اعتبر الحزب الاشتراكي اليمني اعدام الرئيس العراقي صدام حسين بالطريقة الهمجية التي تم بها وما رافقه من مظاهر التعصب الطائفي والكراهية وروح الانتقام وسيطرة الاحتلال على العراق، بأنها تمثل جميعها صورة للتخبط وانعدام الرؤية والنكوص عن مقارعة الاستبداد بالانحياز لقيم الحرية والعدالة والمواطنة، ونبذ التعصب الطائفي والعرقي التي كان يعول عليها في تخليص العراقيين من كابوس الظلم وإنصافهم مما حاق بهم من استبداد. واكد الاشتراكي اليمني ان التمادي في الكراهية بين الفرقاء السياسيين بتغذية الانقسام الطائفي على النحو الذي يعبر عنه بسفك الدماء بتلك الصورة البشعة والمأساوية التي يجري فيها تحويل العراق إلى بؤرة عنف اعمى لا ينتج غير الموت والقتل والاعدامات، ودعا الحزب الفرقاء العراقيين للعودة لطاولة الحوار للبحث عن مخرج لوضع العراق بروح التسامح وعلى قاعدة المصالحة الوطنية والديمقراطية واحترام الآخر وانهاء الاحتلال، وذلك وحده كفيل باعادة العراق إلى المكانة اللائقة به لخدمة ابنائه المتطلعين إلى الحرية والتقدم والاستقرار والمواطنة المتساوية، وخدمة اقليمه باشاعة الامن والاستقرار، وخدمة امنة بالتصدي لكل التحديات القومية التي تواجهها وعلى رأسها مشروع الاحتلال الصهيوني التوسعي لفلسطينالمحتلة. من جهة التنظيم الوحدوي الناصري وعلى لسان امينه العام سلطان العتواني قال: ان الرئىس العراقي الراحل صدام حسين دخل التاريخ كقائد رافض للاحتلال ومقاوم حتى الشهادة، واعتبر اعدامه رسالة اميركية للحكام العرب تهدد مصائر حياتهم إذ خالفوها، مؤكداً ان اعدام صدام ليس نهاية ما يريده الاميركان وانما بداية المقاومة والتحرر ويقرب رحيل الاحتلال، واتهم الانظمة والحكام العرب بالتواطؤ حد الثمالة -حسب وصفه - ابتداء من احتلال العراق وانتهاء بما جرى لصدام حسين، معتبراً ذلك تواطؤاً ضد امتهم ودينهم وشعوبهم. واعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي -قطر اليمن- اعدام صدام حسين اغتيالاً سياسياً منافياً لكل القيم السماوية والقوانين الوضعية، ورأى في اعدامه حافزاً لكل أبناء الامة العربية والاسلامية قوياً للتماسك والصمود ورفع وتيرة النضال لمقاومة الاحتلال، وندد الحزب في بيان بالاعدام، واعتبر يوم الاغتيال يوم عرس للشهيد. ودعا بعث اليمن إلى دعم المقاومة في فلسطين والعراق مادياً ومعنوياً باعتبارها الخيار الوحيد لتحرير الارض واعادة الحقوق المغتصبة وتصعيد الاحتجاجات الشعبية والجماهيرية من خلال المسيرات والندوات المنددة بالعمل الاجرامي وفضح السياسة الاميركية في المنطقة. ومن جهتها الفعاليات الشعبية الاخرى لم تكن بعيدة عن الحدث وإلى جانب مجالس العزاء في العديد من المحافظات، فقد اقيم بمديرية دمت بمحافظة الضالع ندوة سياسية بعنوان «صدام حسين.. الحاضر الغائب» قال فيها الدكتور علي الطارق بأن اعدام صدام تكريماً له وليس اهانة واذلالاً، معتبراً ان اعدامه في يوم العيد دلالة واضحة على الحقد الصهيوني والاميركي على العرب والمسلمين. وتتواصل تنديدات كبرى الاحزاب اليمنية باعدام الرئيس العراقي صدام حسين باستثناء المؤتمر الشعبي «الحاكم» والتجمع اليمني للاصلاح «المعارض» رغم موقف اليمن الرسمي الرافض للاعدام والذي اعلن في رسالة لرئيس الحكومة عبدالقادر باجمال- امين عام المؤتمر- موجهة للرئىس الاميركي جورج بوش يطالبه بعدم تنفيذ الحكم، إلا ان المؤتمر الشعبي العام لم يعد بياناً رسمياً مندداً بالاعدام، اما التجمع اليمني للاصلاح باستثناء تصريح رئيس اللجنة العليا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لقناة «الجزيرة» الذي ندد فيه بالاعدام وورد تحت صورته ووظيفته الرسمية وليس الحزبية كرئىس لمجلس النواب فإن الاصلاح لم يصدر بياناً رسمياً يدين فيه اعدام صدام حسين ومازالت اغلب منظمات المجتمع المدني اليمنية تلتزم الصمت حيال ما حدث.