نفى الدكتور هاني السباعي ما تناقلته وسائل الإعلام عن علاقة احمد بسيوني دويدار بتنظيم القاعدة وانه قد رفض انضمام جماعة الجهاد لتنظيم القاعدة عندما انضم الدكتور ايمن الظواهري إلى القاعدة، مضيفاً ان بسيوني قد ترك العمل الجهادي منذ سنوات وهو يعول اسرتين ويريد ان يعيش في اليمن بأمن واستقرار منذ وصوله عام 2001م وعليه حكم بالمؤبد في مصر فلا يمكن ان يعمل اي اثارة ضده. واوضح السباعي في اتصال هاتفي اجرته معه «أخبار اليوم» انه لا يعقل ان يعمل لمصلحة القاعدة وهو يعيش في ظروف سيئة ويعرف انه قد تم ترحيل معظم قيادات جماعة الجهاد الذين كانوا في اليمن إلى مصر. وأضاف السباعي ان بسيوني كان لا يريد ان يفعل لنفسه مشاكل في هذا الوضع وانه يستبعد استبعاداً كاملاً ان يكون لبسيوني اي علاقة بحادث مقتل السياح الاسبان في مأرب الاسبوع الماضي، وقال ان هذا التأكيد يأتي من خلال معرفتي الجيدة بهذا الشخص، اضافة إلى ان بسيوني كان ضد قتل السياح في مصر فلا يمكن ان يكون ضد شيء ويعمله فهذا لا يعقل. ويقول الدكتور السباعي انه من المؤكد ان قوات الامن قد حصلت على معلومات كيدية ضد هذا الشخص الامر الذي ادى إلى مداهمة منزله وقتله، موضحاً انه رجل سياسة اكثر من ان يكون شيئاً آخر. وبخصوص مقاومة بسيوني للسلطات الامنية والقاء قنابل عليهم، يقول الدكتور هاني السباعي ان هذه المقاومة اذا افترضنا بصحتها فانها تأتي بسبب الخوف من الاعتقال والترحيل إلى مصر وما يتم في سجون مصر من تعذيب وحشي، واضاف السباعي في هذا التصريح ان بسيوني كان رجلاً رصيناً وكبيراً في السن حيث يبلغ خمسين عاماً، كما ان جسمه لا يؤهله ان يكون رجل عصابات وكر وفر وان له اولاداً كباراً واسرة وهو يعولهم. وفي سياق التصريح للدكتور السباعي وفي رده عن وجود اسلحة لدى بسيوني، قال: ان السلاح في اليمن متوفر بكثرة والشعب اليمني مسلح ولا مشكلة في وجود سلاح معه. وارف قائلاً :هذا اذا صدقنا الرواية الامنية فمن المعروف ان هناك دوائر امن يبالغون في الموضوع لكي يضبطوا القضية، فاذا وجدوا قطعة سلاح واحدة قالوا انهم وجدوا ترسانة اسلحة وقنابل وغير ذلك وهذه اشياء موجودة لدى اجهزة الامن في كل مكان حتى عند الانجليز والاميركان وهذا معمول به لتخويف الناس، واعتبر السباعي ان هذه الاشياء لا تتوضح إلا في القضاء والتحقيقات. وحول تأكيد شهود عيان ان احمد بسيوني القى قنابل على قوات الامن، كرر الدكتور هاني السباعي ان هذا الأمر لو كان صحيحاً فان سبب ذلك هو خوف بسيوني من الاعتقال والترحيل وهو يعرف ان الكثير من قيادات جماعة الجهاد الذين كانوا في اليمن قد تم ترحيلهم وهم اكثر من «20» شخصاً، حيث وقد كان لبسيوني علاقة مع ابرز المرحلين امثال الدكتور فضل عبدالعزيز امير جماعة الجهاد المصرية والدكتور سيد امام عبدالعزيز، ثم كرر السباعي في هذا التصريح عدم وجود علاقة بين احمد بسيوني وحادث مقتل السياح الاسبان في مأرب، حيث قال: انا اعرف بسيوني كما اعرف نفسي، فهو لا علاقة له بهذا الحادث نهائياً وهو رجل طيب وقد رفض الانضمام للقاعدة فلمن يعمل ولمصلحة من لانه قد اختلف مع الدكتور ايمن الظواهري في مسألة اتحاد القاعدة والجهاد في تنظيم واحد ومن ذلك فلا يعقل ان تكون له اي علاقة بالقاعدة أو الجهاد حالياً. واضاف السباعي انه كان بمقدور بسيوني الذهاب إلى افغانستان ولكنه لم يذهب وفضل ان يعيش متنقلاً بين عدد من الدول إلى ان استقر في اليمن وتزوج بامرأة يمنية وكان يريد ان يعيش في امان واستقرار وقد ترك العمل الجهادي نهائياً. وفي جوابه عن سؤال ل«أخبار اليوم» عن امكانية تغير بسيوني وتغيير افكاره وقناعاته، قال الدكتور هاني السباعي انه متأكد ان بسيوني ومعه مجموعة من قيادات شورى الجهاد المصرية قد تركوا هذه الجماعة بعد اختلافهم مع ايمن الظواهري، مضيفاً انه ومن خلال معرفته العميقة بهذا الشخص يعرف انه لم يتغير ولم يغير قناعاته وانه ليس شاباً مراهقاً يغير افكاره بين عشية وضحاها، بل هو رجل رصين وعاقل وهو مشغول بالحياة ومطالبها واعالة اسرته. وعن وجود قيادات جهادية لديها أسر وأولاد ولكنهم يمارسون هذه الاعمال، قال الدكتور السباعي ان اخبار الترحيل كثيرة فقبل شهر تم ترحيل اسرتين بالكامل وهما اسرة عادل وعوض وبعض اقاربهم وبعدها تم ترحيل اشخاص آخرين لا علاقة لهم بشيء غير انهم مصريون ومتدينون فقط، وهذا ما جعل بسيوني يخاف من الاعتقال والترحيل إلى مصر وما فيها من اعمال تعذيب رهيبة، واكد السباعي في هذا التصريح ان تنظيم القاعدة اصبح شماعة تلقى عليه اي احداث أو جرائم. واوضح ان هذا الكلام تحليل سليم من خلال المعرفة الممتازة بهذا الشخص وانه مظلوم وضحية لوشاية كاذبة وصلت إلى اجهزة الامن، مضيفاً ان بسيوني كان يعرف جيداً ان هذه الاعمال مهما نجحت فلا بد ان يأتي الوقت لتعقب الفاعلين والقبض عليهم. وعن وجود اسلحة لديها اجاب الدكتورالسباعي ان هذه مسألة اخرى كان يمكن ان يحاسب عليها وكيف حصل عليها وتناقش هذه القضية بطريقة ثانية. وفي ختام هذا التصريح الذي ادلى به ل«أخبار اليوم» الدكتور هاني السباعي -رئيس مركز المقريزي للدراسات التاريخية والذي مقره في لندن- قال انه متأكد ان احمد بسيوني ليس له اي علاقة بحادث مأرب ولا بأي حوادث اخرى وانه قد ترك هذه الاعمال منذ سنوات كثيرة. من جانب آخر وفي نفس الموضوع اكدت سلطات الامن ان احمد بسيوني دويدار كان متورطاً بالتخطيط لحادث مأرب الارهابي وانه كان في منزله ادوات تفجير وجوازات سفر مزورة، اضافة إلى انه كان على تواصل دائم مع العديد من قيادات تنظيم القاعدة. احمد بسيوني دويدار الذي قتل الخميس الماضي في عملية مداهمة لقوات الامن لمنزله في احد احياء امانة العاصمة كان يعمل محاسباً في شركة العود للتناوير وهو متزوج من يمنية منذ استقراره في اليمن في اكتوبر 2001م. يذكر ان سلطات الامن ما زالت تتعقب الكثير من المشتبه في تورطهم في حادث مأرب الارهابي الذي حدث الاسبوع الماضي وادى إلى مقتل سياح اسبان ويمنيين وجرح آخرين.