المحروقات والسلع الغذائية)، إضافة إلى إقفال أسواق القات (نبتة مخدرة) والمطاعم، والمساجد لمدة أسبوعين.
وكان مايسمى بالانتقالي الجنوبي قد أعلن يوم الأحد الماضي، توليه الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبيةباليمن بما فيها عدن.
وخلال اليومين الماضيين ذكرت مصادر محلية وطبية في العاصمة المؤقتة عدن،انتشار أمراض مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة في مناطق سكنية شهدت أمطارا غزيرة وسيولا، لكن مكتب الصحة في عدن، أكد يوم الثلاثاء، أن تلك الإصابات لا علاقة لها بفيروس كورونا.
* رؤية غير مقنعة في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة الحكومية لمواجهة كورونا، مساء الإثنين الماضي، تعافي المصاب الوحيد الذي سُجِّلَ في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت، في 10 إبريل/ نيسان الجاري، وقالت إن الفحوص على المصاب ومخالطيه أكدت سلامتهم جميعا.
كانت المنظمات الأممية العاملة في اليمن غير مقتنعة بالرواية الحكومية، إذ لم تدرج منظمة الصحة العالمية حالة المصاب المتعافي في خانة المتعافين في تقريرها اليومي الخاص بالشرق الأوسط، رغم مرور 30 ساعة على إعلان تعافيه.
وأعربت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك، عن "مخاوف بالغة" من وجود وإمكانية الانتشار السريع للفيروس في اليمن.
من جانبها قالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، في بيان: "حذّرنا منذ أول إصابة من أن الفيروس موجود في اليمن، وقد ينتشر بسرعة، العوامل كلها موجودة هنا، فمستويات المناعة منخفضة، وتشهد البلاد مستويات عالية من الضعف الحاد، والنظام الصحي هشّ ومثقل".
وأوضحت المسؤولة الأممية أنه "استناداً إلى أنماط انتقال الفيروس في البلدان الأخرى، وبعد مرور سبعة عشر يوماً من الكشف عن الإصابة الأولى، تحذر الوكالات من أن هناك احتمالاً حقيقياً لأن يكون الفيروس قد انتشر دون أن يُكتشَف، أو أنه يتم التخفيف من حدته داخل المجتمعات المحلية".
في خضم ذلك، قالت وزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية، إنها "تعرب عن قلقها حيال ما أبداه مكتب منسق الأممالمتحدة من مخاوف بشأن تفشي فيروس كورونا في صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون وتكتمهم على هذا الأمر بالغ الخطورة".
* خوف وهلع أدى الإعلان الحكومي بجود 5 حالات مؤكدة بفيروس كورونا إلى هالة من الهلع بين السكان وفي أوساط الطواقم الطبية، في العاصمة المؤقتة عدن.
وذكرت مصادر إعلامية يمنية عن أعلن مستشفى الوالي، أكبر المستشفيات الخاصة العاملة في العاصمة المؤقتة عدن، إغلاق قسم الطوارئ بالمستشفى والإبقاء على الحالات الموجودة فيه فقط ومتابعتها.
وبحسب مذكرة الإغلاق التي وجهتها إدارة المستشفى لوزير الصحة ومحافظ عدن ومدير مكتب الصحة بالمحافظة، واطلع عليها موقع "الموقع بوست" الاخباري، فإن قرار وقف استقبال الحالات المرضية يأتي نتيجة لعدم توفر أدوات السلامة المهنية للطاقم الطبي وكذا عدم وجود خطط واضحة للتعامل مع الحالات المرضية التي تشهدها المدينة.
وأفاد البيان أن طاقم الطوارئ بالمستشفى امتنع عن الحضور اليوم الأربعاء خوفاً على سلامتهم وأسرهم بعد مخالطتهم العديد من حالات الاشتباه بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن المستشفى لا يملك طاقما بديلاً للعمل في قسم الطوارئ.
ولفت إلى أن عمل المستشفى سيقتصر في الوضع الراهن على متابعة الحالات المرقدة لديهم والموجودة في قسم العناية المركزة وباقي أقسام المستشفى حتى تتوفر الحلول المناسبة لإعادة عمل قسم الطوارئ.
وأفادت مصادر عاملة في المستشفى ل"الموقع بوست" أن قرار وقف استقبال الحالات المرضية جاء عقب إصابة شخصين على الأقل من طاقم المستشفى بأمراض معدية جراء تعاملهم مع الحالات المرضية الواصلة للمستشفى.
ولم توضح المصادر طبيعة المرض الذي انتقل لعضوي الطاقم الطبي أو حالتهما الصحية الراهنة.
إغلاق منافذ في موازاة ذلك وجه محافظ محافظة تعز، "نبيل شمسان"، الأربعاء، بإغلاق كافة منافذ المحافظة بعد إعلان اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا تسجيل 5 حالات إصابة بالفيروس في محافظة عدن.
جاء ذلك في مذكرة لمحافظ تعز "شمسان"، موجّهة لقائد محور تعز، "خالد فاضل"، ومدير الشرطة، "منصور الأكحلي"، تقضي بإغلاق منافذ المحافظة باستثناء دخول البضائع والمواد التموينية حتى تستكمل الإجراءات والتدابير الوقائية لمواجهة كورونا.
ويعتمد سكان مدينة تعز وريف جنوب المحافظة على الإمدادات الغذائية والتموينية القادمة من العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج بالإضافة إلى بعض الإمدادات التجارية من منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
* مرض مميت الجدير بالذكر أنه خلال الأيام الماضية تفشت الإشاعات حول مرض مميت في عدن، وتداول ناشطون وأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، تحذيرات من مرض أصاب العشرات في عدن ، داعين إلى سرعة التدخل من وزارة الصحة في الحكومة اليمنية، والمنظمات الإغاثية.
وبحسب تلك المناشدات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام اليمنية، فإن أعراض المرض المنتشر تتشابه مع أعراض فيروس كورونا كوفيد19المستجد.
عمرو قاسم التركي، الذي قال انه أحد الأطباء في عدن كتب يقول "لليوم الرابع نلاحظ انتشار حالات كثيرةً جداً، غير معهودة لالتهاب حاد وشديد في الجهاز التنفسي"، مشيراً إلى أن هناك "خمس حالات وفاة من ضمن التي استقبلناها، منها اثنين منهم اخوة".
وأضاف في منشور على صفحته ب"فيسبوك":" صباح الثلاثاء، استقبلنا حالات كثيرة، غير المعتاد 10 حالات قابلتها بنفسي، كلها تحمل نفس الأعراض(حمى، سعلة، ضيق نفس ..الخ)، توفي 2 منهم والبقية حالتهم خطيرة وبحاجه الى تنفس صناعي".
وتابع انه "ابلغ وزارة الصحة في عدن، الترصد الوبائي، وبعد عدة محاولات للوصول اليهم ومقابلتهم، ابدوا عدم استعدادهم لذلك، ولم يفحصوا اي حالة بسبب عدم القدرة على التعامل مع المرضى، وشحة الإمكانيات".
وأشار إلى أن هناك "ثلاثة أطباء اختصاصيين من زملائه، مرقدين في مستشفيات في عدن مصابين بنفس الأعراض وحالتهم خطرة".
وفي اتجاه موازي أكد مصادر طبية بصنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، أنّ "هناك عدداً من الحالات المؤكدة في مراكز العزل التابعة لسلطات الحوثيين، وخصوصاً في مستشفى زايد"، مشيرة إلى أنّ "وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين تفرض تشديدات عالية على مركز العزل وتتعامل معه كما لو أنه مقر أمني".
ونقل موقع "العربي الجديد" عن المصادر، إنّ "ثمة أكثر من 6 حالات تقول جماعة الحوثي الانقلابية، إنها عالية الاشتباه بفيروس كورونا، وهو تصريح ضبابي لم ينفِ ولم يجزم بوجود الفيروس في صنعاء، وهذا ما يعزز المخاوف من انتقاله أيضاً إلى الطواقم الطبية".
ولا يُعرف السبب وراء عدم إفصاح الجماعة الانقلابية، عن وجود كورونا بمناطق سيطرتها، ويتخوف مراقبون من أن تقوم الجماعة الحوثية، بمحاكاة التجربة الإيرانية التي تكتمت في الأسابيع الأولى عن وجود إصابات قبل أن يحدث الانفجار الكبير.
وتقول الأممالمتحدة إن العجز عن إظهار الحقيقة، يزيد من احتمال حدوث زيادة في الحالات التي قد تطغى بسرعة على القدرات الصحية.
وطالبت منسقة الشؤون الإنسانية ب"إعلام الناس بدقة وسرعة عما يحدث حتى يتمكنوا من القيام بما هو ضروري لحماية أنفسهم وأسرهم"، لافتة إلى أنْ "ليس هناك وقت لنضيعه".
وتشير تصريحات المسؤولة الأممية، بشكل ضمني، إلى تكتم السلطات الصحية اليمنية، سواء في عدن أو صنعاء، عن حقيقة انتشار فيروس كورونا، وإخفاء الإصابات.
وساهمت الطمأنات الحكومية بتراخي الإجراءات الاحترازية داخل المجتمع اليمني بالفعل، ومنذ مطلع شهر رمضان عاودت المساجد فتح أبوابها أمام مرتاديها، وتشهد الأسواق الشعبية والشوارع اكتظاظاً كبيراً دون اتباع أي إجراءات وقائية.
وفي السياق كشف مصدران طبيان وموظف في منظمة الصحة العالمية لموقع "المصدر أونلاين" الإنجليزي عن حالتي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا على الأقل في العاصمة صنعاء.
وكانت مصادر أخرى قالت لموقع ذاته، إن أسرة بكامل أفرادها أخذت للحجر الصحي من قبل مسلحي ميليشيا الحوثي الانقلابية، الذين حاصروا المنزل الواقع في حي السنينة غربي العاصمة، بعدة أطقم وسيارة إسعاف.
وأضافت المصادر أن الأسرة قدمت من العاصمة المؤقتة عدن قبل أيام، مشيرة إلى أنه تم إثبات حالة الإصابة لدى أحد أفراد الأسرة وأخذت إلى الحجر الصحي، فيما يجري البحث عن كل من اختلط بالأسرة.
* تقليص المساعدات ياتي كل ذلك في الوقت الذي أعلن فيه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، تقليص المساعدات المقدمة إلى اليمن حتى النصف، بسبب نقص التمويل.
جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب الأغذية العالمي في اليمن.
وبحسب البيان، فأن "عمليات الأغذية العالمي في اليمن تواجه نقصًا حادًا في التمويل إثر العمل في بيئة بالغة الصعوبة في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات في صنعاء (الحوثي)".
وأضاف أنه "لم يعد أمام البرنامج في الوقت الراهن خيار سوى تقليص المساعدات الغذائية إلى النصف لتفادي توقفها بشكل كامل مستقبلا".
وتابع: "ابتداءً من نهاية إبريل (نيسان) الجاري، ستحصل الأسر على مساعدات غذائية على أشهر متناوبة بدلاً من المساعدات الشهرية".
* أطفال اليمن على المحك وعلى صعيد متصل قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" إن الخطر المحدق بأكثر من 5 ملايين طفل يمني دون الخامسة يتزايد جراء وباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وأضافت المنظمة في بيان أنه "لا تزال البلاد تشهد زيادة في وتيرة هطول الأمطار الغزيرة منذ منتصف أبريل، وأنهمنذ يناير الماضي تم تسجيل أكثر من 110 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في 290 مديرية من إجمالي 331 مديرية في اليمن".
وأشار البيان إلى أن الأطفال دون الخامسة يشكلون ربع تلك الحالات، في الوقت الذي تعاني فيه اليمن تبعات الجائحة العالمية المتمثلة بفيروس كوفيد-19.
وحذرت المنظمة من أن أن خطر تفشي الوباء لا يزال مرتفعاً للغاية، مع أنه لم يبلغ حتى الآن سوى عن حالة واحدة فقط في اليمن. وقالت "سارة بيسلو نيانتي"، الممثل المقيم لليونيسف في اليمن إنه "لا يزال أطفال اليمن عرضة لعدد لا يحصى من المخاطر التي تهدد بقائهم على قيد الحياة".