توقعت الرئاسة الفلسطينية أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال عشرة أيام، في وقت تشهد فيه الحكومة الحالية برئاسة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مأزقا داخليا تمثل في تنفيذ نقابات عامة إضرابا مفتوحا شل أجهزة الحكومة خاصة قطاع التعليم. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن اللقاءات الأربعة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية التي كان آخرها أمس كانت إيجابية ومثمرة, ونتوقع أن يتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال عشرة أيام. لكن الناطق باسم الحكومة غازي حمد استبعد الاتفاق على موعد محدد لتشكيل حكومة الوحدة، غير أنه قال إن الاتفاق جرى على استمرار المشاورات بشكل جدي وحثيث بين الزعيمين، والإعلان عن الحكومة في أقرب وقت ممكن. وأضاف حمد في تصريحات لفضائية الجزيرة أن لجانا مشتركة شكلت بين حركتي فتح وحماس لصياغة البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية المرتقبة. ورغم قرب الانفراج السياسي بتشكيل الحكومة الجديدة، بدأ الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين ونقابة الموظفين الحكوميين إضرابا مفتوحا عن العمل اليوم احتجاجا على عدم تسلم الموظفين أجورهم خلال الأشهر الماضية. وقالت نقابة العاملين في الوظيفة الحكومية بالأراضي الفلسطينية إن الإضراب في أجهزة ودوائر الحكومة نفذ بنسبة تزيد على «90%» وبلغ الإضراب ذروته بانضمام نحو 42 ألف معلم إليه، وفي المقابل تظاهر الآلاف من أنصار حماس في غزة رفضا للإضراب. وندد المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مبنى المجلس التشريعي بغزة بالجهات الداعية إلى الإضراب ضد الحكومة الفلسطينية، واتهموها بأنها تسير وفق أجندة سياسية بهدف تقويض الحكومة الفلسطينية المنتخبة وإسقاطها. واتهم أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي وأحد قادة حماس، الداعين إلى الإضراب والاحتجاج في وجه الحكومة الفلسطينية، بمحاولة «ابتزاز الحكومة سياسيا». من جهة أخرى أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن مفاوضات تجري حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال. وقال مبارك في تصريحات صحفية إن الجانب الإسرائيلي ينتظر مبادرة من الفلسطينيين بشأن وضع الجندي الأسير جلعاد شاليط يتم بموجبها وضع تصور بشأن الإفراج عن أسرى فلسطينيين. ومع ذلك فقد نفت إسرائيل أن تكون هناك أية مفاوضات للإفراج عن الجندي الأسير مع حماس، وقالت المتحدثة باسم الحكومة: نحن لا نتفاوض مع إرهابيين، ونبذل كل جهودنا للحصول على الإفراج غير المشروط عن عسكريينا المخطوفين. ميدانيا استشهد ثلاثة فلسطينيين وجرح نحو خمسة آخرين في توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني لم تعرف هويته بعد، وأكد متحدث عسكري إسرائيلي مقتل الفلسطيني قائلا إنه رصد مشبوها قرب السياج الأمني لمعبر كيسوفيم وأطلق النار باتجاهه. وكان فلسطينيان هما محمد أبو عودة «60 عاما» وابنه إسماعيل «28 عاما» قد استشهدا فجر أمس برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال توغل في بيت حانون بشمال قطاع غزة حينما اخترق رصاص قوات الاحتلال جدران منزلهما، كما أصيبت طفلتان بجروح خطيرة