نفى مدير المعهد الديمقراطي الأميركي (NDI) بيتر ديمتروف" وجود أي معنى لانتخاب المحافظين في ظل غياب الصلاحيات وفي ظل النظام الحالي حيث قال: هذه الانتخابات في ظل هذا النظام تجعل المحافظين مجرد إداريين للسلطة المركزية، مشيراً إلى أن التعديلات الأخيرة التي ذكرت حكماً محلياً واسع الصلاحيات مؤكدة أنها لغة مطاطية عائمة. وتساءل "بيتر ديمتروف" قائلاً: لماذا ينتخب المحافظون ولا يعطون صلاحيات محلية كاملة، معتبراً هذه الانتخابات مجرد اختيار إداريين للحكومة المركزية. واعتبر مدير المعهد الأميركي انتخاب المحافظين بالقرار المتسرع واصفاً الحالة بحالة الطوارئ، مطالباً وزير الإدارة المحلية ووزارته بضرورة وجود إستراتيجية واضحة تحدد طريقة دفع الصلاحيات كلها إلى المستويات المحلية. هذا وكان مدير المعهد الديمقراطي قد تحدث في وقت سابق عن انتخاب المحافظين، مؤكداً فعالية هذه الانتخابات في تقوية دور المجالس المحلية في إدارة الشأن المحلي وتزيد من أهميتها وخاصة إجراء الانتخابات عبر أعضاء المجالس المحلية، الأمر الذي أكده "بيتر ديمتروف" في حديثه "للمؤتمر نت" وأن هذا الإجراء يزيد من الأهمية بدلاً من الانتخاب المباشر من قبل المواطنين. على خلفية الموضوع التقى مدير المعهد الديمقراطي وبوزير الإدارة المحلية وأشاد بمستوى التحضيرات لإجراء انتخابات أمين العاصمة والمحافظين، مؤكداً اتفاقها مع المعايير الدولية. وأضاف: "أن مقاطعة الانتخابات تعطي انطباعاً خاطئاً عمَّن يقاطعها وتعكس عدم وصولهم إلى الرشد السياسي وتؤكد ضعف المقاطع وعدم قدرته على خوض المنافسة الديمقراطية مع الآخرين. الأمر نفسه تحدث عنه مدير المعهد الديمقراطي الأميركي "للصحوة نت" مؤكداً أن المعهد الديمقراطي يتفق مع رأي أحزاب اللقاء المشترك في المقاطعة وأبدى إحساسه بأن أحزاب المشترك ليسوا ضد الانتخابات، مؤكداً أن هذه الخطوة ليست حلاً للأوضاع القائمة. وعلى هذا التناقض رد د/محمد صالح القباطي الناطق الرسمي باسم اللقاء المشترك بأن مدير المعهد الديمقراطي يعيش تناقضاً مع نفسه فمرة يصرح بأنه ضد الانتخابات ومرة أخرى يتحدث أنه مع الانتخابات. وأكد القباطي أن رأي مدير المعهد لا يعني المشترك في شيء، وأن المشترك يصنع رأيه وموقفه بنفسه دون أن يكون لأحد دخل في ذلك. واعتبر مدير المعهد الأميركي تعيين أعضاء اللجنة العليا للانتخابات من القضاة خطأ وخطوة إلى الوراء مشدداً على ضرورة توزيع حصص لكل حزب في اللجنة العليا للانتخابات. وقال إن من الخطأ وصف الاعتصامات نوع من الخيانة، منتقداً تعامل السلطة مع هذه الاعتصامات الذي وصفه بالرد القوي. وأبدى مدير (NDI) في وقت آخر وتناقض آخر استعداد المعهد تقديم كافة المساعدات والدعم الفني للوزارة لإنجاز عملية انتخاب محافظي المحافظات التي اعتبرها خطوة متقدمة وهامة على طريق تعزيز الديمقراطية والانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات. إلى ذلك لم يستغرب عدد من المراقبين السياسيين تناقض "بيتر ديمتروف" في هذه القضية الخاصة بانتخاب المحافظين معتبرين أن أسلوب التعامل بوجهين عند فرقاء العمل السياسي في أي دولة لدى القائمين على هذه المنظمة والمنظمات الأميركية الأخرى التي تعد ومن ضمنها المعهد الديمقراطي الأميركي أحد أذرع أجهزة الاستخبارات الأميركية حيث أن هذه المنظمات لا تعمل في أي دولة تتواجد فيها بحسب ما تزعم "تقريب وجهات النظر" وإنما تعتمد سياسة إثارة الخلافات والنزاعات والشقاق في أوساط النخب السياسية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية من خلال أسلوب الكذب على أحد أطراف العملية السياسية وممارسة الدجل بنفس الوتيرة عند الطرف السياسي الآخر، كون الخلاف بين أطراف العمل السياسي هو الجو الملائم الذي تقتات عليه هذه المنظمات الاستخباراتية. مؤكدين في ختام حديثهم مع "أخبار اليوم" بأن مدير المعهد الديمقراطي الأميركي أثبت من خلال تناقضه هذا بأنه يتمتع بثلاثة وجوه أحدها للحزب الحاكم والثاني لأحزاب المشترك والثالث لمؤسسته الأم وكالة المخابرات الأميركية. داعين في الوقت ذاته كافة أطراف العملية السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى رصد أقاويل وأفعال من يترأسون هذه المنظمات وفي مقدمتهم "بيتر ديمتروف" وستتجلى لهم الرؤيا تماماً حقيقة الثلاثة الأوجه التي يمتاز بها هذا البيتر.