قعطبة إحدى مديريات محافظة الضالع. . كانت ضمن أراضي الشطر الشمالي قبل اعلان الوحدة اليمنية المباركه في 22 / مايو / 90م وكانت تتبع محافظة إب وتقع على خط التماس سابقاً، وعاشت عقوداً من الخوف والحرب والويلات نتيجة موقعها على خط النار سابقاً. تم ضمها في 1998م ضمن إطار محافظة الضالع التي تم إعلانها بقرار لدمج السكان في إطار تكوين الوحدة الجغرافية. ورغم ذلك إلا أنها ما تزال تعيش الحرمان والفوضى والعبث ولم تمنح حتى الآن اهتماماً حقيقياً يتساوى وما ذاقته من ويلات التشطير. وفي هذا الاستطلاع نسلط الضوء على واقع المديرية ونكشف عن حجم الفوضى التي تعيشها في ظل مسؤولين "يخونون وظائفهم" وينسون مهامهم ومواطنين فقدوا الثقة في كل شيء. جحيم الفوضى في جولة سوق القات تنكشف ومن الوهلة الأولى مدى الفوضى التي تعيشها هذه المديرية وتحديداً مركز المديرية. . ففي هذه الجولة تتزاحم فرزات المديريات والمحافظات الأخرى "فرزة بيجوت صنعاء، فرز ة صوالين يريم وذمار، فرزة هيلوكسات دمت، فرزة باصات الجبارة، فرزة باصات وصوالين إب ، فرزة باصات الضالع". . إضافةً لعشرات "الدراجات النارية" وعشرات من الباعة المتجولين. كانت الساعة الحادية عشر صباحاً، وكنت متكئا على كرسي العم سيف "صانع الشاي" المتميز إلى جوار الكثير من زبائنه الباحثين عن الكيف، حركة المرور تختنق وسط تلك العشوائية العبثية وزاد القات وحركة "الموالعة" ازدحاماً يعطل الحركة المرورية والتي تصل إلى ذروتها من الساعة العاشرة وحتى الثانية ظهراً. المجاري تطمر المدينة والقمامة تحاصرها تعد المجاري من أكبر المشاكل التي يعاني منها أبناء قعطبة، حيث تحاصر مياه المجاري الطافحة المنازل وتنفجر ليلا نهاراً في الشوارع الداخلية، وتحاصر مبنى المحكمة وتصل إلى داخل المقبرة ويبقى الخوف من غرق المدينة جراء سيول المجاري. المجاري لم تؤذ الأحياء فقط بل وصل أذاها للأموات حتى صارت معلماً من معالم المدينة. المجلس المحلي بالمديرية أعلن عجزه عن حل المشكلة إذ لم تجدي شيئاً طريقة اعتماد مشروع مجاري إسعافي على حساب موازنة السلطة المحلية. . ورغم ذالك تعثر المشروع بسبب تنصل المقاول والذي مضى عليه أكثر من عام حتى الآن بتكلفة تجاوزت 12 مليون ريال. يبدو أن 12 مليون اعتماد مشروع مجاري إسعافي لانتشال المدينة من الغرق يبدوا أنها غرقت قبل أن تغرق المدينة وأصبح مصيرها مصير ال "7"مليون ريال والتي خصصها محلي المديرية السابق للمشكلة ذاتها. . وأمام غياب الحلول الحقيقية لمشكلة المجاري وفشل مشاريع "الترقيع" الإسعافية تبقى "قعطبة" غارقة في مستنقع المجاري الطافحة وهو ما يجعلها فريسة وباء الأمراض المختلفة. لم تكن المجاري المحارب الوحيد في مدينة قعطبة بل انظم إلى صفوف المجاري أكوام من القمامة المكدسة في الشوارع الداخلية والتي تزين المدينة بالألوان المختلفة ورغم حجم الكارثة إلا أن صندوق النظافة والتحسين اكتفى بتنظيف الشارع العام إلى الشوارع الفرعية !! ولم يحرك ساكناً من القمامة المكدسة في الشوارع الداخلية وجوار المنازل، رغم التزامه بملاحقه جباية رسوم النظافة والتحسين. . فيما لا نظافة ولا تحسين. ها نحن نطرق جرس التحذير من مستقبل "الكارثة البيئية" التي تهدد أبناء قعطبة جراء مستنقعات المجاري وأكوام القمامة، فهل يتحرك المسؤولون والجهات المعنية للقيام بواجباتها المناطة بها قانونياً ودستورا. قعطبة لا تحتاج إلى حملات إعلامية لإنقاذها من كارثة المجاري والقمامة والتي صار السكوت عنها جريمة أمام مواطنين بحت أصواتهم وضاق بهم صبرهم ولكنها تحتاج إلى نظرة مسؤولة تتوجب على المجلس المحلي وذوي الاختصاص. مستشفى السلام يرفع راية السلام هو المستشفى الحكومي الوحيد بمركز المديرية وهو معتمد منذ مطلع الثمانينيات فيما أضيف إليه مطلع التسعينيات عدة غرف، وتم ترميمه قبل ثلاثة أعوام، وإضافة مبنى من طابقين "سكن للأطباء والعمال والإداريين"، إلا أن المستشفى لم يدخل الخدمة إلا بالإسعافات الأولية التي يمكن أن تقدمها "عيادة خاصة" وبدرجات أعلى كفاءة. أجهزة غير متوفرة، ولا كادر عمل مكتمل،رغم وفرة الموظفين المحسوبين على مكتب الصحة بالمديرية، وتفيد التقارير أن مكتب الصحة يعتمد درجات وظيفية لكنها لم تلتزم بعملها، بل أنها مشغولة بالعمل بعيادات خاصة ومستشفيات أهلية. ورغم محاولات إدارة المستشفى لإخراج المستشفى من وضعه المزري إلا أن محاولتها تبوء بالفشل نتيجة تدخلات مكتب الصحة بالمديرية ومكتب الصحة بالمحافظة، بالإضافة لمشكلة الموازنة التشغيلية والتي تصل شهرياً إلى "200" ألف ريال لا تكفي لتشغيل المستشفى ولا تغطي تكاليف النقدية مثل "الكهرباء والمياه والصيانة والقرطاسية". فيما يرى البعض أن الإدارة إذا وجدت فبالإمكان استغلال المبلغ لإخراج المستشفى من وضعه المتردي وتمكينه من تقديم خدماته للمواطنين الذين يكتوون بجحيم غلاء المستشفيات الخاصة التي تعمل في مباني أشبه "بالمشارح" وعناية صحية متردية وبكادر هم موظفين أصلاً بمكتب الصحة بالمديرية والمحافظة لكنهم يعملون بالقطاع الخاص ولا علاقة لهم بمكتب الصحة إلا عند استلام الراتب. يا ابو زيد ما غزيت كان محلي المديرية قد نجح في الحد من العشوائية لكن إزالة بعض المحلات والطنجات وإحلال باصات وسيارات كفرنات زاد الطين بلة واتسعت فوضى الازدحام وكأنك يا"أبو زيد ما غزيت" هذه الفوضى تتطلب تحركاً فورياً لتنظيم السوق والفرزات فهل من مجيب؟. سوق ضرار هذا المجمع تم تنفيذه قبل سنوات وهو عبارة عن أربعة مباني وسوق مركزي كان قد اتسع للباعة والبساطين ولكن ومع اعتماد سوق سناح المركزي جعل هذا السوق طارداً للمقاوته ثم للباعة وتحولت المحلات إلى سكن للعمال. . فيما انتقل باعة القات ومستأجرو المحلات إلى الشارع العام ، وبإمكان المجلس المحلي والجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة لإعادة باعة القات والخضروات والفواكة وباعة اللحوم والدجاج إلى السوق المركزي الذي تتوفر بجواره مساحة كبيرة تتسع للفرزات والدراجات المزعجة وتخليص الشارع العام من الاختناق المروري وفوضى العشوائية التي تصيب المارين بالصداع. نادي شباب قعطبة هذا النادي بلا أنشطة وليس لوجوده أي جدوى سوى نهب المخصصات المالية المعتمدة للنادي والرياضة، وفعالياته وأنشطته حيث يعتمد على فريق من الموالعة "موالعة القات" وبعض الأحيان يستأجر لاعبين محترفين من خارج المحافظة لكي يمشي اللعب، فيما لم يستفد شباب قعطبة شيئاً من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تقوم إدارة النادي "بسلقها" ، وسنخصص تحقيقاً متكاملاً حول الرياضة والشباب والنادي في حلقات قادمة إن شاء الله.