شيعت جماهير حاشدة وغاضبة في محافظة جنين، بعد ظهر أمس الأربعاء، جثمان الشهيد أحمد محمد لطفي مساد (21 عاما) إلى مثواه الأخير في بلدة برقين جنوب غرب جنين، الذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلي. وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان في جنين بمسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة، حيث حمل المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف، وصولا إلى بلدة برقين مسقط رأس الشهيد، وألقيت نظرة الوداع عليه من قبل ذويه وأحبائه ورفاقه، قبل أن يوارى في ثرى مقبرة البلدة. ودعا المشيعون في كلماتهم إلى مواصلة النضال، ورص الصفوف وإنهاء الانقسام، والتصدي للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني منددين بالصمت العالمي على ما يتعرض له من عمليات تصفية وإعدامات وحملات الاعتقالات. وكان الشهيد مساد أسيرا محررا ارتقى متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في الرأس، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح متوسطة وهم: فتى (16 عاما) برصاصة في القدم، وشاب (19 عاما) برصاصة في الحوض، وإصابة بالقدم واليد لشاب (19 عاما)، بعد اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها واندلاع مواجهات عنيفة، فيما جرى اعتقال ثلاثة شبان. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت فجر أمس الاربعاء، مدينة جنين ومخيمها، وانتشرت في أزقة المخيم ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل. ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان في جنين ومخيمها وقوات الاحتلال، التي أطلقت باتجاههم الأعيرة النارية، ما أدى إلى استشهاد الشاب مساد، وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال اعتقلت من مخيم جنين، كلا من: عاصم جمال أبو الهيجا، ويزن مرعي، ونضال أمين خازم، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها. وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على والدة المعتقل أبو الهيجا، وحطمت محتويات منزله وعاثت فيه فسادا وخرابا. ونعت حركة «الجهاد الإسلامي» الشهيد، مؤكدة أنه ارتقى أثناء تصديه لقوات الاحتلال، وأكدت أن دماء الشهيد أحمد وكل الشهداء، لن تذهب هدراً، وستتحول لعنة تطارد المحتل الجاثم على أرضنا المباركة. وجاء في البيان أن الحركة تؤكد أنها "ستبقى تقدم الغالي والنفيس على طريق الجهاد والمقاومة، ولن نتراجع عن أداء واجبنا المقدس تجاه تحرير أرضنا ومقدساتنا." وطالبت "أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة تصعيد المقاومة بكل أشكالها والتصدي لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، ليعلم أن شعبنا لن يمرر جرائمه هذه دون عقاب". من جانبه أعرب ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أمس الأربعاء، عن رفضه التضييق على المصلين في المسجد الأقصى وأي محاولات تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه. جاء ذلك خلال مباحثات أجراها عاهل الأردن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في إطار زيارة غير معلنة يُجريها الأخير للمملكة، وفق بيان للديوان الملكي.