مازالت ردود الفعل متواصلة تجاه دعوة فخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الموجهة لقيادات ورموز معارضة الخارج للعودة إلى البلاد وفي الوقت الذي قوبلت هذه الدعوة تارة ترحيباً والافصاح وتارة بالترحيب والصمت، وأخرى بالتوجس والارتباك. اعتبر الأستاذ /مصطفى بكري- عضو مجلس الشعب المصري رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع» المصرية دعوة جيدة صدرت من رئيس يدرك أهمية المعارضة ويتعامل معها، موضحاً بأن الرئيس/علي عبدالله صالح تميز دائماً بقيم التسامح واحترام الآخر، ولذلك فإن هذه الدعوة يجب تلبيتها فوراً، كون اليمن بحاجة إلى كل أبنائه. وقال بكري في تصريحه ل«أخبار اليوم» الرئيس عندما كرم في احتفال رسمي بعض الأسماء البارزة في اليمن سواءً كانت في الشرط الجنوبي أم الشطر الشمالي آنذاك فإنما كان بالفعل يرد للتاريخ اعتباره واعتقد اننا لا نجد مثل هذه القيم في هذه الأيام، ولذلك فهذه دعوة هدفها بالأساس المصلحة الوطنية. وحول ما اذا كان «بكري» يتفق مع من يرى بأن تلبية هذه الدعوة يجب أن تكون وفق شروط معينة والعودة إلى قرار مجلس الأمن «932» والمشاركة في إدارة شؤون البلاد وفق ما كان قائماً قبل حرب صيف 1994م قال بكري: انا اظن انه لا يتوجب بأي حال من الأحوال ان تكون هناك شروط وشروط مقابلة اعتقد ان دعوة الرئيس اليمني هي دعوة خالصة هدفها بالأساس المصلحة الوطنية ومن هنا يتوجب الاستجابة لهذه الدعوة دون ما شروط معينة كونها، صدرت من شخص أظن واعتقد انه معني كثيراً بمصلحة البلاد، واعتقد في المقابل ان الوطن في حاجة شديدة وكبيرة إلى هذه الجهود بحيث تستطيع بالفعل ان تحقق نوع من أنواع المصالحة السياسية. اما مسألة ان هناك شروطاً أو ان هناك استجابة لقرارات دولية فهذا في تقديري لا يحقق النتيجة المرجوة من وراء ذلك. وعن رؤيته فيما اذا كان ثمة تشابه بين المشهد السياسي الباكستاني والمشهد السياسي اليمني، خاصة وان الرئيس صالح ربط دعوته بعودة بنظير بوتو ونواز شريف، أكد «بكري» ان هناك فرقاً كبيراً كون العودة في باكستان مرتبطة بأجندة معينة والأميركان لعبوا دوراً كبيراً فيها، أما بالنسبة للدعوة لقيادة ورموز المعارضة اليمنية في الخارج فإنه قرار يمني صرف يعبر عن رؤية وطنية ثاقبة واسعة الأفق وذات وعي متقدم وهذا ما يجعل أن هناك فرقاً كبيراً بين العودة الباكستانية والدعوة اليمنية. وأضاف «بكري» فدعوة الرئيس هي المصالحة هنا وتستهدف الانخراط في العملية السياسية وتوحيد الجهود الوطنية من أجل اليمن الواحد الموحد غير مستبعد في الوقت ذاته بأن ترتبط عودة تلك القيادات بتدخل أميركي كون أميركا يهمها ابقاء المشاكل وبعض العناصر في مواجهة الرئيس اليمني وتوجهاته القومية. واعتبر «بكري» في ختام حديثه ل«أخبار اليوم» ان عدم الاستجابة لهذه الدعوة من أي شخص له حس وطني فمن المؤكد ان له اجندة تتعرض مع مصالح اليمن. من جانبه أكد اللواء طلعت مسلم -عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أنه لابد لكل قومي عربي أن يرحب بالخطوة التي اتخذها الرئيس صالح كونها أحد العناصر المهمة في مشروع النهضة العربية، وقال في تصريحه ل«أخبار اليوم» ان الديمقراطية وحقوق الإنسان هي أحد عناصر هذا المشروع ودعوة المعارضة هي دعوة للحوار. وفي نفس الوقت هو وعد بالتأمين والعلاقات الطيبة وهذا كله يبشر بالخير ونرجو ان يؤدي هذا الأمر إلى مزيد من الحوار داخل القوى اليمنية المختلفة والقدرة على حل القضايا بالتعاون فيما بينها من ناحية، ومن ناحية ثانية تفادي اي صراعات يمكن ان تحدث وتؤدي بدورها إلى اهدار القوى اليمنية والقوى القومية ولا تحقق شيئاً لأطراف النزاع ولا للامة كلها. وتمنى اللواء مسلم ان تلقى هذه الدعوة طريقها إلى كثير من القيادات المعارضة في الخارج، مشيراً إلى انه قد توجد قوى لن تستجيب لهذه الدعوة إلا انه تمنى في الوقت ذاته أن يكون عدد تلك القوى قليلاً جداً معتبراً وضع شروط للعودة أمراً غير مناسب كونها ستتنافى مع روح مبادرة الرئيس اليمني، مستدركاً بالقول هذه الدعوة تحتاج إلى نوع من الاتصالات التمهيدية لتحقيق المطلوب ووسائل للتطمين لكن لا نستبق وضع شروط من البداية كون ذلك يعني ان روح الوفاق نفسها ليست متيسرة. وأشار إلى ان من وسائل التطمين كالحماية من اعمال العنف بشكل عام، واسقاط أي تهم سابقة، مضيفاً وهذه ربما تكون جزءاً من المبادرة لانه لا يمكن ان تكون هذه المبادرة خالية من الضمانات. وعلى صعيد متصل قالت الأستاذة/ فريدة النقاش - عضو المؤتمر القومي العربي صاحبة التوجه العلماني معلقة على دعوة رئيس الجمهورية أتمنى ان تكون دعوة حقيقية لمعالجة سياسية شاملة تلتقي فيها كل الاطراف في اليمن وكل القوى السياسية والاجتماعية، معتبرة ان الفرص من هذا الالتقاء للخروج ببرنامج مشترك من شأنه ان يخرج اليمن من الأزمات التي يمر بها، مؤكدة أن قادم الأيام ستثبت مدى جدية هذه المبادرة. وعن الأسباب التي جعلت الأستاذة فريدة تتمنى أن تكون هذه الدعوة حقيقية أشارت النقاش إلى ان التجارب التي مضت كوثيقة العهد والاتفاق بين الرئيس والحزب الاشتراكي والخروج عنها بغير هذه التجارب، الأمر الذي يجعلنا ننظر بحذر لأي دعوة مشابهة حسب تعبير النقاش. وعن توقعها حول قبول هذه الدعوة من عدمه رأت النقاش ان هذا الأمر يخضع لشعور أصحاب الشأن بمدى جدية هذه الدعوة وكل حسب ظروفه وحيثياته لتوقعاته في التعامل مع نظام الحكم ومع هذه الدعوة فوجهت فريدة النقاش دعوة لصاحب الدعوة والمدعوين وكل القوى السياسية والاجتماعية في اليمن قالت ان يتوافق جميع القوى السياسية والاجتماعية على برنامج وطني مشترك وعلى القواسم التي يمكن ان يجتمع حولها الجميع، هو الحلو كون اليمن في ازمة ولأن اليمن تمر بأزمة فيفترض على كل القوى ان تقدم تنازلات لتصل إلى برنامج مشترك فيما بينها، وأتمنى ان تكون هذه الدعوة حقيقية وفي هذه الحالة أتمنى ان يستجيب لها المدعومون.