يوم أمس لم يكن طبيعياً في محافظة الضالع فقد كان خروجاً على المعتاد وانتهاكاً لقداسة الوحدة، وكان من الطبيعي أن تقوم أجهزة الأمن بدورها النضالي في مواجهة الخارجين عن القانون، وبعد الاشتباكات التي خلفت عشرة جرحى من المواطنين وثلاثين من المعتقلين كانوا يشعلون فتيل الحدث. الأجهزة الأمنية لم تقف عاجزة اليدين بل امتدت إلى اعتقال كل مخرب أو كان سبباً في التخريب حيث أن بقاءهم في الساحة يزيد الطين بله وكان من الأفضل احتجازهم حتى يتم الهدوء فقد قامت بحملة اعتقالات طالت عدداً من قادة الحراك في الجنوب والذين كان أغلبهم سبباً في التحريض.. الأمر المأساوي هو سقوط عدد من الجرحى وهم "علي محسن حميدي- محسن صالح مثنى- عبدالله هادي محمد- خالد قائد محسن- محمد صالح الزبيري- سيف محمد قريش وولده علي نشوان المعكر الذي اخترقت أحشاءه رصاصة نقل على إثرها إلى عدن - عبدالله هادي- خالد بيكار"، وهؤلاء لم يسقطوا عبثاً فقد تطاولوا كثيراً على إقلاق الأمن وسكينة المواطنين. ومن المعتقلين أيضاً "عبده المعطري رئيس جمعية المتقاعدين بالمحافظة، والقيادي الاشتراكي عبدالحميد طالب، ومحمد مسعد ناجي عضو المجلس المحلي بالمحافظة، وعلي صالح محمد، وعلي منصر سكرتير الحزب الاشتراكي في عدن، والمحامي يحيى غالب، وأحمد عمر بن فريد، وعلي هيثم الغريب، وعدد من القادة الذين لم يسخروا مكانتهم كقادة لتهدئة الوضع بل كانوا سبباً في إشعاله. هذا ويذكر أن انتشاراً مكثفاً للأمن المدعم بالقوة تواجد في الضالع وردفان منذ مساء الاثنين، حيث أرجع مصدر أمني ذلك التواجد لتحقيق الأمن وتهدئة الوضع ومواجهة أي أعمال تخريبية يقوم بها المواطنون خصوصاً وأن مدينة الضالع والحبيلين قد شهدتا مظاهرات عنيفة وأعمال شغب طالت الصالح العام وممتلكات المواطنين الذين لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم عكفوا على هذه الأرض ينشدون الهدوء بغية الرزق الحلال، وقد طالب المتظاهرون بالتجنيد. وقد قامت تجمعات في الشوارع بإثارة النعرات وإقامة المظاهرات التخريبية، إلا أن أجهزة الأمن استطاعت تهدئة الوضع والسيطرة على المكان برمي أعيره نارية في الهواء. تجدر الاشارة إلى أن المشترك في محافظتي عدن وحضرموت اصدرا بيانين منفصلين أدانا من خلالهما أعمال الشغب التي شهدتها مدينة ردفان ومديريات الحبيلين وكرش والضالع.