أفادت مصادر عسكرية بتجدد المواجهات، مساء الثلاثاء، بين قوات الجيش الوطني من جهة، ومليشيات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، من جهة أخرى في محافظة أبين جنوبي اليمن. وقالت المصادر، إن معارك متقطعة لاتزال مستمرة لليوم الثالث، بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الانتقالي، بمحور الطرية وقرية الشيخ سالم بمحافظة أبين، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، بعد تبادل الطرفين القذائف بالمدفعية. وفي ذات الاتجاه دفعت مليشيا مايعرف بالانتقالي الجنوبي الأربعاء، بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى محافظة أبين، بالتزامن مع تصاعد وتيرة المواجهة في مؤشر على تحضيرات لجولة حرب جديدة تسبق استئناف المفاوضات المزمعة في الرياض الأسبوع المقبل.
وتهدد المواجهات بتعثر الآلية السعودية المعلنة في 29 يوليو/تموز الماضي لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية الشرعية ومايسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتضمنت الآلية عدداً من البنود منها «استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي... و خروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة.» كما نص الاتفاق، على تطبيق «اتفاق الرياض» وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكليف رئيس الوزراء اليمني تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً، وفصل قوات الطرفين في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة. إلى ذلك تسعى الرياض للدفع نحو تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض، الذي أثمر حتى الآن عن تأدية محافظ عدن أحمد حامد لملس القسم الجمهوري أمام الرئيس هادي، وتعيين مدير لشرطة عدن، فضلا عن تكليف الدكتور معين عبد الملك بتشكيل الحكومة المرتقبة. ومنذ ثلاثة أشهر تشهد عدة مناطق في محافظة أبين مواجهات مسلحة، بين قوات الجيش ومليشيا الانتقالي التي ترفض تنفيذ الترتيبات العسكرية والامنية لاتفاق الرياض.