تظاهر مئات البحرينيين أمس أمام سفارة طهران بالمنامة احتجاجا على مقال لرئيس تحرير صحيفة مقرب من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية اعتبر فيها مملكة البحرين جزءا من الأراضي الإيرانية. وردد المتظاهرون -الذين ناهز عددهم نحو 800 من بينهم علماء دين ونواب غالبيتهم من السنة- شعارات مناهضة لإيران. وقال أحد منظمي الاحتجاج إن المظاهرة رسالة لطهران بعدم التعدي على سيادة البحرين، مضيفا أن بلاده دولة عربية مسلمة منذ فجر الإسلام. ونأت السفارة الإيرانية في المنامة بنفسها عن مقال حسين شريعة مداري مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس تحرير صحيفة كيهان المحافظة، قائلة إن وزير الخارجية منوشهر متكي سيعالج الأمر خلال زيارته للمنامة أمس. بدوره قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إن بلاده فضلت التريث قبل تقديم رسالة احتجاج إلى طهران، بانتظار ما ستسفر عنه محادثات متكي. كما ندد مجلس النواب البحريني بمقال مداري. معربا عن أسفه واستيائه مما صدر عن مندوب مرشد الثورة الإيرانية حسين شريعتمداري في صحيفة كيهان الإيرانية بشأن مملكة البحرين. مؤكد ا أن الإدعاءات المذكورة هي مجرد ظنون وتخرصات لا تمت إلي الواقع بصلة، فإنه يؤكد أن شعب البحرين وبكل فئاته قد قال كلمته بشأن عروبة البحرين واستقلالها من خلال لجنة تقصي الحقائق برئاسة موفد الأمين العام للأمم المتحدة وذلك بإشراف دولي. وحيث أن مندوب مرشد الثورة الإيرانية قد أشار في مقاله إلي "أن المطلب الأساسي للشعب البحريني حالياً هو إعادة هذه المحافظة - التي تم فصلها عن إيران - إلي الوطن الأم والأصلي أي إيران" فإن مجلس النواب وهو الممثل المنتخب لشعب البحرين يرفض رفضاً قاطعاً مثل هذا الإدعاء والافتراء أو الحاجة إلي إثبات ولائه لتراب هذا الوطن وإسلامه وعروبته واستقلاله. كما يدعو مجلس النواب حكومة مملكة البحرين إلي التأكد من الموقف الرسمي للحكومة الإيرانية بشأن هذه التصريحات والتحقق من عدم تبنيها لهذا الطرح حفاظاً علي العلاقات القائمة بين البلدين. كما يدعو المجلس الحكومة الإيرانية إلي إعلان موقف رسمي رافض لهذه التصريحات واحترام استقلال دول المنطقة والحفاظ على مقومات السلم فيها. وأبدى النائب في البرلمان البحريني الشيخ جاسم السعيدي امتعاضه الشديد من تصريحات ممثل الثورة الإيرانية في مؤسسة كيهان حسين شريعتمداري والتي صرح فيها بأن البحرين تتبع لجمهورية إيران. وقال السعيدي إن هذا التصريح الخطير لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، بل يجب أن يكون لنا جميعاً في مملكة البحرين حكومة وشعباً موقفا واضحاً من هذه التصريحات الخطيرة التي تمس بالسيادة الوطنية لا نقبل أن تمس من قبل أي كائن كان. وأضاف: إن الأدهى والأمر أن هذه التصريحات لم تصدر من مواطن عادي بل من مسئول كبير في الجمهورية الإيرانية التي عرفت من قبل بأطماعها في البحرين ودول المجلس الخليجي ككل، وفي مقابل ذلك انتهجت حكومتنا الرشيدة النهج المتسامح والقلب الأبيض من أجل أن يكون هناك العلاقات الحميمة والصديقة بين البلدين، إلا أن إيران تثبت يوما بعد يوم النوايا الخبيثة التي تخفيها في جعبتها على البحرين وعلى أهلها وعلى المنطقة أجمع. واستطرد السعيدي بالقول: إننا في مجلس النواب البحريني صوتنا بإجماع المجلس على الامتناع عن المشاركة في أي حرب قد تنشب في المنطقة على الجمهورية الإيرانية وذلك من باب العلاقات التي تربط البلدين، إلا أن الأخيرة لا تبادر مملكتنا بالمثل فترى مسؤوليها يصرحون بتصريحات عدائية تمس الدولة وسيادتها، مما يؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين التي نطالب بأن يتم قطعها مع الجمهورية الإيرانية كون هذا لم يكن أول مرة، بل صدر مرات عدة ومن مسؤولين مختلفين في إيران. وتابع: إننا نطالب الحكومة الرشيدة بسحب السفير البحريني في إيران إضافة إلى طرد السفير الإيراني في مملكة البحرين وعدم ترك هذا الحادث يمر مرور الكرام، بدون اعتذار حكومي رسمي من قبل الجمهورية الإيرانية تؤكد فيه السيادة البحرينية الوطنية، وأن البحرين جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي و العربي و الخليجي. وذكر السعيدي: أننا نؤكد على عروبة البحرين وانتمائها للعالم الإسلامي العربي الخليجي وهي عضو في المنظومة الخليجية التي يجب عليها أن تأخذ موقفا من القضية وأن يكون الموقف موقفا موحدا لجميع دول مجلس التعاون. ودعا السعيدي جميع القطاعات الشعبية والرسمية والجمعيات السياسية والأهلية والصناديق الخيرية وجميع أبناء الوطن إلى التعبير عن الرفض القاطع بالمساس بالسيادة الوطنية والرفض لتصريحات شريعتمداري السخيفة، كما أنه من الواجب على من اعتاد القيام بالمظاهرات اليومية أن يكون هو أول من يقوم بالمظاهرات والاحتجاجات التي تبين السخط الوطني على هذه التصريحات المسيئة للوطن، ولكننا للأسف لم نرَ من هذه الفئة أي صوت تجاه القضية التي تمس الوطن وكرامته، حسب تعبيره. واختتم السعيدي تصريحه بدعوة الجميع إلى التصدي لهذه التصريحات كل حسب مقدرته وكذلك أهمية توضيح الموقف الخليجي والعربي من هذه القضية التي يجب أن لا ندعها تمر مرور الكرام، فالبحرين دولة مستقلة ذات سيادة إسلامية عربية خليجية. في المقابل قال مداري إن مقاله الافتتاحي الذي نشر في التاسع من الشهر الجاري كان يعبر عن وجهة نظره. وأضاف في تصريحات صحفية أنه لم يأخذ ضوءا أخضر من خامنئي قبل نشر الافتتاحية. وقال رئيس تحرير كيهان في مقاله إن البحرين انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين شاه إيران السابق وحكومتي بريطانيا وأميركا. وأضاف أن المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن إيران إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الإسلامية. والبحرين التي يغلب الشيعة على سكانها دولة حليفة للولايات المتحدة، وتستضيف على أراضيها الأسطول الخامس الأميركي الذي عزز قواته بنشر حاملتي طائرات قبالة المياه الإقليمية الإيرانية.