في بادرة خطيرة جداً وخطوة يجب الوقوف عندها بجدية واهتمام منقطع النظير سيما وان هذه الخطوة اقدم عليها احد اذرع الاستخبارات الأميركية، بالإضافة إلى ان هذه الخطوة استهدفت احد المحافظات الجنوبية هي «أبين». يوم أمس قصد مدير المعهد الديمقراطي الأميركي «بيتر ديمتروف» برفقة «سارة فليبس» مديرة برنامج الشباب بالمعهد إلى محافظة ابين ليلتقيا بقيادات احزاب اللقاء المشترك بمدينة زنجبار وخلال اللقاء دعا السيد «بيتر» المشترك إلى استغلال العديد من النقاط لخدمة المشترك، مشيراً إلى ان على المشترك الاستفادة من فشل القيادة اليمنية في التعامل بحكمة مع ادارة موارد البلاد وكذا استغلال أصوات التذمر التي ترتفع في اليمن خاصة تلك التي في الجنوب، مؤكداً عليهم بأن هذه الأصوات ورقة رابحة للمعارضة. وتأتي دعوة «بيتر» في الوقت الذي تتعالى فيه اصوات ودعوات في بعض المحافظات الجنوبية المنادية تارة بحرية تحديد المصير، وتارة بالانفصال، وتارة بالاستفتاء على الوحدة واخرى بقضية الجنوب ومأساة ابناء الجنوب المبطنة وما إلى ذلك من الدعوات التي تمس وتضر بالوحدة الوطنية والنسيج والسلم والأمن الاجتماعيين. الخطوة التي اقدم عليها المعهد الأميركي تعد الخطوة الثانية التي تستخدم فيه الادارة الأميركية لوسائلها وادواتها للضغط على النظام اليمني للقبول بتمرير المصالح الاميركية في المنطقة حيث كانت قناة «الحرة» الأميركية قد ذهبت إلى استخدام المهندس حيدر ابو بكر العطاس كإحدى اوراق الضغط على النظام، الأمر الذي رأى سياسيون بأن تزامن زيارة «بيتر» بعد يوم واحد من تظاهرة المتقاعدين بمحافظة الضالع وما صاحبها من شعارات ودعوات وبعد زيارة نائب رئىس الجمهورية لمحافظة ابين بيوم ايضاً خطوة تثير حولها الكثير من علامات الاستفهام خاصة اذا ما تم التدقيق في النصائح الاميركية التي قدمها السيد «بيتر» لقيادات المشترك في محافظة ابين، مشيرين إلى وصف مدير المعهد الاميركي اصوات التذمر بالجنوب بالورقة الرابحة امر يبعث على القلق ويؤكد وقوف الإدارة الاميركية وراء ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية بشكل أو بآخر خاصة اذا ما تم ربط نصيحة «بيتر» بحديث صحفي للسيد نبيل خوري-نائب السفير الأميركي السابق قبيل نحو اربعة اشهر الذي دعا فيه إلى الإلتفاف نحو المحافظات الجنوبية والشرقية رغم ان حديثه يفترض ان يكون حول ما يدور في محافظة صعدة كون السؤال الذي وجه اليه متعلق بتمرد صعدة. السياسيون الذين تحدثوا ل«أخبار اليوم» مساء أمس اعتبروا ذهاب السيد «ديمتروف» إلى القول بأن ورقة التخويف من تفتيت اليمن لا مبرر لها لأن الرئىس باق هذه المرحلة ولا تشمله الانتخابات- بحسبما ذكره موقع «الصحوة نت»- سعياً منه لاثبات احد امرين اثنين لا ثالث لهما الاول هو اثبات للسلطة بأن من يقف وراء الدعوات الانفصالية واحقية تحديد المصير في هذا التوقيت هي أحزاب اللقاء المشترك وإلا ما الداعي لقول مثل تلك النصيحة لقيادات المشترك وفي محافظة ابين. وأضاف السياسيون أما الأمر الثاني هو ايصال رسالة مبطنة للسلطة والمعارضة مفادها انه لا مجال لطرح مسألة الانفصال في هذا التوقيت وانما يمكن الحديث عنها ودعمها في مرحلة قادمة مع الوضع في الاعتبار بأنه لا يمنع التلويح بها من وقت لآخر.