سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ظل ارتفاع أسعار البيض إلى الضعف ونفش الدواجن ريشها أمام المستهلك بعد ان قصقصها «انفلونزا الطيور»..المواطنون يعزفون عن الشراء والتجارة تفتح باب الاستيراد ولا تستبعد وجود التعويض
في الوقت الذي تشهد فيه الاسواق المحلية ارتفاعاً كبيراً في اسعار الدواجن والبيض بمقدار يصل إلى الضعف رغم توفر هاتين السلعتين في الاسواق، وهو الامر الذي يجعل جشع التجار في مسألة ارتفاع الاسعار وارداً بالاضافة إلى بغية العاملين في هذا المجال تعويض الخسائر التي لحقت بهم اثناء فترة انتشار مرض انفلونزا الطيور من خلال رفع اسعار الدواجن والبيض في ايام شهر رمضان المبارك الذي يرى فيه التجار موسماً لرفع اسعار سلعهم نتيجة للحركة الاقتصادية التي تدب في هذا الشهر الفضيل. وفي هذا السياق ارجع الدكتور خالد راجح شيخ -وزير الصناعة والتجارة ارتفاع اسعار الدجاج والبيض إلى عديد منالعوامل حيث قال في تصريحه ل«أخبار اليوم» مساء امس: المزارعون كلهم خافوا من اي ضربة تلحق بهم ضرراً فخفضوا انتاج الدواجن والبيض خوفاً من الخسارة وكانوا يطالبون بتعويضات بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، ووصل الامر لدى البعض إلى انه اقفل مزرعته فكان منا ان عوضنا بزيادة الدجاج من الخارج ففتحنا استيراد البيض والدجاج، لكن للأسف اسعار البيض في الخارج اعلى من عندنا لذلك لا يوجد حماس عند الاستيراد من سوق اغلى إلى سوق ارخص، هم سيرفعون انتاجهم من جديد وبتدرج، موضحاً بأن الاقتصاد كالبالون اذا تم ضبطه من مكان تفاجئ بانتفاخه من مكان اخر، لذا يلزم اخذ هذه المسائل بصورة متكاملة، واكد انه اذا تم الضغط وفرض السعر سيقف المنتجون عن الانتاج، واضاف بأن الوزارة تشجع الانتاج لتغطية احتياجات السوق، منوهاً إلى انه من الصعب ان يتم مراعاة المستهلك أو محابات فيما يخص الانتاج المحلي، إلا في حالة وجود احتكار، خصوصاً من قبل مزارعي الخضار والفواكه، وقال شيخ: نحن نحاول ان نعالج مشاكل السوق وآلية السوق بالاغراء وتشجيع الانتاج، وهذه الحلول نستخدمها في حالة الاحتكار، اذا وجدناها هي السبب نحاول قدر الامكان ان كسبها بفتح تراخيص، ومن هنا من منبر صحيفة «أخبار اليوم» الكبيرة ادعو كل من يريد ان يقوم بالاستيراد لاي سلعة فنحن نعطيه كل التسهيلات والتراخيص سواء في اللحوم أو في الدواجن أو في القمح أو في اي سلعة ونحن نسهل له المهمة، مؤكداً ان المشكلة الحاصلة في رمضان في السوق المحلية ليست في اليمن فحسب وانما في كل الاسواق العربية وقد نكون نحن احسن حالاً من الدول التي عملت معالجات وغيرها، مشيراً إلى وجود دول عندها ضعف شديد في رمضان في الاستهلاك للسلع بشكل كبير والعرض اقل ولذلك زيادة الاسعار. وحول ما اذا كان هذا الارتفاع يعود إلى ارادة لدى التجار لتعويض الخسائر التي لحقت بهم جراء انفلونزا الطيور قال وزير الصناعة: هذا السيناريو غير مستبعد لكن ضع نفسك في موقف مثل هذا اذا قمنا بفرض اسعار جديدة نخشى ان نؤثر على العرض، لذلك لم تتغير كثيراً والبيض سمحنا باستيراده وحتى الدجاج الحي سمحنا باستيراده. وعن الضمانات التي يجب ان تتوفر للمواطنين للعيش في حياة كريمة قال «شيخ»: نحن مواطنون في النهاية ونحاول قدر الامكان ان نوازن بين مصالح المستهلك ومصلح المنتج، انا قد امارس ضغطاً على المستورد اذا كنت اشعر ان هناك فروقات سعرية ما بين الاسواق الخارجية والسوق الداخلية، لكن في الداخل لابد ان توازنها موازنة في سعر كلف وهناك عرض وطلب، نحن معنيون بالسوق، لكن الاخوان في الزراعة معنيون بالعرض بالانتاج فعملنا معهم على تشجيع الاخوان مزراعي الدواجن لزيادة الانتاج للدواجن، طبعاً وعدونا واعطونا خبراً واضحاً وان شاء الله يصدقوا في انهم وحتى نهاية العام يستطيعون ان يستعيدوا التوازن وهو ما دفعنا إلى فتح باب الاستيراد وهم يدركون ان فتح الاستيراد يعني ان الاسعار ليست متكافئة، وبتالي سنستورد باسعار مرتفعة وسنبيع باسعار مرتفعة، نحن سمحنا في واضح الامر بأن اول شيء تتوفر السلعة ثم نعمل الضوابط للسعر عملاً بالقاعدة الاساسية للسعر اذا العرض قليل والطلب مرتفع فالاسعار ترتفع، واكد انهم في التجارة والزراعة قد عقدوا اكثر من اجتماع مع المنتجين، منوهاً إلى انه من الطبيعي ان يزيد الاستهلاك في رمضان بمعدلات كبيرة ليس في اليمن فقط، موضحاً بأن الزيادة في الاستهلاك يعد مؤشراً من مؤشرات الانتعاش الاقتصادي لانه عندما تستهلك اكثر معنى ذلك ان المنتجين ينتجون اكثر ومعنى ذلك انك تشغّل عمالاً اكثر وان هناك اناس يكون عندهم دخل اكثر-حد وصفه. مرجعاً ارتفاع اسعار البيض المحلي والدواجن إلى امرين الاول ان الاسعار لازالت تحت تأثير الزيادة بسعر الصرف وما تبعها من اجراءات وهو ما دفع المزارعين خوفاً وهرباً من الخسائر إلى تخفيض انتاجهم، والامر الثاني هو ارتفاع الطلب الداخلي، ودعا «شيخ» رجال الاعمال إلى ان يدخلوا وكذلك الصغار والمتوسطين في هذا المجال لكي تظل العملية واقفة عند مجموعة تقليدية شريطة الالتزام بالمواصفات، واشار إلى ان التنافس هو الذي يخدم المستهلك لانه عندما يكون العرض كبيراً يجبر التجار ان يبيعوا بأسعار عقلانية وهو امر يحافظ على ان المنتج لا يعزف عن الانتاج ويحافظ على ان المستهلك يكون في اريحية ويضمن انه في حالة التنافس ولا احد يمارس عليه احتكار.