دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على لبنان, والبدء بمفاوضات دولية لحل الأزمة وإنقاذ الشعب اللبناني من الحرب. واعتبر عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقب اجتماع لهما في مقر المقاطعة برام الله, العنف نتيجة طبيعية في غياب السلام. كما دعا إسرائيل إلى أن تدرك معاناة أكثر من عشرة آلاف أسرة فلسطينية بسبب بقاء أبنائها في السجون الإسرائيلية, بعضهم أمضى أكثر من 30 عاما.من جهتها شددت رايس على أهمية التوصل إلى طريقة تنهي الخلاف في لبنان وقطاع غزة. كما دعت لدعم الحكومة اللبنانية, وتطبيق القرار 1559. وقالت إنها شرحت لعباس ما ستفعله واشنطن بعد مؤتمر روما لإنهاء الأزمة في غزة وتطبيق اتفاقية نوفمبر/تشرين الثاني لدعم الفلسطينيين اقتصاديا والتقليل من اضطهادهم. وأثناء اجتماع رايس وعباس منعت الشرطة الفلسطينية بالقوة مئات المتظاهرين الغاضبين من الوصول إلى مقر الاجتماع بمبنى المقاطعة. ووقع عراك بالأيدي بين المتظاهرين الفلسطينيين ورجال الأمن تطور إلى إلقاء الحجارة باتجاههم, دون إصابات.ونددت تظاهرة أخرى خرجت قبل وصول رايس, بالسياسات الأميركية في المنطقة, وأعرب المتظاهرون عن دعمهم للأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله. وجاب المتظاهرون شوارع رام الله التي أغلقت فيها معظم المحال التجارية تجاوبا مع دعوة للإضراب العام اطلقتها فصائل فلسطينية قبل زيارة الوزيرة الأميركية. وفي السياق قالت رايس في القدس لدى اجتماعها برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت, إن الوقت قد حان لظهور شرق أوسط جديد والتمهيد لسلام دائم في المنطقة.وأضافت رايس في مستهل الاجتماع أن الحل الدائم في المنطقة ينبغي أن يعزز ما وصفتها بقوى السلام والديمقراطية في المنطقة. وقالت إن هناك حاجة لضمان عدم العودة إلى الحالة التي كانت سائدة في السابق. بينما قال أولمرت إن اسرائيل مستمرة في محاربة حزب الله, وهي لن تتردد في اتخاذ تدابير قاسية ضد من يطلقون الصواريخ على إسرائيل, حسب تعبيره. ودعا أولمرت الحكومة اللبنانية لإبعاد نفسها عن حزب الله, لأن ذلك سيسهل جهود إنهاء الحرب, حسب زعمه. ومن بين القضايا الموضوعة على جدول اجتماعات رايس نشر قوة دولية في جنوب لبنان, وإقناع حزب الله بالابتعاد عن الحدود, وإعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين. كما تناولت مباحثات رايس وأولمرت سبل تخفيف معاناة المدنيين في لبنان, خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن نحو خمس سكانه تشردوا بسبب الغارات الإسرائيلية, وأن معظم القتلى هم من المدنيين.ومن المحتمل أن يوافق أولمرت على فكرة واشنطن إقامة ممر إنساني لتوصيل المعونات إلى المحتاجين. وقال أولمرت في هذا الصدد إن إسرائيل تدرك احتياجات المدنيين. وتواجه زيارة رايس للمنطقة جوانب شائكة في الاتفاق على وقف إطلاق النار وشكل الصفقة التي سيجري التوصل لها. وتطالب الحكومة اللبنانية بوقف إطلاق النار أولا, فيما تريد إسرائيل أن يغادر حزب الله منطقة الحدود على الفور وإطلاق سراح الجنديين المخطوفين دون شروط. وتقول إسرائيل إنها قد تقبل نشر قوة دولية لإبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود. هذه الشروط ستكون محور مؤتمر دولي يعقد في رومااليوم الأربعاء. وفي هذه السياق قال وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب إن كلا من الأردن ومصر والسعودية ستطالب خلال المؤتمر بوقف فوري وسريع لإطلاق النار وتعزيز قدرة الحكومة اللبنانية.وقال الخطيب في مؤتمر صحفي بعمان إن هناك تشاورا وتنسيقا مستمرين بين عمان والقاهرة والرياض على كل المستويات, وسيكون هناك طرح عربي واحد بخصوص وقف إطلاق النار ووقف العدوان وتقوية قدرة الحكومة اللبنانية وإسنادها الكامل وإسناد لبنان لبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية. من جهته قال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إن الهدف الرئيسي من مؤتمر روما هو ضمان وقف إطلاق النار في لبنان, وأضاف في مؤتمر صحفي إن هذا المؤتمر يجب أن يعالج المشاكل الأساسية وأولها التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.ويعقد المؤتمر الدولي حول لبنان بمشاركة دول ومنظمات وشخصيات عالمية بينها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية. وقد وصل أنان أمس إلى روما على متن طائرة حطت في مطار تشيامبينو العسكري, فيما ستلحق رايس به بعد أن تنهي زيارتها لفلسطين. وقال أنان لدى مغادرته نيويورك "المهم هو أن نغادر روما بإستراتيجية ملموسة"، مشيرا إلى أن المباحثات ستتناول "وقفا لإطلاق النار وموضوع القوة الدولية التي يجب نشرها في جنوب" لبنان.وسيشارك في مؤتمر روما 13 بلدا وثلاث منظمات دولية هي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. وسيرأس المؤتمر كل من وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما ونظيرته الأميركية رايس.