اليوم/ عبدالحافظ الصمدي شن حزب التحرير هجوماً لاذعاً على من يرفعون شعارات الانفصال أو من يحاولون تجزئة اليمن أو إعادة تقسيمه وإنفصال أجزائه من خلال طرح بعض المصطلحات والمفاهيم التي تمهد لتفكيك البلاد، مثل الفيدرالية وهو أمر محرم في الإسلام حسب تعبيره. حيث سلط الحزب سياط انتقاداته على كل من تستخدمهم السياسة الغربية أدوات لمطامعها ولاستعمارها وتنفيذ أجندتها، وعلى المتهاونين من القوى السياسة حيال ذلك. . وأكد حزب التحرير أن الإضرار بوحدة اليمن لا يرفع الظلم بقدر ما يورث الضعف والتشرذم والمزيد من الانقسام على الأساس العرقي والقبلي، مشدداً على ضرورة التصدي للمخططات الأجنبية الاستعمارية في اليمن والعمل على وحدة الأمة لا تفريقها. في مؤتمره الصحفي الذي عقده الحزب أمس الأول الخميس حول "المشكلة الاقتصادية في اليمن. . أسبابها وعلاجها" أسهب حزب التحرير في تناوله المشاكل والأزمات السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن مشكلة اليمن الاقتصادية ليست في قلة الثروات ولا في زيادة الاستهلاك ولا الاستيراد ولا في فقر البلاد بقدر ما هي فقر في الأفراد وفي سياسة الغرب تجاه اليمن وفي برامج الإصلاح المالية والإدارية التي وضعها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أن النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من أحكام الإسلام الشامل والكامل لمعالجة مشاكل الإنسان بشكل عام والذي لا بد أن يطبق بشكل كامل. وأضاف أن اليمن لم يعرف تاريخ له بوصفه كياناً مستقلاً قبل عام 1918م حيث كان قبل هذا التاريخ جزءاً من المنطقة المحيطة به، وولاية من ولايات دولة الخلافة العثمانية. مؤكداً ناصر اللهبي: أن اليمن ومنذ دخول النظام الرأسمالي تعاني من المشاكل والأزمات والفقر والبطالة وسيطرة المستعمر على إمكانياتها ومقدراتها بالتعاون مع أهل النفوذ والمصالح فيها. وأوضح "التحرير" فرع الحزب في اليمن أن أمريكا، ومنذ أستقر نفوذ الإنجليز في اليمن وحتى اليوم وهي تعمل على زعزعة الوضع القائم وتطبيق نظريتها القديمة الجديدة بأنها وريثة الغرب في مناطق نفوذه وبالتالي يجب أن يستقر نفوذها في اليمن، وأن أمريكا لأجل ذلك صارت تركز على رسائل تهديديه للنظام اليمني وأخرى تدريب للوسط السياسي الصغير الموالي لها، حيث أوكلت أمريكا حليفتها إيران بمهمة رسائل التهديد في دعم حركة التمرد الحوثي التي أصبحت قنبلة موقوته ستنفجر عند اللزوم لها في شمال اليمن وخاصرة السعودية، إذ أن الحوثيين لا يسعون من أجل الاستيلاء على الحكم في اليمن وإنما لكي يكون لهم وضع "قوي وفاعل" في مناطقهم. وفيما يخص رسائل التدريب للوسط السياسي الموالي لأمريكا فهو التحرك المستمر في الجنوب بغرض فصله حيث أن هذا الوسط ناشئ ويجري إعداده بهذه التحركات لتتمكن أمريكا من إدخال نفوذها إلى اليمن. وحول وقف الحرب السادسة في صعدة. . حزب التحرير إنطلق من اعتبار ذلك تسكيناً مؤقتاً في رؤية مفادها أن السياسة الخارجية الغربية اتجهت نحو استثمار تحرك اليمن تجاه القاعدة، إذ أن هذا التحرك لم يكن وليد الصدفة بل كان خارج السياق العام، إذ أن الدولة مشغولة في أزمتين بالشمال والجنوب ليس وضعاً عادياً أن تفتح جبهة ثالثة، لولا أنه عمل سياسي بثوب عسكري موجه من قبل بريطانيا ومقصود. وحسب رؤية الحزب فإن رئيس وزراء بريطانيا في وقت حرج بالنسبة لليمن دعا إلى مؤتمر لندن وذلك لاستثمار تحرك اليمن تجاه القاعدة دولياً لدعم اليمن والوقوف بجانبه ومن ثم إحراج أمريكا للوقوف بجانب اليمن وتخفيف الضغط في الشمال والجنوب، حيث لم يكن أمام أمريكا إلا الموافقة على المؤتمر ولكنها أرادته لإيجاد ركائز لها في اليمن من أجل تقوية الوسط السياسي الموالي لها ولاسيما في المحافظات الجنوبية، وكذا إيجاد حل محسوب لحركة الحوثيين يخفف منها دون أن ينهيها حتى تبقى قابلة للتحرك من جديد عند اللزوم. من جانبه الدكتور/ حمود العودي قال في مداخلة له حول ما يدعو إليه الحزب من إقامة الخلافة الإسلامية بأنه لا يصح أن نأخذ بآليات الأنظمة القديمة ونهمل الآليات الحديثة للأنظمة فيما يمكن أن يكون هنا تداخل بين هذه الآليات.