دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، المجتمع الدولي لتقديم وديعة مالية للبنك المركزي اليمني على وجه السرعة، لمنع المزيد من الانهيار للاقتصاد اليمني، مؤكدا أن مليشيات الحوثي رفضت جميع مبادرات السلام. وقال وزير الخارجية في كلمة بلادنا التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 76 المنعقدة في نيويورك إن «الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على شعبنا تسببت بكارثة انسانية ومزقت المجتمع اليمني وتسببت في موجات النزوح والتهجير الجماعي والقمع والاخفاء القسري وأعظم حالات الفقر». وأضاف: «لقد مددنا يدنا للسلام مرات ومرات لنجنب شعبنا تلك الويلات والكوارث، وبذلنا كل ما بوسعنا لدعم وتسهيل جهود الأممالمتحدة ومبعوثها السابق الى بلادنا والمبعوثين السابقين من قبله، من اجل انقاذ البلاد والتوصل الى سلام دائم وشامل ينهي الانقلاب والحرب». وتابع: «لكن جميع هذه الجهود مع الآسف قوبلت بالتعنت الكامل من قبل مليشيا الحوثي الارهابية، وداعمهم النظام الإيراني، بل إنها قامت باستغلال ذلك للحشد والتصعيد ومهاجمة المحافظات والمدن، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن». وأوضح وزير الخارجية أن كل ذلك يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه المليشيات، وموقفها من السلام، دون إدراك منها أن السلاح والعنف لن يزرع السلام بل سيولد دورات جديدة من الصراع والحروب التي لن تحصد إلا المزيد من الضحايا والانتقام. وشدد على أن الأمر يستدعي من المجتمع الدولي الاضطلاع بدوره في وضع حداً لهذا الصلف، وانهاء معاناة شعبنا عبر الضغط الفاعل والحاسم على الانقلابين ورعاتهم لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، والتوقف عن الايغال في إراقة الدماء، والتدمير، واتاحة المجال لوصول المساعدات الانسانية لكل اليمنيين. وقال إن «ما ترتكبه المليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن أمر لا يمكن تصوره، فقد قامت يوم السبت 18 سبتمبر بإعدام خارج القانون ل تسعة مواطنين بينهم قاصر، بطريقة وحشية شبيهة لتلك الجرائم التي ترتكبها داعش والقاعدة». وتابع: «تعيش بلادي أوضاعاً اقتصادية وانسانية صعبة منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية الدستورية ومع تدهور الاقتصاد الوطني وانخفاض فرص العمل وتدهور سعر صرف العملة الوطنية تقلص الاقتصاد الوطني بأكثر من 50 بالمائة خلال السنوات السبع الماضية، وبمرور الوقت أصبح ضعف القدرة الشرائية للمواطنين هو الدافع الأكبر لخطر المجاعة التي تهدد ملايين اليمنيين». وقال: «مع ذلك تستمر المليشيات الحوثية في فرض المزيد من الاتاوات والضرائب والجمارك (حتى فيما بين المدن اليمنية) وتسخيرها للمجهود الحربي الأمر الذي أعاق قدرة الحكومة على صرف المرتبات المتوقفة في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات منذ اكثر من 5 أعوام». وطالب ابن مبارك بممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين لتوريد المبالغ المحصلة الى البنك المركزي لدفع رواتب القطاع المدني بانتظام والتوقف عن فرض الجبايات الباهظة تحت مسميات مختلفة مثل المجهود الحربي وتمويل مناسباتها الدينية المتعددة. وأشار إلى أن المليشيا نهبت المبالغ التي تم توريدها الى الحساب الخاص بالمرتبات في البنك المركزي فرع الحديدة تحت اشراف الأممالمتحدة والتي تجاوزت ال60 مليار ريال يمني. كما طالب بدعم جهود تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني ووقف تدهور العملة الوطنية عبر العديد من الاجراءات بما في ذلك مصارفة أموال المساعدات والبرامج والمشاريع المختلفة لكل المنظمات والوكالات العاملة في اليمن عبر البنك المركزي اليمني. ودعا وزير الخارجية إلى دمج الأولويات والاحتياجات الإنمائية في جميع التدخلات الإنسانية للمساعدة في تحقيق التعافي المبكر عبر التركيز على الانشطة الاقتصادية المجتمعية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. ولفت إلى أن الحاجة الماسة إلى حزمة دعم مالي لليمن بما في ذلك وعلى وجه السرعة تقديم وديعة مالية للبنك المركزي اليمني لمنع المزيد من الانهيار للاقتصاد اليمني والعملة الوطنية وتفاقم الأعباء الاقتصادية على المواطن اليمني.