سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عن صفقة سفينة الأسلحة الأوكرانية السرية التي كانت ستتجه إلى جنوب السودان.. السفينة يملگها مستثمر يهودي مقيم في إسرائيل ويمتلك سفناً أخرى إحداها تعمل لترفيه العرب في الخليج ..«فاديم» مالك السفينة عميل للموساد وله شرگة لحوم تُستخدم لجمع معلومات استخباراتي
في الوقت الذي يؤكد مسؤولون بحريون مقربون من القراصنة الصوماليين الذين خطفوا سفينة أوكرانية محملة بالأسلحة منذ نحو أسبوعين أن القراصنة قد يحصلون على الفدية التي يطلبونها مقابل الإفراج عن السفينة. وأوضح البحريون المقربون من القراصنة بأنه وبعد مفاوضات متوترة قام بها عدة أشخاص يشتبه بارتباطهم بسوق المساومات أن ثمة اتفاق سيظهر قريباً بموجبه يحصل القراصنة على ثمانية ملايين دولار يتم الإفراج عن السفينة وشحنتها وقد يكون "اليوم" أمس أو غداً "اليوم". وفي هذا الوقت كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن أدلة تشير إلى أن صفقة الأسلحة التي تحملها السفينة الأوكرانية هي جزء من صفقة سرية بين كينيا ومنطقة جنوب السودان. الوثائق التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية كشفت أيضاً أن السفينة المختطفة من قبل القراصنة الصوماليين ليست أوكرانية وإنما تعود ملكيتها إلى مستثمر يهودي مقيم في إسرائيل. وتشير الوثائق أيضاً إلى أن من ادعى أنه مالك الشركة الأوكرانية ما هو إلا مشغل مقيم في أوكرانيا وتم توظيف طاقم السفينة من أوكرانيا ولاتفيا، موضحة بأن المقصد الأخير لشحنة السفينة عندما تم اكتشاف وثائق النقل تشير إلى حكومة جنوب السودان. وحصل اليهودي المقيم في إسرائيل "فاديم البرين" على هذه السفينة في مزاد علني أقيم في روسيا في عهد الرئيس "بوريس يلتسن"، وتم تحديد هذه السفينة في وقت لاحق وتسجيلها باسم دولة "بليز" بأميركا الوسطى حتى يمكنها الابحار في بحار العالم. وفي هذا السياق تفيد المعلومات أنه وجد أن سفناً أخرى تابعة للمستثمر اليهودي "فاديم البرين" تعمل كأندية قمار إحداها متواجدة في منطقة الخليج لترفيه الزبائن العرب الأغنياء. وتذكر المعلومات أن "فاديم البرين" "عميل للموساد" ويدير عدداً من الشركات كواجهة لنشاطه، منها شركة تصدير لحوم كينية تتمتع بتجارة جيدة مع دول الشرق الأوسط، وتستخدم سرياً لجمع معلومات استخباراتية من دول مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية. وتأتي هذه المعلومات بعد سنوات عديدة كانت الحكومة السودانية تتهم إسرائيل بتزويد المتمردين السودانيين في الجنوب بالأسلحة وتوفر لهم التدريب أيضاً. ومن خلال الوثائق التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية فكينيا الآن أصبحت توفر الدعم اللوجستي بشحن الأسلحة إلى جنوب السودان رغم قرار مجلس الأمن الذي يمنع نقل أي أسلحة إلى جنوب السودان، وبهذه الصفقة السرية فإن كينيا تمارس دوراً مماثلاً لما تقوم به "تشاد" لدعم متمردي دارفور الذي أدى إلى دخول السودان في حرب. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت تزود جنوب السودان بالأسلحة من داخل الأراضي الأثيوبية لكنها فقدت ذلك النفوذ منذ استقلال إريتريا، فبعد توتر العلاقات بين اريتريا وأثيوبيا أصبح من المستحيل الاستمرار في هذا الطريق وتم البحث عن بدائل عديدة لإيصال الأسلحة إلى جنوب السودان مثل أوغندا والآن جاءت عبر الأراضي الكينية. من جانبهم بدا مسؤولون بحريون في كينيا كانوا أكثر حذراً من عدم الكشف عن تفاصيل أكثر للاتفاق مع القراصنة، موضحين بأنه كان ينبغي على القراصنة أن يطلبوا ضمانات بعدم اعتقالهم أو دحرهم من المياه من جانب السفن الحربية الأميركية المحيطة بهم حالياً. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" الأميركية عن أحد المسؤولين البحريين في كينيا قوله: المسألة ليست مثل شراء سيارة مستعملة، المال الخسيس هو جزء من هذه العملية، ورغم ذلك فإن عملية المفاوضات على السفينة الأوكرانية قد أحرزت تقدماً.